نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الاحتلال يريد الفلسطينيين عبيدًا لديه كي ينعموا بالهدوء والاستقرار

مختصون لـ"نبأ": استمرار التهويد يعزل القدس ويجعلها خارج الحسابات السياسية

رام الله – نبأ – رنيم علوي

لا يُعامَل الفلسطيني في موطنه الأصلي كأي إنسان، بل إنه يُعامل كظلٍ ثقيل على ما تسمى "إسرائيل" فهم يتمنون أن يسيقظوا يوماً ولا يجدوا فلسطينياً واحداً موجوداً على أرض فلسطين، وقد عبر عن ذلك اسحاق رابين عندما قال "أتمنى أن اصحو وأجد أن البحر قد ابتلع غزة".

وعلاوة على ذلك فقد يعاني الفلسطيني الكثير من التحديات التي يتلقاها من عدوه إذ يبدأ المواطن منذ صغره تكريس فكرة عمله في مواجهة هذه التحديات سواء أكانت على الصعيد العملي أو العاطفي أو الدراسي؛ فما يكون الرد مما تسمى "دولة إسرائيل" إلا ردع تلك التحديات في محاولة منها دمج المواطن الفلسطيني بالفكر الاسرائيلي لإطالة عمر احتلالهم لفلسطين.

تمييزٌ واضح

وفي مقابلة أجريت مع مختص وباحث بالشأن المقدسي فخري أبو ذياب حول التمييز العنصري وانحداره إلى التهويد، يقول: " اسرائيل" تمارس كل وسائل التمييز العنصري على المقدسي سواء كان من الناحية الاقتصادية او الحياتية والاجتماعية والسياسية والصحية، وأن من أكثر المشاكل التي يعاني منها المقدسي التمييز الواضح من قبل ما تسمى " بلدية القدس" و "اللجنة البنائية للبناء والسكن" إذ لا تمنح المواطن ترخيص خلاف أنها تعطي ترخيص للمستوطن من أجل البناء.

وأردف: "نحن نواجه ضائقة بالكسن وفوق كل هذا هي تقوم بهدم ما هو موجود على الأرض؛ ففي عام 2020 وافقت " بلدية القدس" على 96 بالمئة من الطلبات التي قدمت من خلال المستوطنين من أجل البناء، بينما وافقت فقط على 2 بالمئة من طلبات الفلسطينين في القدس".

تميزٌ ينحدر إلى التهويد

وأضاف أن التمييز العنصري ينحدر في طريقه إلى تهويد الأراضي المقدسية، وذلك لفرض وقائع تهودية على القدس لدفع الناس إما بالقبول بالتهويد أو الابتعاد عن القدس، ومن خلال ذلك يشعر الإنسان أنه يعيش في مأزق ولا يحصل على أدنى حقوقه، بينما هناك أيضاً تهويد ثقافي وتهويد للإنسان وعقليته بالإضافة إلى المناهج، فالاحتلال يهدف إلى إبعاد الفلسطيني عن ثقافة معينة، ويحاول بالتهويد هذا إفقاد الناس الأمن والأمان الاجتماعي والثقافي والروحي.

مقارنة فلسطينية " الضفة والقدس"

وقارن أبو ذياب بين الوضعين القدس والضفة بقوله إن الاحتلال يضيق على أهل القدس بشكل كبير جداً؛ وذلك لأنه يريد تفريغ هذه المدينة أكثر من الضفة الغربية كونه في الضفة بحاجة آراضي لبناء المستوطنات، ولكن في القدس هو يريدها فارغة كون هذه المدينة تعتبر بالنسبة "لاسرائيل" أنها جزء من عاصمتهم، وبالتالي هو يحاول ايجاد خلل في التوازن الديمغرافي والتراكيب السكانية لصالح المستوطنين.

وأكد أن الاحتلال يسعى جاهداً لأن يفصل القدس عن عمقها الفلسطيني، ولذلك هو يغلق القدس ويقطع التواصل بشتى أنواعه، فهو معني بأن تكون القدس هي القدس الكبيرة، وأشار إلى أن الهدف من محاولة عزل الضفة والقدس عن بعضهم هي تطلعات مستقبلية أي أنه وإن حدثت حوارات سلام مستقبلاً تكون القدس بعيدة عن تلك الحوارات، وهذا ما يدفع الاحتلال دائماً إلى إقامة مشاريع في محيط القدس، ووضع جدار فصل، لمحاولةِ فكّ القدس بشكل كامل عن الضفة.

تهويدٌ تعليمي

أما المختص في الشأن الاسرائيلي عماد أبو عواد، يقول عن التمييز العنصري: "هناك عنصرية جامعات أيضاً في الداخل المحتل وهذا أيضاً يعتبر أحد أنواع التهويد للقدس وهي من أهم المعيقات من حيث الدعم المالي والمنح، مشيراً إلى عنصرية أخرى حدثت عام 2019 عندما تم فصل طلاب عرب من الجامعة العبرية " دافيد يلين" بحجة التنهئة بقدوم رمضان.

وأشار أبو عواد، إلى أن التعليم الإسرائيلي يحاول دائماً استغلال وجود العربي في مراكزه التعليمية ليفرض عليه ثقافة مختلفة عن ثقافته الأصلية من خلال فرض الأسرلة عليه وليس مجرد دراسة وفقط.

وبالعودة إلى الوراء مع الزمن سنتين نستذكر مع عماد حادثة الشعارات التي انطلقت في الجامعات العبرية، تندد بالاساءة والعداء للعرب.

وقال عماد أبو عواد إن الهدف من وراء كل هذا، هو اثبات التفوق اليهودي ومحاولة طرد كل عربي موجود بفلسطين رغم المظهر الخارجي أمام العالم أنها تستقبل العرب في جامعتها العبرية لتحسين صورة معاملتها لفلسطين أمام العالم، وشدد عماد على الهدف الأهم والأخير وهو أـسرلة المجتمع بشكل واضح.

التهويد له عدة أنواع

ويوضح رئيس الهيئة المقدسية لمقاومة التهويد ناصر الهدمي، أن التهويد بمعناه لا يقتصر على سيطرة الأراضي فقط، وإنما أيضاً تهويد تعليمي وصحي وسياسي وحتى اقتصادي، كلا الطرفين بالقدس والضفة يعانون من التهويد على حسب نوعه وكله يندرج تحت التمييز العنصري والذي بدوره يقود إلى التهويد.

" الأغيار لا يريدون أن يكونوا عبيدنا"

وتجدر الإِشارة إلى محاضرةٍ ألقاها الحاخام العيزر كاشتئيل في الكلية المقامة على الشمال من أراضي الضفة الغربية "مغتصبة إيلي" بحسب سلسلة تسجيلات مسربة عام 2019، قال: "الأغيار يريدون أن يكونوا عبيدنا، أن تكون عبدا ليهودي هو الأفضل، انهم سعيدون بكونهم عبيد، انهم يريدون أن يكونوا عبيدا، بدلا من مجرد أن يمشوا في الشوارع وأن يكونوا أغبياء وعنيفين وان يؤذوا بعضهم البعض، عندما يكونون عبيدا، يمكن أن تبدأ حياتهم باتخاذ شكل آخر".

وقال أيضاً" نعم، نحن عنصريون، نحن نؤمن بالعنصرية.. هناك عروق في العالم والشعوب لديها ميزات وراثية، وهذا يتطلب منا مساعدتهم، اليهود هم العرق الأنجح"، مضيفاُ إلى قوله " في كل مكان حولنا، نحن محاطون بأشخاص مع مشاكل وراثية، اسألوا عربياً بسيطاً، أين تريد أن تكون؟، يريد أن يكون تحت الاحتلال؛ لماذا؟ لأن لديهم مشاكل وراثية، إنهم لا يعلمون كيف يديرون دولة، إنهم لا يعلمون كيف يفعلون أي شيء انظروا إليهم".

وكالة الصحافة الوطنية