نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

كشف عن غياب التوعية الدينية والتثقيفية

تحطيم الأسود في دوار المنارة يزيح القناع عن الوجه الآخر لمدينة رام الله

نبأ – رام الله – رنيم علوي

رام الله ليست دُبي، ولكن كل التغيرات والأبنية التي حدثت على أرضها استطاعت أن تحولها من حقبة الفلاح إلى التحضر لتصبح إحدى أهم المدن الفلسطينية التي لا ينكر الواقع أنها أقل جنوناً مما تسمى " تل أبيب" وأقل بهرجة من بيروت.

من كاتم الصوت إلى هدمٍ تاريخي

وفي صورة متناقضة لذكرى العشرين عاماً لاغتيال الوزير الإسرائيلي "رحبعام زئيفي" يوم أن زغرد كاتم الصوت، يصعد مواطن فلسطيني على منصة الأسود الواقعة في وسط مدينة رام الله حاملاً بيده ما يهدم به تماثيل الأسود العائدة لرمزٍ تاريخي.

غياب الرقابة ضريبة ما يحدث اليوم

وفي استطلاع أجري مع الشارع الفلسطيني حول ما حدث وهل له علاقة بعدم الانضباط الأمني؟، قال طارق خضيري وهو مواطن فلسطيني، " الأحداث التي تحدث في الآونة الأخيرة من قتل وارتفاع نسبة الجريمة والتهديد والابتزاز، واستخدام الأسلحة الحادة والرشاش في الخليل والقدس ومختلف المدن، يعود سببها الأساس إلى الاحتلال الذي دائماً ما يغذي السلاح المشبوه ويدعم وجوده.

تابع قوله، أنه على الصعيد الفلسطيني فإن السلطة الفلسطينية كان له دور وذراع طويل في هذه الأحداث التي نراها، وبالتالي غياب القوانين الرادعة، وأيضاً غياب المجلس التشريعي، بالإضافة إلى غياب السلطة الرقابية على السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية، وانشغال الأجهزة الأمنية بالقضايا السياسية أكثر من الجانب المجتمعي والأمور الأخلاقية أدت إلى الوصول إلى ما نحن عليه اليوم.

أضاف خضيري، الجانب التوعوي والديني والثقافي قد أفقدتها السلطة الفلسطينية دورها الحقيقي الذي كانت عليه قبل سنوات كثيرة، فكلها بدأت تنحدر بشكلٍ مختلف عن سابقها، وهذا ما ساهم أيضاً بارتفاع نسب الفساد والجرائم في المجتمع.

أزمة حقيقية

أشار طارق في قوله إلى حدث من هدم تماثيل الأسود وسط رام الله، قائلاً، " هذا خير مثالٍ لما وصلنا له  من أزمة حقيقية في بلادنا، أي أن وسط المدينة وأحد أهم معالم المدينة يتم انتهاكها بهذا الشكل على مرأى الناس ومسمع الأجهزة الأمنية، وتدخل الأجهزة الأمنية في وقت متأخر؛ هذا يشير إلى أننا بحاجة إلى إعادة دراسة الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية، فمثلاً عندما يكون هناك مظاهرة يصبح تواجد الأجهزة الأمنية في المكان بشكلٍ مكثف مقارنة عند حدوث أي جريمة أو أحداث شغب يكون التهاون وضعف التعاون مع الحالة في أعلى مراكز الأجهزة الأمنية.

فلتان أمني ضمن مؤسسة أمنية

أما المواطن يزن علي قال: الضفة الغربية فعلاً تعاني من ظاهرة الفلتان الأمني، ولكن ليست بنفس الصورة التي كانت في عام 2006، فهي تعاني من فلتان أمني ضمن وجود مؤسسة أمنية لا تقوم بدورها الحقيقي لضبط هذا الفلتان.

فمثلاً العديد من قطع السلاح المنتشرة في المناطق الفلسطينية التي لا تستطيع السلطة الفلسطينية دخولها ككفر عقب وقلنديا، واستخدام السلاح في عدة ظواهر هي ظاهرة خطيرة وتمثل الوجه البارز للفلتان الأمني، بالإضافة إلى العديد من المشاكل بين الشعب الفلسطيني والتي لم يعطيها القضاء الفلسطيني حلاً لها.

وأضاف يزن أن سبب هذا الفلتان هو عدم قيام الأجهزة الأمنية والقضاء بدورها الحقيقي والصحيح داخل الأراضي الفلسطيني التي تخضع لسيطرتها.

فيما نوه أن ما حدث من هدم الأسود ليس له علاقة بالفلتان الأمني، وأن تحقيقات الأجهزة الأمنية حيال هذا الموضوع لم تظهر شيئا، فربما يكون المتهم مريضا نفسيا أو يعاني عقدا نفسية، ولربما لديه خلفية متشددة بأن هذه الأسود أصنام، وبالتالي لا يمكن ربط الحدث بالفلتان الأمني لأنه ظاهرة لها عدة زوايا.

وشدد أنه لا يجب أن نحكم عن دوافع الرجل الذي هدم الأسود لأنه لم يصدر أي تحقيقات رسمية من الأجهزة الأمنية.

مدينتين في مدينة واحدة

رام الله التي يجدر أن نقول عليها مدينتين في مدينة واحدة، المدينة التي يتكلم سكانها العربية والإنجليزية، هي نفسها المدينة التي يُزار فيها مطعم سامر لتناول الحمص بطحينية، بالمقابل يطلب سكانها سلطة في مطعم فاخر، كلاهما فلسطيني ولكن الأول يستعمل حاجز قلنديا.

فـكيف بدأ تاريخ هذه المدينة؟

يعود تاريخ هذه المدينة إلى عام 1550، إذ يسرد هذا التاريخ قصة شخص يدعى رشيد الحدادين وهو مسيحي الديانة، هرب من الأردن خوفاً من غضب أحد زعماء الأردن وذلك بسبب رفضه لبعض العادات، وهنا بدأت قصته في رام الله، سكن فيها هو وأولاده الخمسة، وثم رحل الحدادين من رام الله عائداً إلى الأردن تاركاً خلفه أبناءه الخمسة " صبرا وإبراهيم وجريس وشقير وحسّان" يزرعون القمح والشوفان إلى أن ولدت رام الله، حيث نحتت 5 أسودٍ وضعت في وسط مدينة رام الله كرمزٍ تاريخي لهم.

 

وكالة الصحافة الوطنية