نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

القضية في مرحلة تغييب والقيادة بعيدة عن الواقع والفساد حدّث ولا حرج

خبير ومحلل سياسي لـ"نبأ": أوسلوا سمحت للاحتلال بابتلاع الأرض وضم المزيد منها

نبأ – رام الله – رنيم علوي:

ليلًا ونهارًا، سرًا وعلانية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بحكوماته المتعاقبة مهما اختلفت توجهاتها وسياساتها الداخلية والخارجية، حملات مستعرة لسرقة الأرض الفلسطينية.

واستمرارًا لما بدأه رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو بضم مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية بما فيها منطقة الأغوار، وجزءٍ من شمال البحر الميت، تقف السلطة الفلسطينية عاجزة أمام هذا التغول الكبير.

وفي هذا الشأن، التقت وكالة الصحافة الوطنية "نبأ" بعدد من الخبراء والمحللين السياسيين، للحديث عن الخطوات الممكن اتخاذها لكبح جماح الاحتلال في ظل حكومة الاحتلال الجديدة بقيادة نفتالي بينيت والمتغيرات الدولية والإدارة الأمريكية الجديدة.

قنونة الواقع

يقول المحلل السياسي عمر عساف إن "الخطة هي ترسيم وقنونة للواقع؛ أي جعل الواقع قانونياً على الصعيد "الإسرائيلي"، والضم عملياً جارٍ على الواقع، وإن كل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال "الإسرائيلي" منذ أكثر من مئة عام قائم بالصراع الاستيلائي على الأرض".

وأكّد عساف، "ضرورة معرفة كيف علينا كفلسطينيين إيقاف هذا المسار على الأرض وليس من خلال المواقف السياسية فـحسب، وذلك يبدأ من خطوة البداية ألا وهي معرفة أن الواقع أقوى من الأوهام التي كانت هناك مراهنة عليها، ثم يليه العودة عن هذا المسار الذي مضى عليه أكثر من 30 عاماً، وجلب معه مزيداً من الاستيطان، وتهويد القدس، جدار الفصل العنصري كل هذه الأمور جلبها هذا المسار، وقد آن الأوان أن نخرج عن هذا المسار وأن نعترف كفلسطينيين أن هذا المسار فاشل".

وأضاف أن "هذه الخطة جاءت في ظل التخدير الشعبي، أي أن الشعب الفلسطيني منذ نصف قرن تقريباً مُغيب، بمعنى أن الشعب الفلسطيني خرج من الانتفاضة البطولية عام 1987 وصولاً إلى مدريد في هذه الفترة الشعب كان بمرحلة العطاء وكانت الأنا تتراجع لصالح الهم الوطني، أما ما بعد مدريد فقد كانت فترة تغيب للقضية الفلسطينية".

تغيبً شعبي

وأشار عساف إلى أن "هناك شقين، أولاً حين يُغيب الشعب عن المشاركة، والاستشارة، والاستفتاء تغيب القضية، أما الشق الثاني، السلطة الفلسطينية ضربت نموذجاً سيئاً في الفساد وقمع الحريات، التي ما زالت إلى اليوم، فمثلاً: منذ فترة تمت ترقية وتوظيف بعد أبناء المسؤولين في ظل تدني الرواتب، فحين يكون الوضع هكذا تصبح الآلية أن القيادة اليوم ليست مستعدة لدفع ثمن المواجهة مع الاحتلال".

عملية الضم

إن حدثت عملية الضم هذه، وبات الفلسطيني مهجرا تاركاً خلفه أرضاً عاش فيها لسنوات، فهل سيتغير مسمى أرضه بما يناسب محتل هذه الأرض؟

أجاب "نبأ" على هذا السؤال الخبير في شؤون حقوق الإنسان منذر عميرة، قائلاً: " إن كان هناك خطة لتغيير المسميات فيجب على أبناء هذه المناطق والمجالس المحلية والبلديات مقاومة كل هذه الخطط، فالشعب الفلسطيني ككل يتعرض لحالة من الأسرلة منذ عام 1948 والاحتلال يحاول أن يغير الأسماء، إلا أن الأسماء ما زالت محفورة في قلوبنا، وما زلنا نتداول بأسماء القرى التي هجرت في عام 48، واليوم أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات يحاولون إعادة إحياء هذه الأسماء"

وأضاف عميرة: "ولكن أستطيع القول أن السكان المهددين مستقبلهم سيكون صعباً جداً، يكفي وجود الحواجز والمضايقات التي شددت على هذه المناطق قبل الاستيلاء، ناهيك عن إنزال العلم الفلسطيني عن بعض المناطق".

مؤامرة قومية

ضم فلسطين وجعلها وطناً قوميا لليهود هي مؤامرة القومية منذ الانتداب البريطاني وصولاً إلى أوسلو، فأين هو الضم اليوم؟ هذا ما استنكره المواطن عبد الرحيم بشيرات 71 عاماً من منطقة الأغوار وبالتحديد الحديدية.

قال بشيرات: "للأسف الشعب الفلسطيني عاطفي جداً، لم يفكر في سنة 1917 بإعطاء الوعد، ما سمح لبريطانيا بإعطاء القوة للمنظمات الصهيونية، وعمدت إلى ارتكاب المذابح في عامي " 1947_1948" وهجرت القسم الأكبر من الشعب الفلسطيني.

وتابع قوله: " ثم جاءت زعامات فلسطينية وللأسف مرة أخرى الشعب الفلسطيني أعطى الحق لزعامة من فلسطين قامت بمسح اسم فلسطين عن الخارطة الدولية، وأطلقوا عليها اسم الضفة الغربية". على حد تعبيره

ثم قال" إحنا والأردن صح ضفتين، أرض الطبيعية بتفرض علينا، إحنا والشعب الأردني واحد بناتنا متزوجات في الأردن وبنات الأردن متزوجات عنّا، بس الوطن أكبر من كلمة وطن ونسب وصديق، حولناها  من اسم فلسطين إلى الضفة الغربية، علماً الطبيعة التاريخ ما قدروا يغيروا اسم فلسطين".

ليت الانتفاضة لم تحدث

ولفت إلى الانتهاكات التي يتعرض لها سكان تلك المناطق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: احتجاز الشبان أبناء هذه المنطقة، أخذ أغنامهم وقتلهم، بالإضافة إلى أصبح للمستوطنات حرم يمنع أي مواطن الاقتراب منها، اعتقال معظم أبناء هذه المناطق"

وأنهى كلامه بحرقة التمني أنه "يا ليت الانتفاضة لم تحدث، لأن سلبياتها وألمها أصبح أكبر من نتائجها؛ لأنها أنجبت اتفاقية أوسلو، الشعب الفلسطيني الذي تحدى الاحتلال بحجر وصدره العاري لم يستطع أن يخلق قيادة تعرف آلام شعبه؟ بدلاً من أن تشرع الاحتلال".

واستطرد: "حتى لو أخذ الضوء الأخضر والضم ما زال قائماً، واقتلع الوجود الفلسطيني من أرضه، ستبقى فلسطين فلسطين، ومثل ما قال الشهيد المثقف باسل الأعرج: فلسطين 27 ألف كليو متر مربع إلنا، ولو يصحلنا ناخذ الجولان ولا جنوب لبنان بنوفرش، إحنا فلاحين وطماعين".

وكالة الصحافة الوطنية