نبأ – الخليل – لؤي السعيد
على بعد أمتار قليلة من المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة وسط الخليل جنوب الضفة الغربية، توزع التكية الإبراهيمية المئات من وجبات الطعام للعائلات المحتاجة والفقراء منذ ساعات الفجر الأولى.
التكية الإبراهيمية أو تكية إبراهيم، هي جمعية خيرية، تقدم الطعام المجاني للفقراء والأسر المحتاجة على مدار العام وخصوصًا في شهر رمضان، ما جعل مدينة الخليل تكتسب شهرة واسعة بأنها إذ أصبحت تشتهر بأنها "المدينة التي لا تعرف الجوع أبدًا" أو المدينة التي لا ينام فيها جائع.
يعود عمر هذه التكية منذ العام 1279م، حين أنشأها السلطان قالون الصالحي في زمن صلاح الدين الأيوبي. ويقول أهالي الخليل إن تاريخ التكية (الزاوية) يعود إلى عهد النبي إبراهيم الذي وُصف بأنه "أبو الضيفان" حيث كان لا يأكل إلا مع ضيف كما كان يقدم الطعام لعابري السبيل من ذات المكان الذي توزع فيه التكية الطعام في هذه الأيام.
وتتكون مرافق التكية من مطبخ ومخزن وقاعتين للطهي، إحداها مخصصة للرجال، والأخرى للنساء، وقاعتي انتظار للوافدين، وتعتمد على المساعدات الخيرية من المقتدرين الذين يقدمون الخبز واللحوم والدجاج والاحتياجات الأخرى التي تعتمد عليها الوجبات اليومية.
لؤي الخطيب المشرف على التكية الإبراهيمية قال لوكالة الصحافة الوطنية "نبأ"، إن التكية تقدم وجبات الطعام "الساخنة" لمدينة الخليل بشكل خاص وللمحافظة بشكل عام، وتقدمها كـ "سنة" وإرث لنبي الله إبراهيم" الذي كان يعرفه عنه بأنه "أبي الضيفان".
وأوضح الخطيب، أن التكية في شهر رمضان تقدم الوجبات للوافدين وتتراوح أعداد هذه الوجبات من 5 إلى 6 آلاف وجبة يومية توزع على الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر.
وأشار إلى أن التكية تعد برنامجًا خاصًا بالوجبات التي سيتم تقديمها طيلة أيام الشهر من باب التنويع، وصولاً إلى أكبر قدر ممكن من شريحة الفقراء والمحتاجين.
وعن رسالة التكية الإبراهيمية قال الخطيب إن التكية تحافظ على النسيج الاجتماعي بين الأسرة ورب الأسرة، إذ تمنح رب الأسرة كرامة وعفة حين يجمع عائلته على مائدة الإفطار، وتحفظ التكافل الاجتماعي والإنساني والأخلاقي.
يشار إلى أن التكية في باقي أيام السنة توزع بشكل يومي شوربة "سيدنا إبراهيم" وهي عبارة عن قمح مجروش إذ يقصدها الفقراء والأغنياء لتناولها لما باتت تشكله من إرث وبركة.