نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

شبح الاعتقال يلاحق أبناء الكتل الطلابية والاحتلال يحاصر أنشطتهم

جامعة القدس "أبوديس".. حياة تعليمية محفوفة بالمخاطر ومنافسة محتدمة لخدمة الطلاب

القدس – نبأ – رنيم علوي

تتميز جامعات فلسطين بحضور قوي وفعال للكتل الطلابية المتنوعة في أفكارها ومشاربها ومبادئها التي تسعى كلُّ واحدة منها إلى استقطاب المؤيدين لها والتي تمثل غالبًا القوى والأحزاب السياسية المتواجدة في الميدان العام.

ونظرًا إلى وجودها داخل مدينة القدس المحتلة، تعاني الكتل الطلابية من قيود كبيرة يفرضها الاحتلال بجامعة القدس أبو ديس، فيحرمها من تنظيم الأنشطة وإطلاق المبادرات وعلى الرغم من ذلك فيبدو الإصرار واضحا على تحدي الاحتلال وتحقيق تطلعات الطلاب بتلك الجامعة.

ومن الجدير ذكره، أن مراسلة "نبأ" تواصلت مع ممثلي حركة الشبيبة الفتحاوية خلال إعداد هذا التقرير للمشاركة فيه، إلا أنهم رفضوا ذلك لظروف خاصة بهم.  

نشاطات الكتل الطلابية

وتحدث منسق الكتلة الإسلامية في جامعة القدس، عن أنشطة الأطر الطلابية التي تتمحور في نشاطاتٍ منهجية ولا منهجية في تقديمِ خدماتٍ نقابية وأكاديمية للطلبة، وتمثل الدور الأكبر في الدفاعِ عن حقوق الطلبة وتحصيل إنجازات نقابية وتسهيلات أكاديمية.

وأضاف المنسّق الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية: "نشأت الكتلة الإسلامية في جامعة القدس بالتزامن مع تأسيس الكلية الأولى كلية العلوم والتكنولوجيا عام ١٩٨٢م، لكن تشكيل النواة الصلبة للكتلة كان في العام ١٩٨٤ على يد مجموعة من الطلبة كان أميرهم آنذاك الطالب في كلية العلوم و التكنولوجيا الشهيد صلاح الدين دروزة، ثم تأسَّس أول جسم نقابي في جامعة القدس كانت هي الكتلة الإسلامية و كذلك تأسيس أول مجلس إتحاد طلبة في الجامعة القدس كان على يد الكتلة الإسلامية و التي تمكنت من رئاسته عقدين من الزمن بالانتخابات".

وأشار إلى أن أساس النشاطات الطلابية المنهجيةِ منها واللامنهجية كان على يد الكتلة الإسلامية وتبعها في ذلك باقي الأطر الطلابية، فيما تتمحور أنشطة الكتلة الإسلامية في جامعة القدس في أنشطتها المستمرّة والمميّزة والتي لا حصر لها ولا حدود لإبداعها بدايةً بنشاطاتها الأكاديمية النقابي كالتصوير المجاني وتوزيع الكتب ومعارض القرطاسية التي لها السبق الأعظم فيها والمحاضرات والندوات وتكريمٍ للطلبةِ المتفوقين وحفلاتٍ للخريجين وإستقبالٍ للطلبة الجدد.

وتابع: "تميزّت الكتلة أيضاً بأنشطتها الخدماتية التطوعية من توزيعِ طرودٍ غذائية لطلبة السكنات وخدمات التوصيل المجاني، وخصوماتٍ على القرطاسية، كذلك أنشطةٍ تطوعية في الحرم الجامعي كعملها الدوري في إصطصلاحِ المصليات الخاصة بالطالبات، وتوفير إحتياجاتها الدورية و افتتاح مصليات جديدة لبعض الكليات،  وكذلك نشاطات دعويةٍ تربوية من محاضراتٍ و أسابيع توعوية وحملاتٍ هادفة و مسابقات قيمة، كذلك دروس رمضانية و العديد من الأنشطة في المناسبات الدينية كإحتفالات المولد النبوي و توزيع الحلوى في ذكرى الاسراء و المعراج، مضيفاً أنشطةٍ ثقافية رياضية ومسابقاتٍ ودوريات لمختلفِ الرياضات".

أما منسق القطب الطلابي لطفي حرزالله، قال: "تتمحور الأنشطة لدى القطب حول المجال الثقافي والرياضي والاجتماعي إضافةً للواجب الوطني الذي يسعى من خلاله الاطار إلى كي وعي الطلبة وادراكهم حول ما يحدث في ربوع الوطن حتى يستطيع الطالب الجامعي مواجهة الظروف التي يعيشها شعبنا الفلسطيني بسبب الاحتلال".

وباللجوء إلى منسق جبهة العمل الطلابي محمد شحادة، قال: "ضمنياً تختلف تحركات أي جهة بناءاً على توجهها الفكري على الصعيد الاجتماعي والثقافي والنضالي النقابي، بحيث أننا في جبهة العمل الطلابي التقدمية كامتداد طلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في جامعة القدس نعتمد في عملنا النقابي على البحث عن الحلول الجذرية كقاعدة لحل أي اشكال، ومن منطلق النظر بشكل استراتيجي ، مما يحقق عائدا مجديا أكثر، مرتكزين على ثلاث شعارات قاعدية ( جامعة شعبية-تعليم ديموقراطي-ثقافة وطنية).

أنشطة مُحاربة

وأكد منسق الكتلة الإسلامية على محاربة الجامعة لبعض انشطتهم، قائلاً: نحنُ لا نحصل على موافقة للأنشطة بسهولة بل بشقِ الأنفس وكثيراً ما تضع إدارة الجامعة شروطاً لتصعب تنفيذ النشاط علينا، فيما أيضاً تسعى أحياناً إلى عرقلة أداء النشاط والتأخير الدائم للسماح بأغراض.

وأيضاً أشار إلى تحيز الجامعة، بقوله: يوجد تحيز واضح وظاهر ومعروف لكل الأطر، علماً أن الكتلة الإسلامية حاضنة للعديد من الطلبة وذلك لأن؛ الكتلة الإسلامية لم يسبق لها وإن تخلت عن الطلبة وتحقيق مصالح شخصية على حساباتهم بل إنها قدمت الغالي والنفيس في سبيل خدمة الطلبة  ولأن الكتلة الإسلامية تتبنى خيار المقاومة للتحرير لا خيار المفاوضات والركض في سراب الوهم ولأنها كانت الصادقة قولاً وفعلاً فشكل هذا لها حاضنة شعبية ضخمة رغم كثرة الملاحقات  والإبعادات والإعتقالات إلا أن الكتلة الإسلامية تبقى حاضرة و لا تغيب، على حد قوله.

وتابع لطفي حرزالله، القول: لا شك أن هناك اصابع دخيلة تعمل لحساب أجندات خارجية في كل الجامعات الفلسطينية عامةً وفي جامعة القدس خاصة، وذلك لأهداف تخدم الاحتلال او ما تريده جهات اخرى حتى لا تعود الحركة الطلابية بالجامعات إلى واجهة الأحداث في الوطن كما كانت سابقاً، لذا نرى أن هناك تدخلاً من قبل الأجهزة الامنية في جامعة القدس في عملنا كإطار وقد حدث سابقاً لكن توقف نتيجة إلتفاف الطلبة حول القطب وعمله داخل أسوار الجامعة أسوةً لباقي الحركات الطلابية فيما كما "الإحتلال" يرسل تهديداته ويعتقل العديد من رفاقنا لكن هيهات أن يؤثر وبالعكس يعطينا دافع أقوى للعمل وندرك من خلال هذه الأطراف أننا على طريق الصواب .

ونفى حرزالله تحيز الجامعة، قائلاً: وفق البرامج التي قمنا بالعمل عليها وطرحها خلال الخمس سنوات الأخيرة كنموذج المسح الميداني، والمشاركة في طرح آلية إلكترونية شفافة لتوزيع مساعدات الصندوق المحتاج، والتوصل إلى اتفاق حول الأنشطة الطلابية وطريقة التقدم لها بما يضمن العدالة لكافة الأطراف لا نعتقد وجود ذلك، كما أن تعاون وإلتفاف الحركة الطلابية ككل حول ذلك قد ساهم في عدم الانحياز إلى حد كبير وكبير جداً

وأردف محمد شحادة، يقول: من الطبيعي جداً لنا كإمتداد يساري ثوري وطني يتغلغل في صفوف الطلبة ويؤثر ويتأثر بها أن يُحارب من قبل الاحتلال أو الجهات الحاكمة من منطلق المعارضة ، ويثبت هذا في عدد من التهم في لوائح الاتهام قدمت من قبل جهاز مخابرات الاحتلال (الشابك) لطلاب عملوا في صفوف الاطار ، إضافة لعدد من المتابعات و المضايقات غير المسجلة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينين.

ولكن شحادة بحديثه الداعم لمنسق الكتلة الإسلامية حول إنحياز الجامعة، قال: إن النظرة العامة والرسمية من قبل جامعة القدس للأطر تبدوا للوهلة الأولى عادلة، لكن في خضم العمل تكتشف أن جزءا ليس بقليل من موظفي الجامعة كانوا بالأصل ضمن صفوف الحركات أو الأطر سابقاً أو حتى إلى الآن ، وهذا ما يمنح هذه الأطر حرية الحركة وسهولة العمل والسرعة في إيجاد الحلول.

اعتقالاتٌ متوقعة

ومع اقتراب موعد انطلاقة الحركة، يتوقع منسق الكتلة الإسلامية أن تشن حملة اعتقالاتٍ ضدهم، وقد عبر عن هذا الوضع بأنه طبيعي فملاحقة الإحتلال لهم لا تقتصر على موعد الإنطلاقة بل في كل ساعة تمر عليهم، وقال "نتوقع الاعتقال فيها وهذا الأمر يثبت أن بوصلتنا في الطريق الصحيح".

وعلى ذات السياق، يقول حرزالله، في كل عام وفي مرحلة الانطلاقة تشن الحملات على رفاقنا في كافة المواقع، وكلٌ اطار داخل أسوار الجامعة قد يتم اعتقالهم أو استدعائهم للتحقيق لكن هذا الطريق يستوجب منا التضحيات وهذا أقل شيء قد نقوم به بحق الوطن .

ويقول شحادة: "من المتوقع جداً حدوث حملات اعتقالية هذا الشهر لاقتراب مناسبة الإنطلاقة، لكن بالحقيقة أن الخطر قريب طوال العام الدراسي بحيث أن الأسئلة ضمن جلسات التحقيق مع الطلبة وغير الطلبة لا تتوقف عن الإطار وكوادر الإطار".

تسهيلاتٌ جامعية للطلبة المحررين

بعد كل تلك النشاطات المقدمة والمضحية تقوم الجامعة بدورها الوطني، وتقدم لطللبة المحررين مساعدة من وحدة مساعدة الدائرة المالية وذلك بتقديم منح للطلبة الذين قضوا أكثر من عام قد تصل إلى 60% أو أقل على حسب المعدل التراكمي للطالب،  هناك مبادارت خيرية من بعض الدكاترة في مساعدة بعض الطلبة الذين قضوا عمراً كبيراً في السجون في تقديم بعض التسهيلات في متطلبات التخرج لمن إضطر للدراسة لأكثر من 10 اعوام بسبب كثرة الإعتقالات .هذا ما قاله منسق الكتلة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس.

وبحسب منسق القطب الطلابي، يقول إن الأسرى المحررين في جامعة القدس تقدم لهم كل التسهيلات والاجراءات اللازمة لعودتهم إلى مقاعد الدراسة وتذّوب كل المعيقات في سبيل ضمان حقوقهم، والحركة الطلابية في جامعة القدس اوضحت على مر التاريخ أن "الاسرى خط أحمر ولا يمكن المساس بهم" .

وعلى نفس الصعيد، يقول منسق جبهة العمل الطلابي، كخطوة أولى يمكن للأسير العودة للدراسة مهما طالت سنوات وعدد فصول غيابه، وهذه ميزة مخصصة للأسرى فقط، إلا أن أي ميزات أخرى هي تعاطفات فردية من قبل موظفي الجامعة لا تعني أي تجاوزات قانونية.

 

وكالة الصحافة الوطنية