نبأ – الأغوار - نواف العامر
دغدغت الأماني أحلام شادي فقها ومحمود صوافطة بمردود مالي مجزي خلال شهر رمضان عبر بسطات متواضعة للخضار تمكنهم من تجاوز محدود لسيف البطالة المشهر في وجوههم إلا أن المفاجأة بإصدار مجلس مستوطنات الأغوار قرارات إزالة وهدم البسطات دفنت أحلامهم قبل أن تنتعش.
فقها وصوافطة كانا ضمن تسعة شبان فقدوا أعمالهم بسبب البطالة وكورونا توجهت لإنشاء بسطات لبيع الخضار على طول الشارع رقم 90 في الأغوار الوسطى والشمالية في محاولة لاستغلال شهر رمضان وبيع معروضاتهم للعابرين من فلسطينيي الداخل.
وحسب الحقوقي الفلسطيني عارف الدراغمة فقد بدأ الاحتلال بشن حملة واسعة لشل الحضور الفلسطيني ومنع المواطن من استغلال موارده الوطنية مستهدفا أصحاب بسطات بيع الخضار التي بلغ عددها بالعشرات تم هدمها ومصادرة محتوياتها على يد جيش الاحتلال وما تسمى الإدارة المدنية.
وتقدر خسائر أصحاب البسطات بحوالي ربع مليون شيقل تمثل قيمة العرائش والبسطات والخضروات المعروضة والتي شكلت ضربة قوية بطموح مواطن لاحقته البطالة وتعقيدات الاحتلال وملاحقتهم ومصادرتهم للأرض والمياه وتدميرهم المزروعات ومصادرة المواشي.
وعقدت المفاجأة ألسن أصحاب البسطات الذين دهمتهم سيارات تعود ملكيتها لما يسمى مجلس مستوطنات الأغوار بقعات هيردن وسلمتهم إخطارات تخطرهم بها بإزالة بسطاتهم ومعروضاتهم تحت طائلة العقوبة والمصادرة.
وتذرع مجلس المستوطنات وفق دراغمة بوقوع البسطات ضمن صلاحيات المجلس الذي يمثل مستوطنات الأغوار، وهو ما يعني إنكار وجود هيئات فلسطينية وصلاحيتها والمجالس القروية القريبة مثل العين البيضاء وكردلة وبردلة.
ويستشعر دراغمة بالخطر الناجم عن الإخطارات كونها المرة الأولى التي ينفذ بها مجلس بيقعوت هيردن هذه الخطوة الخطيرة.
وتعني خطوة مجلس المستوطنات أن حكومة الاحتلال سلمت الأغوار فعليا لمجلس المستوطنات وتنفيذ لمسات ضم الأغوار وفق تصريحات نتنياهو الأخيرة أن مستوطنات الأغوار تمثل السياج الآمن للدولة وأن المستوطن ينفذ سياسة الدولة وبلع الأغوار ومياهه وأراضيه وحدوده. يؤكد دراغمة
ويرى دراغمة أن الخطوة بمثابة تنفيذ الابتلاع الصامت للاغوار والاستيلاء على مقدراته التي زادت وتيرتها مؤخرا بسرقة الينابيع والعيون ووضعها تحت المستوطنين وتكثيف نشاط جمعيات الاستيطان ريفابيم ما يشكل خطورة على فلسطينيي الأغوار في مواجهة المستوطن العدائي اليميني المتطرف لتفريغ الأغوار تحت حماية جيش الاحتلال والصمت العالمي المريب.
ويلفت دراغمة النظر إلى أن نشطاء المستوطنين شرعوا مؤخرا بإقامة بسطات لبيع الخضار في مقابل بسطات الفلسطينيين المحظورة بينما تنتشر الزراعات الحديثة ومزارع الأبقار والمصانع على طول الأغوار وعرضها بدعم وتسهيل التراخيص من دولة الاحتلال ومؤسساتها حيث تعود على خزينة الاحتلال بملايين الدولارات من الأغوار التي يسميها إعلام الاحتلال بالبقرة الحلوب لكيان الاحتلال.
ويطلق دراغمة صيحة صحوة للمؤسسات لدعم صمود الأغوار وأهله للرد على العربدة السياسية والاستيطانية التي تمزق الأغوار وتقطع أوصاله واتصاله.