نبأ - طوباس - شوق منصور
كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف فجراً، عندما استيقظت الشقيقتان الكفيفتان مها عبد الرزاق (46 عاماً) ودعاء (40 عاماً)، والكلاب البوليسية التي أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي تهاجمهم منزلهم في مدينة طوباس.
وقالت مها عبد الرزاق في مقابلة مع "نبأ"، إنها تعيش مع شقيقتها الكفيفة الأخرى مع والدتهما التي لا تقوى على الحركة بسبب كبر سنها في المنزل، مشيرة إلى أنها "كانت تنام في غرفة والدتها، وشقيقتها دعاء كانت تنام في الغرفة الثانية، حينما استيقظت شقيقتها على صوت يأتي من الباب الرئيسي، للبناية التي يسكنون في الطابق الثاني منها وتحتها مخازن".
وأضافت: "استيقظت فجر أمس الثلاثاء على صوت دعاء تقول مها مها، فهي كانت تعتقد أنني في الخارج ذهبت لكي أفتح الباب لأشقائي، وظننت أن والدتي قد حدث لها شيء، وعندما اقتربت دعاء من الباب وهي تنادي مها ماذا حدث، تفاجأت بشيء يفتح الباب ويمسك به من الخلف".
وأشارت إلى أن "هذا الشيء الذي كان يمسك به سحبها إلى الغرفة التي ننام أنا ووالدتي فيها، وبدأت تصرخ دعاء وتقول يما يما مسكني الجن، فلم يكن الذي يمسكه شيء يتكلم فقط يسحبها، وأنا أيضاً لم أعرف ما الذي كان يحدث، ظننته أنا لصاً يريد الدخول إلى المنزل أو حقاً الذي يمسك بشقيقتي وتركها وهجم علي جني".
واستردفت مها: "كانت والدتي نائمة وعندما استيقظت في البداية لم تركز ما الذي يحدث لأن الاضواء كانت غير مشتعلة، وبعد نصف ساعة عرفت والدتي أن هذا الذي يمسك بي وبشقيقتي كلب بوليسي أطلقه الجيش علينا".
وتابعت: "بعدها دخل جنود الاحتلال وقاموا بتكسير الأقفال وبعض الأثاث، وبعدها سحبوا دعاء إلى الصالون وحققوا معها وفي هذا الوقت كان الكلب يمسك بيد شقيقتي، وكانوا يسالونها، عن شاب مطلوب حيث كانوا يعتقدون أننا شقيقاته، وبدأنا نصرخ أنا ودعاء بأننا كفيفتين ما الذي تريدونه منا، لا نعرف هذا الشاب ولا نعرف شقيقاته".
وأضافت مها: لم يهتموا لصراخنا ولا بأننا كفيفتين لا نرى شيئا، ولم يهتموا لوضعنا النفسي، وبعدما تأكدوا بأننا لسنا أخوات المطلوب قاموا بالانسحاب من المنزل دون إعطائنا أي خبر او الاعتذار منا".
وتشير مها إلى أنهم لغاية الآن في حالة من الخوف والقلق لما جرى وخصوصاً شقيقتها دعاء التي انهارت واصفر وجهه واضطرت للذهاب إلى المستشفى حيث تورمت يديها نتيجة مسك الكلب لها، اضطر الطبيب لإعطائه ابره مهدئ.