القدس-نبأ-شروق طلب:
يعمد الاحتلال الإسرائيلي في كل فترة من تاريخ الصراع إلى عدة إجراءات تهدف لفرض سيطرته على مناطق جديدة من أراضي الفلسطينيين بالمحاكم تارة، وبالاستيطان تارة أخرى، ووجهة الاحتلال هذه المرة كانت قرية السواحرة جنوب القدس المحتلة.
رئيس مجلس محلي السواحرة ونائب رئيس لجنة الدفاع عن أراضي بلدة السواحرة يونس جعفر يؤكد لـ "نبأ" أن أوامر المصادرة للأراضي التي يصدرها الاحتلال هي أوامر شاملة غير منفصلة عن بعضها البعض سواء تحت ما يسمى " كنف دولة الاحتلال،" أو الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب اتفاقية أوسلو.
ويسترجع جعفر الخارطة البريطانية المعدة في 1933-1938 التي سجلت أحواض الأراضي في منطقة السواحرة على 6 أحواض (الخارجة وخلة اللوزة وظهر زين الدين، وخرب جب الروم، وصوانة خلة التين ومرج الشيخ سعد، والمعلقات، والحرذان وحتى جبل المنطار، وصولاً إلى البحر الميت، وكانت هذه التقسيمة البريطانية استنادا لتقسيمات عثمانية أُحضرت من الطابو وقد شملت فلسطين من صفد شمالاً إلى بئر السبع جنوباً، ومن يافا غرباً إلى مدينة أريحا شرقاً، وإن كان يشوبها بعض النقص كونها اعتمدت في تسجيلها على المزارعين.
ويوضح جعفر أن الاحتلال استغل القانون البريطاني والعثماني عام 1967 لزيادة سيطرته على أراضي الضفة الغربية والقدس، بحيث وضعت المستوطنات "الإسرائيلية" بشكل مدروس داخل أراضي الضفة، وعلى الأحواض المائية الفلسطينية، وعمد الاحتلال لاختلاق الذرائع العسكرية للسيطرة على الأراضي.
ويضيف أن الاحتلال افتعل عدة جبهات في قضية الاستيطان من أجل تشتيت القدرة على المواجهة في المحاكم "الإسرائيلية" فهو الحاكم والجلاد.
يشار إلى أن الاحتلال منع الفلسطينيين من التوسع في منطقة السواحرة الشرقية من حملة الهوية الفلسطينية ومن حملة الهوية المقدسية في جبل المكبر بسبب الجدار الفاصل بذريعة الأراضي الخضراء التي يمنع البناء فيها وأن نسبة البناء المسموح بها لا تتلاءم مع الوضع المعيشي للمواطن الفلسطيني الذي يعيش في ظروف سيئة لا تتناسب والمواثيق والشرائع الدولية.
وتمثلت أوامر المصادرة الجديدة في السواحرة الشرقية بجذر البلدة ومصادرة 43 دونم و300 متر على ذمة الدوافع الأمنية، الأمر الذي يشكل عائقاً على حياة المواطنين في بلدتي السواحرة الشرقية والشيخ سعد، بالإضافة لمصادرة الأراضي التي تقع إلى جانب جدار الضم والتوسع العنصري.
وتؤدي قرارات المصادرة بحسب جعفر إلى تجزئة البلدة لثلاثة أقسام، يقع جزء منها داخل صلاحيات بلدة الاحتلال في القدس المحتلة، ضمن مخطط لربط جنوب الضفة الغربية بمحافظة أريحا وشمال الضفة عن طريق المعرجات.
ويتسبب أيضاً الوضع القائم في عزل المنطقة الجغرافية عن بلدات العيساوية وعناتا والزعيم والعيزرية وأبو ديس والسواحرة ومصادرة مساحات واسعة من الأراضي، ويصل امتداد طريق نسيج الحياة إلى 2000 دونم، تبدأ من حاجز الكونتينر، وتنتهي بوادي قطيف على مستوى سطح البحر حيث يشمل أجزاء كبيرة من أراضي أبو ديس والسواحرة والخان الأحمر ومنطقة النبي موسى.
وختم جعفر حديثه بأن "القدس قمر وقراها الكواكب، والوصول لحريتنا بحاجة مقارعة الاحتلال على أرض الواقع، وليس فقط بمقابلة صحفية. "