نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

ترابط 11 أسرة فلسطينية على أراضيها البالغm مساحتها 4000 دونم

بالصور الاحتلال الإسرائيلي يحوّل خربة قرية يرزا إلى مسرح لتدريباته العسكرية

نبأ – الأغوار - نواف العامر

بات لخربة قرية يرزا قرب طوباس من اسمها نصيب، فقد حول الاحتلال ساحاتها وأراضيها مسرحا لتدريب طائراته ودباباته ومعداته الثقيلة لتثقل كاهل حياة أهاليها الذين يكافحون في معركة صراع البقاء وتتجذر حياتهم كجذور أشجار الخروب العتيقة التي تزرع في أطرافها وأقاصيها.

وحسب الباحث والمواطن عمر عينبوسي أبو جاد، من يرزا، فإن من معانيها الجدران المهدومة والقطع المنقوشة والكهوف والمدافن، وقد نالت نصيبها من الهدم المتواصل منذ عام 1967 حتى طالت أنياب جرافات التخريب الاحتلالية جدران المسجد بالهدم لثلاثة مرات لإزالة ما يؤكد عروبة وفلسطينية وإسلامية البلدة الضاربة في أعماق التاريخ والجغرافيا.

ويزعم الاحتلال مشابهة تضاريس يرزا لجغرافية الأرض اللبنانية وتضاريسها ويمارس كافة أشكال التدريب العسكري والميداني بالمعدات الثقيلة والفردية والشرطية والطيران في أطراف القرية وبين البيوت التي تحولت لمسرح تدريب عسكري شامل دون إعطاء أية أولويات لأشكال الحياة، وفق ما يقوله الباحث عينبوسي.

وتظهر بقايا الصواريخ والقذائف وآثار أسنان الدبابات المجنزرة وعجلات الجرافات والآليات للعيان في أطراف القرية الصغيرة بمساحاتها التي تبلغ زهاء أربعة آلاف دونم أعلن الاحتلال عنها مناطق تدريب عسكرية ووضع نصب عينيه هدف ترحيل أهلها. يؤكد عينبوسي

وتركت عمليات التدريب العسكري المتواصل آثارها في حياة الأهالي الذين فجعوا ب 60 استهداف بشري بين شهيد وجريح في واحدة من أدوات التهجير التي تجلت في عروض دائمة من ضباط الاحتلال للأهالي بالرحيل مقابل توفير أراضي بديلة لهم والذين بدورهم رفضوا المغريات والعروض وقالوا (هذا وطننا وإحنا هون ولن نرحل).

وحسب عينبوسي فإن المنزل الوحيد المرخص في القرية قبل الاحتلال يؤكد أنه أقدم وأعرق وأقوى جذرا وحضورا من احتلال عابر سيمر كغيره من اختلالات العالم واحتلالاتها.

وترابط أحد عشرة أسرة فلسطينية في أراض يرزا بواقع 70 مواطنا هم من ثبت على أرضه عقب خطط وبرامج الاحتلال التهجيرية لبلدة كانت المركز الرئيسي لطوباس قبل احتلال عام 67 كما يقول عينبوسي.

وبينما يذكر عينبوسي في حديث لوكالة الصحافة الوطنية "نبأ"، عدد ما بقي من الثروة الحيوانية بأعداد متواضعة يرصد اعتماد القرية على المياه من آبار جمع رومانية قديمة يتسع أكبرها لمائتي كوبا من الماء في الوقت الذي اقتلعت جرافات الاحتلال بقرارات عسكرية جائرة خط المياه اليتيم مرات عدة بهدف تعطيش المنطقة وفرض الإعدام البطيء على أشكال الحياة فيها.

ويعتبر الطريق الوحيد المتواضع بين القرية وطوباس شريان الحياة الذي يصلها بالعالم إضافة لطرق ترابية صعبة العبور مع الأغوار الشمالية بفعل تدميرها عبر الاحتلال وجرافاته.

ويستخدم الأهالي أدوات إنارة تقليدية للحفاظ على حيوية حياتهم اليومية فيما يستخدمون الطاقة الشمسية على نطاق محدود بالكاد يسد رمق الحياة وهي طاقة يراها الاحتلال خصما له فيعمد لتخريبها وتعطيل وصولها لبسط سيطرته الكاملة على المنطقة بالضغط والإكراه والتضييق.

وتفتقر خربة قرية يرزا وفق عينبوسي لأية مؤسسة صحية أو تعليمية وتحدث عمليات تسرب الطلبة من المكان لطوباس مع ندرة وسائل المواصلات رغم قرار وزارة الحكم المحلي بتحويل المكان لمجلس محلي مستقل يتبعها.

ويعدد عينبوسي أشكال أخرى من الاستهداف الاحتلالية للقرية التاريخية والأثرية التي تتزايد وتيرتها على شكل عقوبات ومطاردات للرجال وفرض غرامات مالية عليهم بذريعة التواجد في منطقة تدريب عسكري فيما تأخذ عملية استهداف الثروة الحيوانية بالمصادرة والقتل وتجريف الأرض وترك مخلفات عسكرية وتسمية الأرض الزراعية محميات طبيعية، وقيام المستوطنين برعي المزروعات الحقلية والبعلية وتدميرها شكلا آخر من أشكال التهجير القسري.

 الإعلامي الدكتور أمين أبو وردة الذي زار القرية ضمن جولاته المسماة جولة أصداء برفقة عدد من الصحفيين والصحفيات وطلبة الإعلام يصف المنطقة بأنها تتعرض لسيل من المخططات الهادفة للترحيل الممنهج بينما تغيب عمليات الإسناد الرسمي والشعبي والإعلامي للمنطقة وتثبيت الفلسطيني على أرضه وللتوعية بالمخاطر المحدقة بها.

ويطلق أبو وردة صيحة وعي لوسائل الإعلام الرسمي والشعبي والخاص لتغطية جوانب الحياة المحاصرة في خربة بات فيها التاريخ والجغرافيا ونبات السوسن النادر مهددا فيها مع الإنسان وثرواته على حد سواء.

قرية يرزا.jpg
قرية يرزا 1.jpg
قرية يرزا 3.jpg
قرية يرزا 4.jpg
 

وكالة الصحافة الوطنية