نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

أجبرها على هدم منزلها في مصير مشابه لآلاف العائلات المقدسية

الاحتلال ينسف ذكريات 33 عامًا لعائلة جابر في القدس ويتركها تصارع المجهول

رام الله - نبأ - رنيم علوي: 

وأنت في منزلك تتناول فطورك وبيدك كوب من الشاي، ثمة من تجبره قوات الاحتلال على هدم منزله بحجة عدم وجود رخصة، فالسيد أبو مالك جابر وعائلته من وادي الجوز بالقدس المحتلة يقفون أمام باب منزلهم يستلمون إنذاراً بالهدم، غير قادرين على استيعاب الأمر في البداية، وكأن قلوبهم تصرخ في وجه عدوهم قائلين مستاءلين، هل تقبلون أن تهدموا منازلكم؟ أي مواطنٍ ذاك الذي لا يعز عليه هدم منزله؟ 

172.900 منزلاً هدم بفعل الاحتلال

السيد جابر وعائلته هم جزء مِمَن إنهالت عليهم إنذارات الهدم، فـبحسب مركز أبحاث الأراضي الفلسطينية فإن " الاحتلال الإسرائيلي" دمر حوالي 172.900 منزلاً فلسطينياً، وشرّد 1.324.000 فلسطيني منذ احتلال فلسطين عام 1948م، وأنه ما بين عامي (2020_2021 ) هدم 607 منازل في الضفة الغربية بما فيها القدس خلال فترة انتشار وباء كورونا.

مهلةُ أيامٍ فقط

وفي مقابلة لوكالة "نبأ" مع أبو مالك جابر، قال: أمس جاءتنا شرطة الاحتلال لتعلمنا بهدم منزلنا، وقد عادوا اليوم وقالوا لنا إن الهدم يشمل السكنة التحتية أيضاً، ولذلك املهونا من 3_4 أيام من أجل الهدم، حيث أنه في السكنة التحتية يقطن أخي، ونحن لا نعلم ماذا علينا نفعل، كيف نخرجه؟ وأين سيذهب؟. 

 100 ألف شيقل

وأضاف : " حكولي الشرطة إنه هدم الدار بكلف 100 ألف شيقل، وإحنا مش عارفين شو بدنا نساوي، غير قصة أخوي بدنا نحاول نشوفله سكنة تانية، يمكن بكرا نهد الدار وإحنا اللي نجيب جرافة واحتمال بعد بكرا".

وأوضح: " نحن لا نملك المال الذي يصل إلى أن ندفع مقابل الهدم 100 ألف شيقل، فمن الأفضل أن نهدم منزلنا بيدنا، هذه حجارتنا وإن كان الاختيار بيدنا فلن نسمح أن تلمس من قبل عدو بلادنا، ونحن الآن نواجه مشكلة كبيرة أننا لا نعلم أي المناطق التي ستحتضننا بعد الهدم، وسنحاول الليلة البحث عن بيت للآجار لأخي لكي ينقل ما يمكن نقله من المنزل مساء اليوم أو صباحاً؛ وذلك لتخوفنا أن ينزلوا قوات الجيش ويبدأوا بالهدم هم".

استرجاعٌ مُباغت 

واسترجع ذاكرته قائلاً: " هذا المنزل موجود قبل التسعينات أي منذ عام 1988 وما زال إلى اليوم صامداً حاضنً روائح شعبٍ وطنيٍ فلسطيني، وآخر من سكن فيه أنا وعائلتي ومع والدي ووالدتي رحمهم الله، بعد وفات والدي بقي  لي ولأخوتي الـ 5 وأخواتي الـ4، لم نقم ولن نفكر ببيعه كونه يحمل ذكرى والديّ.

ثم قال جابر بصوت يلمؤه الحزن والحسرة: " مثل هذا القرار الذي أخذناه أن نهدم منزلنا بيدنا ليس سهلاً أبداً، وما سيحدث سيؤثر على حياتنا جميعاً بشكلٍ لا يوصف، لأن ذكرى والديّ فيها، فعندما نجلس في كل زاوية من زوايا هذا المنزل نتذكر طفولتنا وشبابنا بطيشها وشجارتنا وعناقات والدينا فيها، في قلب المنزل توفى والدي الذي احتضنته الجدران القديمة وذهبت به إلى السماء، ووالدتي أيضاً التي عانت شقائها وتعبها في هذا المنزل عندما كانت تخرج منه وتدخل فيه بالإسعاف، ففي هذا المنزل ذكريات كثيرة لا تنسى".

تطهيرٌ تكتيكي لـِ 70 نسمة

ثم أكد في حديثه أن هذه السياسة العنجهية التي يتبعها الاحتلال تهدف إلى إخلاء منطقة وادي الجوز من مواطنيها الأصليين، وقال إنه اليوم منزلهم وغداً جارهم وبعد غد صديقهم إلى أن تغلق الدائرة؛ وذلك بهدف إنشاء شوارع سياحية أو مشاريع، وأكد مرة أخرى أن " الاحتلال الإسرائيلي" موجهاً سهام أنظاره إلى هذا الوادي بالتحديد لتحويلة لمنطقة سياحية. 

فيما نوه أن منطقة وادي اللوز تحتوي على عددٍ كبير من المواطنين الفلسطينيين، فمثلاً قال، له طابقين خلاف وجود اخوته في المنطقة وأولاد اخوته المتزوجين، وهناك أخيه الآخر له 4 طوابق، وهناك فوق الـ 70 نسمة فيها، وبالتالي هذه منطقة حيوية يحاول الاحتلال  إستغلالها، وهم جميعاً معرضين لخطر الهدم والتهجير بشكلٍ تدريجي. 
 

وكالة الصحافة الوطنية