نبأ-نابلس-شوق منصور:
تعني كلمة سامري "المحافظ"، وتزعم الطائفة السامرية امتلاكها التوراة الحقيقية لبني إسرائيل وليست المحرفة، ومنها يستقون تاريخهم، ويرفض السامريون نعتهم باليهود، ويصرون على أنهم سلالة النبي موسى الحقيقيون.
تحتفل الطائفة السامرية في العاشر من الشهر الأول حسب التقويم السومري في كل عام بعيد الفسح حيث يلفظها السامريين بالفسح وليس بالفصح، وهو ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر.
يقول الكاهن حسني السامري لوكالة" نبأ" إن عيد الفسح هو أكبر أعياد السامرين وهو عيد الحرية والتحرر من عبودية فرعون لمصر، وخروج بني إسرائيل من مصر برفقة سيدنا موسى قبل حوالي 3500 سنة.
ويتابع الكاهن: يبدأ الاحتفال قبل المغرب بنصف ساعة ويتقدم الكاهن الأكبر الموكب السامري مع الزوار الذين يأتون لحضور الاحتفال، ويبدأ بقراءة سورة من التوراة ترمز إلى أنه يجب تقديم القرابين لله تعالى إلى الله في كل عام دون انقطاع.
وأوضح السامري" يتهيأ السامريون لعيد الفسح في العاشر من الشهر الأول حسب الأجندة السامرية، وفي الرابع عشر يحضرون الخرفان وبعد المغرب يذبحون 62 خاروفاً، وبعد عملية الذبح يقومون بتنظيفها من الشعر والجلد ويتم غسلها بالماء والملح لكي يخرج كل الدم، بعد ذلك ثم يتم إنزالها في حفرة تشتعل فيها النار ويغلق عليه لمدة ثلاث ساعات، بعدها يتم إخراجها وأكلها بسرعة، ثم يتم حرق كل ما تبقى منها حيث لا يجوز أن يبقى شي من القربان.
ويتبادل أفراد الطائفة السامرية التهاني بعد ذبح الخراف، ويأكلون قطعة من الخبز غير المخمر، والذي يرمز إلى الخبز الذي تناوله بنو إسرائيل عند خروجهم من مصر، والذي لم تكتمل عملية تخمره، مع عشبة شديدة المرارة تتطلع في جبل جرزيم ليتذوقوا المرارة التي كان يعيشها بنو إسرائيل.
وأضاف: في آخر يوم بالعيد يتم الصعود إلى قمة جبل جرزيم للحج، ونقوم بلبس اللباس الأبيض والعصي تكون بأيدنا، حيث نخرج من الكنيس إلى قمة الجبل مشياً على الأقدام مع الصلوات حيث نبدأ من الساعة 2 ولغاية الساعة 9، حيث يعتبر الحج من أهم طقوس عيد الفسح، منواه إلى السامريون يحجون ثلاث مرات بالسنة في عيد الفسخ وعيد العرش والحصاد.
ويسكن السامريون جبل جرزيم بمدينة نابلس منذ نهاية ثمانينيات القرن العشرين، كانوا قبلها يسكنون في البلدة القديمة وسط نابلس، وانتقلوا إلى حي مجاور لها عرف بـ"حارة السمرة"، ثم انتقلوا للعيش لاحقا في جبل جرزيم، وبني أول بيت للسامريين على جبل جرزيم عام 1961.
ولجبل جرزيم في نابلس قدسية عند السامريين بصفته جبل البركة، وقبلة أفئدتهم، وأقدس بقعة دينية على الأرض بالنسبة لهم، حيث يعتقدون أنه المكان الذي اختاره الله هيكلاً مقدسا.
وبحسب الكاهن فإن الدين السامري يقوم على خمسة أركان: الإيمان بوحدانية الله، وموسى نبي الله، وخمسة أسفار، وقدسية جرزيم، ويوم الحساب والعقاب.
يتزوج السامريون فيما بينهم فقط، ويرفضون الزواج من غير سامرية، وحين شح وجود الفتيات أجيز لهم الزواج من خارج الطائفة شريطة أن تدين بالدين السامري.
أما المرأة السامرية فلا يحق لها الزواج بغير سامري أبدا، وإذا فعلت فإنها تخرج من الطائفة، ولا يحق للسامري الزواج بأكثر من واحدة ما لم يكن هناك سبب مقنع للزواج كعدم إنجاب الأولى أو المرض.
يعمل السامريون في العموم بالتجارة، خاصة الوساطة التجارية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، وبعضهم لديهم عملهم الخاص، وينخرط جزء كبير منهم بالوظائف الحكومية الفلسطينية.
وتعتبر الطائفة السامرية أصغر طائفة دينية في العالم، ويبلغ تعدادها 800 نسمة، موزعين بين جبل جرزيم في نابلس، ومنطقة "حولون" قرب "تل أبيب، ينأون بأنفسهم عن الحياة السياسية، لكن الرئيس الراحل ياسر عرفات منحهم مقعداً في المجلس التشريعي.