نبأ – الخليل – لؤي السعيد
حين تتجول بين أروقة البلدة القديمة في مدينة الخليل وتتمشى في حاراتها العتيقة، تستوقفك رائحة حلوى الحرم الإبراهيمي التي عرفت باسم "حلقوم الحرم" أو "الراحة" تلك الحلوى التي جمعت بين الأصالة والعراقة، وباتت تشكل إرثًا جديدًا لقائمة طويلة من المأكولات والمشروبات التي عكست تاريخ المدينة العتيقة وأصبحت رمزًا من رموزها على مستوى سكانها وسياحها من خارج أسوار البلدة العتيقة.
صاحب مصنع الحلقوم الحاج عبد المعز سدر في حديث لـ"نبأ" يقول إنه ورث هذه المهنة عن والده وها هو ذا يورثها لأبنائه، ويضيف أن المصنع بدأ بإنتاج الحلوى عام 1820 أي قبل حوالي 200 عام، ما جعل هذه الحلوى ترتبط وتعبر عن حلويات الخليل المميزة.
ويضيف أبو علاء أنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 60 عامًا، إذ كانت عملية التصنيع يدوية في الخمسينات وانتقلت مراحل تصنيع الحلقوم باستخدام المحروقات بدل من الحطب حتى الكاز والغاز.
ويشير أبو علاء إلى أن الحلقوم يصنع الحلقوم من مكونات بسيطة ومتوافرة وهي: الماء والنشا والسكر، بالإضافة إلى العطور الطبيعية والأصباغ، وتمتد عملية الطبخ من 5-7 ساعات حسب كمية المواد ودرجة الحرارة، لأنها تحتاج إلى وقت طويل لتكون جاهزة للبيع، ثم يتم تقطيعها إلى أحجام معينة لتعبئتها، ثم يرش عليها السكر الأبيض حتى لا تلتصق القطع ببعضها البعض.
أما عن النكهات المستخدمة في عملية صناعة الحلوى، يقول سدر إن جميع النكهات المضافة إلى الحلقوم طبيعية، مثل الشومر أو النعنع لإضفاء اللون الأخضر، والليمون لإضفاء اللون الأصفر، والمستكه لإضفاء النكهة على الحلقوم.
وانتشرت شهرة الحلقوم الخليل حتى وصلت بقاع العالم المختلفة مثل السعودية والبرازيل وأمريكا وأوروبا وعدد كبير من دول العالم العربي، حتى أصبحت مقصدًا للسائح يزور مدينة الخليل.
وعن إجراءات الاحتلال في مدينة الخليل وتأثيرها على أبو علاء، يشير إلى المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تواجهة سكان وتجار البلدة القديمة، ساهمت في ازدياد سوء الأوضاع وتراجع أفاق هذه المهنة، مشيرًا إلى أنه وفي أوقات كثيرة يمنع جيش الاحتلال السائحين والسكان من الوصول إلى البلدة القديمة ما يدفع تجار البلدة القديمة إلى إغلاق محالهم التجارية.
كما أحرق المستوطنون المصنع مرتين، وأغلقت قوات الاحتلال عدة سنوات المصنع، ومنعت أبو علاء من فتحه خاصة بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994م وعقب انتفاضة الأقصى.
ويسعى أبو علاء إلى توريث مهنته إلى أبنائه لتظل هذه المهنة قائمة، لما تشكله من إرث وتاريخ وعبق للماضي وأصالة متجددة تعكس تاريخ المدينة القديم.
ss
ss
ن