نبأ – رام الله – رنيم علوي
حذر مختصان في الشأن الإسرائيلي من استمرار حكومة الاحتلال في مخططاتها التهويدية للقدس والتي تهدف إلى فصل المدينة المقدسة عن الضفة الغربية وعزلها عن محيطها الفلسطيني.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن "حكومة الاحتلال الحالية تقدم نفسها على أنها حكومة تغيير؛ لكنها تثبت أن التغيير يكمن في كل القضايا إلا في سياسة الاستيطان والتوسع وتهويد القدس".
وأضاف منصور لـ"نبأ"، "بالتالي هذه مشاريع خطيرة وتأتي في مناطق حساسة إذ أن الهدف منها فصل القدس كلياً عن الضفة والانقضاض عليها".
وصادق الاحتلال مؤخرا على إيداع خطة لبناء 900 وحدة استيطانية للطلبة اليهود- ضمن مخطط مستوطنة التلة الفرنسية- بجوار الجامعة العبرية ومستشفى هداسا على أراضي قرية العيسوية، ويعتبر هذا المشروع الاستيطاني الخامس في مستوطنة التلة الفرنسية الذي يصادق عليه منذ مطلع العام الجاري.
وتتضمن الخطة توسيع المنطقة المبنية في الجامعة العبرية وفق احتياجات إدارة الجامعة ضمن مخطط مبدئي على أكثر من 150 دونمًا، مع استبدال 170 غرفة للسكن الجامعي للطلاب اليهود ورفعه إلى 900 غرفة جديدة في أطراف مستوطنة التلة الفرنسية.
ووفقًا لبلدية الاحتلال، فإنّ المخطط يغطي مساحة إجمالية تبلغ حوالي 24 دونمًا، ويتضمن انشاء 15 مبنى للسكن الطلابي، بما في ذلك سوق صغير ومقهى وصالة رياضية ومركز رعاية نهارية ورياض أطفال وغرف دراسة مشتركة وغرف اجتماعات وذلك لخدمة الجامعة العبرية وطلابها وسكان مستوطنة التلة الفرنسية.
وأوضح منصور، أن "القرار غير مستهجن ومن لديه أوهام في وجود منصور عباس وغيره في الحكومة سيؤثر على السياسة الاستيطانية هو مخطئ تماماً، وهذا دليل يثبت يومياً في بقاء الاستيطان وتمدده أو ممارسات الجيش الإسرائيلي وحتى القوانين التي تسن اتجاه الفلسطيني في الداخل المحتل والنقب والمواطنة التي تقوم على لمّ الشمل".
وعلى ذات الصعيد، قال السياسي صلاح خواجا، إن "كل ما يجري يأتي في إطار التصعيد وإمعان حكومة الاحتلال على عملية توسيع مصادرة الأراضي تحت حجج متنوعة ومختلفة جزء منها لخدمات عامة، وهذا ما يجري عملياً من مصادرة مئات الدونمات في منطقة التل الفرنسية وتمتد حتى منطقة الشيخ جراح".
وأضاف: " هذه محاولة لتوسّع لتوسيع الجامعة العبرية، وأن 500 وحدة ستكون لطلاب الجامعة العبرية، والباقي لمحلات تجارية تؤجر لصالح وخدمة الجامعة العبرية على حساب الأهالي والأراضي الفلسطينية التي تجري عليها عملية التهويد وربطها بمركز الشرطة المقام في منطقة حي الشيخ جراح".
وأردف: " في حال تم تهجير الفلسطينيين في حي الشيخ جراح سيصبح هذا الإصبع الاستيطاني ممتد ويقطع ما بين البلدات الفلسطينية في داخل القدس سواء كان من بيت حنينا حتى البلدة القديمة ويعزلها بالكامل إذ يصبح هذا الامتداد هو العزل لتلك المناطق التي تأتي في إطار خطة التهجير والترنسفير الجماعي وتوسيع سياسة الاستيطان والتوسع الاستيطاني".
يُذكر أن "اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال صادقت الأربعاء الماضي على مخطط لمضاعفة مساحة مستشفى "هداسا- التلة الفرنسة " خمس مرات على أرض مساحتها 111 دونمًا من أراضي البلدة.
ووفق الخطة الجديدة فسيتم إقامة برج من 15 طابقًا و7 مبانٍ جديدة ومهبط طائرات هليكوبتر، وكذلك الحفاظ على المبنى التاريخي القديم الذي بُني في عهد الانتداب البريطاني عام 1930، وسيتم تحويله إلى فندق ومركز تجاري لخدمة المستشفى ومستوطنة "التلة الفرنسية".
وتتطلب الخطة الحصول على موافقة من "اللجنة اللوائية التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية" لأجل تنفيذها. ومعروف أن مستشفى "هداسا التلة الفرنسية" مقام على أراضي العيسوية ضمن مستوطنة "التلة الفرنسية"، التي أقيمت عام 1969، باعتبارها ضاحية سكنية داخل حدود بلدية مدينة القدس في إطار ما يسمى القدس الكبرى.
إضافة إلى شروع فرق هندسية إسرائيلية الأرباء الماضي بمسح مطار القدس – قلنديا- تمهيداً للشروع في مد البنى التحتية والبناء الاستيطاني على أراضي المدرج والمطار