NPA – لؤي السعيد:
إلى الغرب من الخليل وعلى بعد أمتار قليلة من جدار الفصل العنصري الإسرائيلي المقام على أراضي بلدة اذنا يقع كهف "طور بدو" أحد أجمل وأضخم الكهوف الموجودة في فلسطين.
ويعد الكهف جزءا من قرية "بيت لبان" الأثرية التي تبعد 3 كيلومترات عن بلدة إذنا وتصنف الأراضي الذي يقع عليها الكهف "ج" أي أنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
تقول الروايات التاريخية أن الكهف يعود للعصر الروماني قبل أكثر من ألفي سنة، إذ كان يستخدم كغرف سكنية على شكل سراديب محفورة بالصخر بعمق يزيد عن 20 مترًا تحت الأرض.
ويضم الكهف الذي تزيد مساحته عن 300 متر، زوايا وسراديب عميقة، وتتزين جدرانه بنقوش وبيوت للحمام حفرت في الصخر، يتوسطه ساحة كبيرة وتعلوه مناور واسعة لتسمح بأشعة الشمس بالدخول إلى قلبه، لينير ويهوي ساكني الكهف آنذاك.
وتعاقبت على الكهف حضارات كثيرة مثل الكنعانية والرومانية واليونانية، واستخدم لأغراض متعددة؛ ولكن تحول الكهف بعد ذلك إلى مكب للنفايات ومكان لحرق الأسلاك واستخراج النحاس منها؛ مما حول لون جدرانه إلى الأسود، رغم محاولات السلطات المحلية وسكان البلدة حمايته من العابثين به.
وفي هذا الشأن، قال مدير العلاقات العامة في بلدية إذنا عبد الرحمن طميزة، إن البلدية تولي اهتماماً كبيرًا لهذا الكهف وتعمل باستمرار على تنشيط الأماكن السياحية في القرية وحمايتها، من خلال تسيير مسارات سياحية للكهف وتنظيفه بشكل مستمر، لما يشكل من إرث سياحي كبير في المنطقة.
ومن جانبه، أضاف أحد النشطاء المشاركين في عملية تنظيف وحماية الكهف عاصم أبو جحيشة، أن الكهف تحول إلى مكب نفايات ومرعى للأغنام، قبل أن يشكل هو وشبان القرية لجنة لحفظ وحماية الكهف من العابثين والأطماع الإسرائيلية التي حاولت الاستيلاء على قطعة الأرض التي يقع عليها الكهف.
وأوضح أن الكهف تحول بعد عملية التنظيف إلى مزار سياحي، يذهب الناس إليه في أيام العطل للاسترخاء والاستجمام ليصبح مقصدًا للزوار والسياح والأهالي.
وطالب أبو جحيشة وزارة السياحة والجهات المختصة بالعمل على ترميم وحماية الكهف، وإدراجه على لائحة المواقع السياحية في فلسطين، لحمايته من خطر الاستيطان، لاسيما أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أوقفت مطلع العام الماضي عمليات الترميم في الكهف وهددت لجنة الحماية بمصادرة المعدات والاعتقال إذا ما استمرت عمليات الترميم في الكهف.