نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تحدثت لـ"نبأ" عن صفاته وكلماته الأخيرة قبل الوداع

أسرة الشهيد عمر أبو عصب.. خيمة من الحزن وجبل ثقيل من الذكريات

القدس – نبأ – شروق طلب

رحل على درب الشهداء المخلصين لبلاده مدافعا عن قدسها ومقدساتها، تاركًا خلفه سيلٌ من الذكريات يتدفق دموعًا من عيني أمه التي اشتعل قلبها طلبًا للثأر من الاحتلال الجاثم على صدر سكان هذه البلاد وأصحابها الحقيقيين.

وعن تلك المواقف التي لا تمحى من الذاكرة، تتحدث والدة الشهيد عمر أبو عصب، لوكالة الصحافة الوطنية "نبأ"، قائلة: "عمر استشهد، عمر الذي لم يتغير أو يشعر أحدا بما يريد فعله كان دائما يساعدني بالمطبخ ويقطع معي الخضار".

وأضافت: "عمر كان المفضل عندي من بين أبنائي، عمر كان زهرة حياتي وقطعة من قلبي، كان محبوبا للجميع وكان يساعد الجميع وانا متصلة به بشكل مميز، وكان يخبرني بكل خطوة يقوم بها، فهو الحنون الذي لا يوصف شكل حنانه".

وتابع والدمع يذرف من عينيها، "عمر كان دينامو المنزل وسبب الضحكة فيها، كان إنسانا هادئًا بطبعه حتى حينما يزعل بعد دقائق يعود لنا بضحكة ويرضى بسرعة، عمر كان حلمه أن يصبح شيف مثل والده".

وعبّرت والدة عمر، عن رضاها بقضاء الله وقدره، قائلة: "الحمد لله، قدّر الله وما شاء فعل، الله يرضى عليك يما يا حبيب قلبي، الله يرحم روحه وين ما هو، راحت الضحكة من البيت".

واستكملت: "اليوم عرس ابنة عمه، كان عمر اشترى بدلة وجهز نفسه للعرس قبل أيام، وارتدى البدلة وذهب لبنت عمه لتشاهد بدلته؛ لم نكن نعلم جميعنا أنه كان يقوم بوداعنا".

أما والده، فقال: "اعتقلتنا قوات الاحتلال أنا ووالدته وشقيقه حسين، وقاموا بالتحقيق معنا دون أدنى لماذا يحقق معنا؟، سألت المحقق لماذا كل هذا التحقيق؟ وفي هذه اللحظة أبلغنا باستشهاد عمر".

وأكمل والد الشهيد: "نشكر الله ونحمده، شعرنا بشعور مختلط شعرت بفرحة كبيرة وحزن كبير، هذه بلده ووطنه شو عمر بالنسبة للوطن الله يرحمه رفع راسنا".

وأضاف: "عمر عريس واليوم بنت شقيقي عروس سأخرجها اليوم لعريسها فعمر عريس سيزف للجنة"، مشيرا إلى أن "الاحتلال منذ أسبوعين وبشكل متكرر يقتحم المنازل وهو يسمع من أصدقائه عن أوامر الهدم التي تلقوها، هذا ما أثار الحفيظة والغضب في ذهن عمر".

ونفذ عمر عملية طعن الخميس الماضي، أسفرت عن إصابة جنديين واطلق عليه مستوطن النار مما أدى لاستشهاده على الفور، ولم يتجاوز من عمره 16عاما، مودّعا قبلها أصدقاءه وأهل بلدته العيساوية، قائلًا لأمه "ديري بالك على حالك يما وارضِ عني أنا بحبك"، ولزملائه "سامحوني إن أسأت في حق أحد منكم".

وكالة الصحافة الوطنية