نبأ-أسماء شلش:
منذ بدء جائحة كورونا في مارس من العام الماضي وازدياد عدد الحالات المصابة بها، أخذت وزارة التربية والتعليم عددا من السياسات التي من شأنها الحد من انتشار هذا الوباء، أبرزها تعطيل التعليم الوجاهي، و استبداله بالتعليم الإلكتروني عبر منصة تايمز.
حيث يقوم المعلم بشرح المادة التعليمية على الطلاب المتواجدين، كلٌ خلف جهازه اللوحي في بيته بعيداً عن الاحتكاك والتقارب البشري. ويترك الأمر للمعلم في موضوع السماح للطلاب بالمشاركة عبر المايك أو الاكتفاء بالاستماع إلى شرح المعلم دون تشويش ثم يفتح باب السؤال في نهاية اللقاء.
خلال مدة الجائحة تباينت قرارات الحكومة ووزارة التربية والتعليم في موضوع التعليم الوجاهي والتعليم الإلكتروني بناءً على الحالة الوبائية في الوطن، تارة يتم إلغاؤه بالكامل باستثناء طلاب الثانوية العامة وتارة يسمح به وفقا إجراءات السلامة العامة والتباعد، ثم العودة للتعليم الإلكتروني عند ازدياد شدة الحالة الوبائية.
المعلمة نهاية أبو سالم معلمة المرحلة الابتدائية تقول لم تشكُ من التعليم الالكتروني إذا كان بمتابعة واهتمام من أولياء الأمور.
بينما ترى المعلمة عائشة قدح، معلمة اللغة العربية للمرحلة الثانوية/ذكور أن التعليم الالكتروني هو "خيار سيء"، فنسبة حضور الطلبة ضئيلة جداً حيث يحضر أربعة طلاب فقط من أصل عشرين، كما أن مهارة الكتابة في التعليم الالكتروني معدومة إضافة إلى الصعوبات التي تواجه المدرّس أثناء شرح المادة التعليمية خصوصاً النحو والعروض.
تشاطرها برأيها طالبة الثانوية العامة سلسبيل المصري، إذ ترى بأن التعليم عن بعد غير جيد، على الرغم من قلة اللقاءات الافتراضية لطلبة الثانوية العامة مقارنة بالحصص الوجاهية.
وتضيف "المصري" بأنها اضطرت لتلقي دروس خاصة في المواد التي تلقتها عبر التعليم الالكتروني لاسيما الرياضيات والفيزياء، بسبب صعوبة فهمهم عن بعد.
وأفرز التعليم الإلكتروني مهمة إضافية وقعت على عاتق الأهل من متابعة الدروس لأطفالهم بشكل أكبر، فتشتكي ربة المنزل أسماء ثابت من صعوبة ضبط أطفالها وإجبارهم على الدخول الى الحصص الصفية الافتراضية فتقول "التعليم التقليدية كان الطالب يستعد للذهاب الى المدرسة، يأخذ الحصص الصفية ويقوم بنشاطات بدنية وذهنية عديدة، اما الآن فأطفالي غزاهم الخمول وضعف الاستيعاب وقلة التركيز.
تسترسل "ثابت" في وصف سلبيات التعليم الإلكتروني بأنه غير شامل لكل المواد الدراسية، فمواد الاجتماعيات والتربية الدينية التي يتلقاها أطفالها قليلة جدا إن لم تكن معدومة منذ بداية الفصل الدراسي.
فهل ستحتاج وزارة التربية والتعليم بعد انتهاء جائحة كورونا وعودة التعليم الوجاهي لتغييرٍ في المناهج الدراسية، أو التعديل عليها كي لا ينتج جيل ذو معرفة قليلة بلغته وتاريخه؟