نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

لم يسلم الأموات من انتهاكات الاحتلال

إحدى أشهر المقابر الإسلامية المقدسية في مرمى الحقد "الإسرائيلي"

المقيرة اليوسفية.jpg

القدس-نبأ-رنيم علوي:

لطالما كانت الأخبار المحلية والعربية تضج بتغطية المواجهات والاقتحامات التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" بحق مدن ومقدسات الشعب الفلسطيني، منحازين في الأخبار إلى ذكر الأحداث التاريخية التي مرت بها فلسطين منذ عام 1917 إلى هذا اليوم، ولكن هناك أحداث قد تعلو في أهميتها وتأثيرها على خبر اقتحام هنا أو مداهمة هناك، باعتبارها تمس التاريخ الفلسطيني والعربي والإسلامي في العاصمة المحتلة القدس، كمقبرأة مأمن الله، أو باب الرحمة، أو حتى أحداث اليوم في المقبرة اليوسفية.

المقبرة اليوسفية
هي إحدى أشهر المقابر الإسلامية في القدس، ويعود إنشائها إلى عهد الدولة الأيوبية، وبحسب المحامي المقدسي حمزة قطيني" هذه المقبرة هي تحليل لجدوى التعويل على القضاء "الإسرائيلي" في القضايا الجوهرية الحساسة، وغياب الموقف الرسمي والشعبي الحقيقي".

تاريخٌ يوسفي
وذكر أنه في ديسمبر العام الماضي اقتحمت جرافات بلدية الاحتلال أرض مقبرة صرح الشهداء   " المقبرة اليوسفية" وهدمت سور المقبرة، وبدأت بأعمال التجريف والتخريب في المقبرة لإقامة حديقة ضمن مشروع تهويدي كبير "ما حول أسوار القدس" ويتضمن أيضاً القطار الهوائي "التلفريك" ومسارات واستراحات. 

فيما يجب التنويه له أن هذا الاعتداء للمقبرة هو الثالث على التوالي خلال أقل من 7 سنوات، إذ في سنة 2014 قامت بلدية الاحتلال بإغلاق أكثر من 40 قبراً بالباطون لمنع الدفن فيها. مضيفاً، "في سنة 2017 جرفت قوات الاحتلال جرءً كبيراً من الأرض واقتلعت الأشجار وقامت بتخريب المنطقة الجنوبية  من المقبرة". 

حناجر مقدسية 
"لم يسلم الأموات ولا الأحياء منهم" " هاد قبر جثة ميتة شو بدكم في" "على دمي ما بتحركوا حجر قبر ابني" تعالت هذه العبارات من أفواه المواطنين المقدسين الذين لديهم في كلِ قبرٍ قلبٍ مدفون حاملاً في طياته أسمى معاني الحب والذكريات. 

وفي مناجة المواطنين المقدسين للعروبة، والاستنفار، قال أحد المواطنين المقدسين " اليهود زمان كانوا يشكوا من معاملة النازين السيئة إلهم، وهما اليوم نفس ما كانوا يعاملوا عمالهم بعاملونا، هذا هو العدل؟".

" لا خير في حكومة استنفر شعبها وهي نائمة"
أما السيدة أم علاء نبابتة قالت، " والله لا خير في حكومة استنفر شعبها وهي صامتة، حكوماتنا لا تمثل شعوبها، هنا قبر ابني وأجدادي، هنا قبورٌ رحلت وتركت لنا القضية، هل نتركها؟ 
وقد عبرت أم علاء نبابتة بملئ جوفها وصوتها المرتجف حزناً، قائلة: أنا متواجدة هنا عند قبر ابني ولن أغادر حتى لو أطلقوا النار علي سأبقى عند قبر ابني ولن أتنازل وإن جرفتني الجرافات. 

وأضافت نبابتة "أنا موجودة عند قبر ابني عند عظامه ولن أتزحزح من هنا، أنا دفنت ابني هنا في مقبرة إسلامية، ولم أدفنه في مقبرة يهودية لتأتي قوات الاحتلال وتنشأ الحدائق فوق قبره".
فيما أردفت تقول، “البارحة تعرضت للضرب والشد حتى أخرج لأن الاحتلال لا يريد أن يراه أحد، حول ما يفعله في القبرة، وهو صحيح روح ابني طلعت عند ربها، ولكن ما رح اسمح لهم أن يجرفوا قبر ابني".

تجريفٌ عاجز
أما المواطن المقدسي، مهند داود، قال: ما يجري في المقبرة ليس بالأمر الجديد والغريب، ولكن ما يثيرنا غضباً أن الحروف وضعت في نصابها وعمليات الجرف بدأت وكأن الاحتلال لن يتوقف إلا وكل القبور المقدسية في هذه المقبرة مجروفة".

وتابع يقول: إنه لأمرٍ غريب جداً أن تفتح حدائق ومنتزهات في المقبرة، الفكرة صعبت التقبل، كيف يهان علينا تخيل أن تطأ قدم سائحٍ في المستقبل على هذه المقبرة، وأن كل يوم يدعس عليهم من انجاسٍ لم يعرفوا يوماً إلا السرقة". 

مع تتابع الثورات والتواريخ التي بيعت فيها فلسطين في أسواق النخاسة الغربية ما زال المواطن فلسطيني فلسطيني الإقامة والجنسية، ما زال منذ عقودٍ مع توالي الأجيال النفس العربي واحد والفكرة واحدة، وإن كان التاريخ يجرأ على التغير فأبناء هذا الأرض هم التاريخ نفسهم، هذه المقبرة اليوسفية وغيرها ستبقى فلسطينية رغم تتابع الانتهاكات على الأمكان المقدسة بالتحديد. 

وكالة الصحافة الوطنية