رام الله – نبأ – رنيم علوي
اختلاف الأجيال يظهر بإختلاف السلوك، فـلطالما كانت جامعة بيرزيت منارة الإتحاد والديمقراطية بين الأطر الطلابية في الأطياف كافة، اليوم تنعكس المعادلة ليصبح كل منهم ندا للآخر، فتارة نرى فصيلاً ينقض على أبناء فصيله، وتارة أخرى نرى مشاحنات بين فصيلين مختلفيينن، وعلى هذا المنوال أصبحت تسير جامعة بيرزيت.
وآخر ما حدث أن أعلنت جامعة بيرزيت يوم السبت إلغاء الدوام داخل حرم الجامعة؛ تجنباً لردودِ فعلٍ غير متوقعة نتيجة مشاحنات بين الكتل الطلابية.
فما الذي حَدث؟
قال ممثل مجلس الطلبة، مالك عبيدات: "ما يحدث بين الكتل الطلابية ومع اقتراب الانتخابات أن بعض الكتل همها الأول والوحيد هو المجلس وليس مصلحة الطالب وسير العملية التعليمية .. الحركة الطلابية تتغنى في الوحدة الوطنية فأين الوحدة الوطنية في آخر بيان ؟ ادّعوا أنهم تواصلوا مع اللجنة التحضرية للشبيبة وهذا الكلام غير صحيح، نحن أول من أعتصم داخل الحرم الجامعي ضد الاعتقال السياسي ونحن دائماً نرددها لا للاعتقال السياسي في الضفة وغزة".
من الجدير بالذكر أن البيان الذي تحدث عنه ممثل مجلس الطلبة كان يندد بالاعتقالات السياسية التي تُشن على الحركات الطلابية، بمشاركة كل الأطر الطلابية بإستثناء حركة الشبيبة، وأن الإدعاء الذي يقال عن غياب حركة الشبيبة هو رفضها للإنضام لهذا البيان، ومن هنا بدأت الشعلة.
وعن ذلك قال ممثل حركة الشبيبة، إنهم تواصلوا مع إدارة الجامعة بتعليق دوام يوم السبت وتحويله إلى دوام إلكتروني بسبب الحفاظ على السلم الأهلي في جامعة بيرزيت.
وأضاف: "دائماً حركتنا الطلابية تتغنى بالوحدة الوطنية ومصلحة الطالب فوق كل شيء إلا أن ما قامت به الكتل الطلابية بتنزيل بيان عن الحركة الطلابية دون وجود الشبيبة وأننا في حركة الشبيبة ضد الاعتقال السياسي في الضفة وغزة وقمنا بالاعتصام المفتوح داخل الحرم الجامعي بسبب الاعتقال السياسي، وأخيراً وحفاظاً على السلم الأهلي وسير المسيرة العلمية ندعو الكتل الطلابية بحل الخلاف للحفاظ علم بيرزيت منارةٌ للعلم والوحدة الطلابية".
مبادرة تمنع الخلاف
وعلى السياق نفسه، قال ممثل كتلة الوحدة الطلابية، وليد إسماعيل: "سبق وأعطينا موقفا واضحا بالفترة الماضية عندما حدثت مشكلة بين الشبيبة والكتلة الإسلامية والقطب، حيث قمنا بطرح مبادرة والتي كان أهمها الإلتزام بمعايير وأنظمة قوانين الجامعة، وأن المعتدي يُفصل من الجامعة، وهذا لأننا ضد بأي شكل من الأشكال الإعتداء داخل الجامعة وأن أي مشكلة مهما كبرت تحل على طاولة الحوار".
وحول تعرض ممثل الوحدة الطلابية للاعتداء في سكنه الجامعي قبل يومين، قال ممثل حركة الشبيبة: "نؤكد أولاً حرصنا على حرية التعبير والرأي وندين الاعتداء على أي طالب في جامعة بيرزيت ونطالب بفتح لجنة تحقيق سريعاً".
ويبقى السؤال، هل طبّقت المبادرة التي تم الأخذ بها على من قام بالإعتداء؟
وأكمل وليد إسماعيل قوله متأسفاً للواقع الحالي: "لجنة النظام التابعة للجامعة في كل القضايا التي مرت بها الجامعة من إعتداءٍ في التجارة، وإعتداءٍ على الأمن، وآخرها يوم الخميس لم نرَ من اللجنة إلا الإنتظار، أي عملية تأجيل وتأخير، والسبب بحسب ما وصلنا ضغوطات تتعرض لها اللجنة لكنها غير مبررة".
"قرار جامعي"
وتابع إسماعيل: "قرار الجامعة بإغلاق الدوام هذا قرار صادر عن الجامعة نفسها كونها ارتأت من تخوفاتٍ حدوث مشاكل في الجامعة، إلا أننا نرى أنه إذا كان سيحصل مشاكل فـبالواقع أنها لم تفعل شيئا بإلغاء الدوام سوى ترحيل المشكلة ليومٍ آخر؛ لأن الطرف الذي يريد المشكلة ليس من الكتل الأربعة، كتلة الوحدة الطلابية، الكتلة الإسلامية، كتلة الاتحاد، القطب الطلابي".
خلافٌ متوقع
وأوضح وليد إسماعيل، الوضع العام، قائلاً : " لو كان اليوم داوم لكان من المتوقع حدوث مشاكل، وذلك نظراً للغة التهديد والوعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال ما حدث معي يوم الخميس، وبالتالي نعم، كنا نتوقع حدوث مشكلة، والسبب؟ الغطاء السياسي الذي تتمتع فيه مفتعلة المشاكل، أي عندما يكون المواطن في منطقة تحكمها الأجهزة الأمنية ولو وقفنا أمام الجهة الأخرى صفاً يشمل الـ 14 فصيلا فلسطينيا، فـلن يحدث شيء طالما هو يتمتع بالغطاء والحماية في المنطقة".
تراكمات خلافية
ورأى ممثل الكتلة الإسلامية إسماعيل البرغوثي، أن "ما يحدث في الجامعة من خلافات مع الكتل الطلابية وحركة الشبيبة هو خلاف ليس من اليوم، وإنما خلاف تراكمي بدأ من عدة مشاكل في أروقة الجامعة وقد تعرضوا لكل الكتل الطلابية في الجامعة، ولإدارة الجامعة من الحرس، وبالتالي هي ليست من اليوم وإن الخلافات جاءت اليوم لتنهي كل ما يجري".
وأكد إسماعيل البرغوثي أن قرار إلغاء الدوام جاء من الجامعة نفسها وليس أي طرف آخر، قائلاً " هذا القرار جاء من الجامعة بإغلاقها ليوم السبت، لكونها رأت حجم المشكلة التي ستكون في يوم السبت إن كان دوام، ولكن ليس هذا هو الحل الوحيد لهذه المشكلة، وإنما اقتلاع كل شخص يفتعل المشاكل ويقوم بإيذاء الآخرين".
وبيّن وليد إسماعيل أن "عودة الدوام غداً في صرح الجامعة نجهل تبعاته، فنحن لا نعلم ما الذي سيحدث، وأنه من المحتمل أن تكون هناك صدمات بين الكتل الطلابية وحركة الشبيبة، وذلك ليس كرهاً بحركة الشبيبة ولا نريد كسر الحركة، ولكن القائمين على حركة الشبيبة اليوم هم أشخاص يقومون بإفتعال المشاكل ومحاولة إقصاء الحركات الطلابية".