نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بضوء أخضر من حكومة نتنياهو

"سبسطية الأثرية" محاولات الاحتلال لسرقة الأرض والتاريخ

سبسطية الأثرية-نابلس.jpg

نبأ-نابلس-شوق منصور:

على بعد 12 كيلومتراً في الجانب الشمالي الغربي لمدينة نابلس بالضفة الغربية، وعلى تلة يبلغ ارتفاعها 440 متراً، تتربع بلدة سبسطية المشهورة باسم عاصمة الرومان الفلسطينيّة، عرش الحضارة والتاريخ، لاحتضانها معالم أثرية، تعود إلى زمن العصر الروماني.

إلا أن هذه المكانة التاريخية الزاخرة بالتراث الأثري، الممتد عمره منذ أكثر من 3000 عام، تئن اليوم تحت وطأة الإهمال تجاه آثارها الحضارية، وحصارها من قبل مستوطنة «شافي شمرون» الجاثمة على أراضيها، إلى جانب تصاعد هجمات المستوطنين العدائية ضد معالمها وأعمدتها الأثرية.

حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي مساعيه في محاولة للسيطرة وبسط نفوذه على المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية الواقعة غربي مدينة نابلس، من خلال حملات الاقتحام والمداهمات التي يشنه في المنطقة باستمرار، حيث يدعي الاحتلال أن تاريخ منطقة سبسطية يعود إلى التاريخ اليهودي والإسرائيلي.

رئيس بلدية سبسطية محمد عازم يقول في مقابلة للوكالة الصحافة الوطنية" نبأ" إن سبسطية تتعرض في الآونة الأخيرة إلى حملات اقتحامات ومداهمات من قبل قوات الاحتلال بشكل كبير، وهذا يأتي ضمن سياسية مجلس المستوطنات في الضفة الغربية والتي أخذت الضوء الأخضر من حكومة الاحتلال، للسيطرة على المنطقة الأثرية في سبسطية مستغلين أن هذه المنطقة مصنفة ضمن مناطق "ج".

وأشار عازم إلى أن الاحتلال يروج ادعاءات باطلة وكاذبة بأن تاريخ وحضارات هذه المنطقة تعود إلى التاريخ اليهودي، فكل المؤرخين وكل الحفريات التي أجريت أثبت أن تاريخ سبسطية لم يثبت أنه يمد لليهود بصلة، ولكن المستوطنين وحكومة الاحتلال يسعون بكل أذرعهم للسيطرة على كل شبر فيه مورث ثقافي وحضاري في فلسطين، وباتت سبسطية من البلدات التي تسعى للسيطرة عليها مسخرة كل إمكانياتها المادية والأمنية لتحقيق هذا الهدف.

ويبن عازم طبيعة الاقتحامات والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال بمنطقة سبسطية بدءاً من منع المواطنين من التواجد في المنطقة الأثرية أو محيطه، ومنع الاستثمار في المنطقة من خلال عدم السماح بإقامة أي منشأة زراعية أو سياحية داخل المنطقة الأثرية والتي تمثل نصف مساحة بلدة سبسطية والتي تقدر بحوالي 250 ألف دوم.

وأضاف عازم أن الاحتلال يقوم أيضاً بالاعتداء على المواطنين، وكما حدث سابقاً من محاولة اختطاف إحدى الأطفال، بالإضافة إلى حملات الاعتقال المستمرة التي تشنها بحق أبناء البلدة.

وأكد على أن الاعتداءات والاقتحامات المستمرة تهدف إلى منع السياحة المحلية في منطقة سبسطية، وخصوصاً بعد جائحة كورونا ومنع السياحة الخارجية، فقد أصبحت بلدة سبسطية تعتمد على السياحة المحلية من خلال تشجيع الزوار من كل أنحاء الضفة الغربية للتوجه لزيارة سبسطية والاطلاع على الموروث الثقافي والحضاري.

وشدد على ضرورة التحرك للحفاظ على هذه المنطقة الأثرية كما ودعا جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومناطق المحتلة 48 لزيارة سبسطية والبقاء فيها كي تبقى صامدة أمام ما تواجه من استهداف من قبل قوات الاحتلال.

وفي هذا الصدد يقول مدير عام الآثار بوزارة السياحة مهند صايل" إن الهدف من هذه الاقتحامات والاعتداءات التي يشنها الاحتلال في منطقة سبسطية هو هدف استيطاني بحت، في محاولة للسيطرة على المنطقة وتهويدها من أجل إيجاد موطن لهم وإقامة المستوطنات عليها.

مشيراٌ إلى أن هذه الاقتحامات والاعتداءات أثرت بشكل سلبي على السياحة في منطقة سبسطية، حيث أدى إلى تعطيل وتوقف حركة السياحة في المنطقة من وفود ومدارس وجامعات.

وبين صايل أن وزارة السياحة بالتعاون مع بلدية سبسطية والهيئات المحلية قامت بالعديد من المشاريع للحفاظ على هذه المنطقة الأثرية ومنها أنه تم إعادة ترميم ساحة البيدر في منطقة سبسطية، حيث تم تحويلها إلى مركز لجذب السياح إليها، رغم العراقيل التي وضعها الاحتلال أمامنا لمنع تنفيذ هذا المشروع، ويتم الآن العمل على مشروع تسجيل المباني التاريخية في بلدة سبسطية لحمايتها في المستقبل.

وكالة الصحافة الوطنية