نابلس-نبأ-شوق منصور:
ينتظر الكثير من سكان العالم الزائر الأبيض خلال فصل الشتاء لما يضفيه على أوقاتهم من فرح وسرور، لكن يحل هذا الزائر، والفصل برمته يحل ثقيلاً على الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، حيث تزداد معاناتهم وتتكشف الظروف المعيشية السيئة التي يعيشونها مع كل منخفض جوي يضرب المنطقة، في ظل منع إدارة السجون إدخال الاغطية والملابس الثقيلة لهم أو حتى توفير وسائل تدفئة.
الأسير المحرر خالد أبو هلال من مخيم بلاطة شرق نابلس عانى الأمريّن داخل سجون الاحتلال، وتخلّص قليلاً من هذه الآلام عقب الإفراج عنه قبل أسبوعين بعد قضاء مدة محكوميته البالغة 15 عاما.
يقول أبو هلال لـ"نبأ": "إن الكثير منا ينتظر قدوم فصل الشتاء وتساقط الثلوج، لكن لا يمكن لأسير يعيش في سجون الاحتلال أن ينتظر هذا الفصل ويبقى سعيداً لقدومه".
وأضاف أبوهلال:" لا تجد أحد من الأسرى يحب فصل الشتاء، ففي هذا الفصل تتفتح الأوجاع خصوصاً في ساعات الليل وفي ليالي البرد القارص، والآلام والأمراض تبدأ بالظهور، وتتفاقم معاناتهم، فهم لا يملكون ما يحميهم من برد الشتاء".
وأوضح أن معاناة الأسرى تزداد داخل سجون الاحتلال في فصل الشتاء، كون إدارة السجون لا توفر للأسرى الملابس الثقيلة للأسرى كي يدخلوا فيه إلى فصل الشتاء، فالأسير يبقى ينتظر عائلته كي تحضر له الملابس التي تقيه من البرد، ولكن في بعض الأحيان تتأخر الزيارة بسبب المنع الامني، أو إدارة السجون لا تسمح لهم بإدخال الملابس.
وتحدث المحرر أبو هلال عن استغلال الاحتلال حاجة الأسرى للأغطية الشتوية فيسمح لهم بشرائها من "الكنتينا"، بسعريصل حتى 150 شيكل(50$) للبطانية الواحدة، لكن حاجة الأسير تكون أكبر نتيجة البرد الشديد، فيحتاج لأربعة أغطية على الأقل حتى يستطيع النوم بشكل مريح، يعني أن عليه دفع مبلغ 600 شيكل ليوفّر لنفسه قليلاً من الدفئ، فما بالنا من لا يملك الأموال؟!، فيتعاون الأسرى مع بعضهم البعض، ويبدؤون بحياكة البطانيات، واستصلاح ما يمكن.
ونوّه إلى أن الأسرى الذين يعيشون داخل الخيم تكون معاناتهم مضاعفة، فالخيمة تكون مفتوحة من جميع الاتجاهات وبالتالي تدخل مياه الأمطار والصقيع، وخصوصاً في سجن النقب الصحراوي.
أما الأسير المحرر محمد الدبك من طوباس والذي أفرج عنه قبل عدة أيام بعد اعتقال دام 7 أعوام، يصف لوكالة نبأ حجم معاناة الأسرى في فصل الشتاء، وكيف تتعمد إدارة السجون زيادة إلاجراءات، من التفتيش والعدد، فهي لا تراعي ظروف البرد الصعبة والأسرى المرضى فهم لا يهتمون إلا لإجرائها الأمنية.
وأضاف الدبك أن إدارة السجون لا تهتم بالأسرى المرضى ولا تراعي ظروفهم، كما أن إجراءات الاحتلال زادت بعد عملية نفق الحرية، فالفحص كان مرتين أصبح 6 مرات، فيخرجون الأسرى خلال ساعات الليل إلى الساحات الباردة، فهم يستغلون الأوقات التي يكون الاسير فيها مرتاح كي ينغصون عليه، ويبقى الاسير ما يقارب 20 دقيقة وهو ينتظر انتهاء التفتيش.
ولا يستطيع أن ينسى المحرر الدبك ما حدث مع بعض الأسرى في عام في شهر يناير/كانون ثاني عام 2017 عندما "اقتحم الاحتلال سجن النقب قسم(3) في الخيم وكان عددهم ما يقارب 80 أسيرا، وخلال 3 أيام متواصلة والأسرى داخل القسم معرين ومربطين في الأبراج الحديدية، وكان الجو شديد البرودة وكنا ما زلنا في المربعانية، وقاموا بسحب الاغطية والفراش".
وأشار الدبك إلى أن الأسرى المرضى يعانون من إهمال طبي متعمد من قبل إدارة السجون التي تنتظر ان يتفاهم وضع الأسير كي تحوله إلى المستشفى، حتى وسيلة النقل إلى العيادة تكون بالبواسطة، التي تزيد من مرض الاسير وبعض الأسرى يرفضون الذهاب إلى العيادة لانهم يعرفون حجم المعاناة أثناء التنقل.
ويؤكد الأسيرين المحررين الدبك وأبو هلال على أن الأسرى لا يحتاجون إلى عبارات عاطفية فقط بل هم يتتوقون إلى الحرية ويطالبون من جميع القيادات الفلسطينية للتدخل للإفراج عنهم، فهم في حالة صعبة للغاية.