القدس-نبأ-شروق طلب:
لم يكتفِ الاحتلال بتغيير المعالم فوق الأرض والسيطرة على عقارات سلوان وبيوت البلدة القديمة، بل امتدت يدُ انتهاكاته إلى باطن الأرض، لتزييف التاريخ والإرث عبر أنفاق يحاول من خلالها تزوير حقيقة أن الأرض فلسطينية عربية إسلامية، بكذبٍ جديد.
"نبأ" التقت المقدسي سمير الرويضي الذي أطلعنا على تفاصيل بعض أسرار الأنفاق الجديدة تحت بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، والتي تبدأ بحسب الرويضي من عين سلوان بمدخلين كما أظهرت الصور المسربة، أحدهما موجود الآن تحت المسجد الأقصى المبارك، وهو عبارة عن مجرى مائي ضاربٌ في القِدّم، بالإضافة لدرجٍ حديدي قام الاحتلال بوضعه بطول 10 أمتار.
ويضيف الرويضي "هناك بيوت كثيرة تضررت وطالتها التشققات نتيجة لهذه الحفريات، وتصل التشققات في بعض المنازل بشكل طولي لتتسع لدخول شخص فيها!، وهو ما يسعى الاحتلال لاتخاذه حجة لإخلاء المنازل بحجة سلامة السكان، بحسب عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو ذياب.
واعتبر أبو ذياب خلال حديث لـمراسلة "نبأ"، أن النفق الجديد يعتبر من أخطر الأنفاق التي حفرها الاحتلال، لاسيما وأن طوله يصل لـ 300 متر وبارتفاع يصل إلى مترين، وعرض يصل إلى متر ونصف، والعمل متواصل به ليلاً ونهاراً.
وأضاف "هناك 26 نفقاً إسرائيلياً في محيط المسجد الأقصى يتركز معظمها في منطقة عين سلوان ووادي حلوة باتجاه باب المغاربة وحائط البراق والعمل فيها لازال مستمرا"
تابع أبو ذياب أن هذه الحفريات منتشرة داخل المدينة المقدسة وأسفل حائط البراق بالقرب من القصور الأموية باتجاه طريق الآلام والمدرسة العمرية وصولا لمنطقة باب العامود ولا يُعلم أين ستصل!"
وحذر من أن المسجد الأقصى في ظل هذه الشبكة من الأنفاق أصبح معلقا ًبالهواء، فبيوت سلوان آيلة للسقوط وهذا هدف الاحتلال الذي يسعى جاهداً لتغيير الواقع وتزوير الهوية الإسلامية للمسجد وصولاً لهدمه وبناء الهيكل المزعوم.
وتعتبر بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، حيث يحاول الاحتلال اقتلاع السكان منها من خلال مصادرة البيوت أو هدمها والاستيلاء على الأراضي واستهداف مقابرها، حيث يحاول اليوم تخريب مقبرة باب الرحمة وتجرفيها.
ويخضع المقدسيون اليوم لما يقارب 33 ألف قرار هدم، في مقابل بناء مئات آلاف الوحدات السكنية والاستيطانية، في حين يهجر حوالي نصف سكان مدينة القدس إلى خارجها بسبب منعهم من استصدار رخص بناء، وهدم ومصادرة.