نبأ - القدس
يصادف اليوم السبت، ذكرى مرور 21 عاما على هبة القدس والأقصى التي ارتقى خلالها 13 شهيدا فلسطينيا في الداخل المحتل ضمن مواجهات اندلعت احتجاجا على اقتحام زعيم المعارضة لدى الاحتلال آنذاك، أريئيل شارون، المسجد الأقصى المبارك.
وأشعلت خطوة شارون الاستفزازية نيران الغضب الفلسطيني في باحات الأقصى ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية؛ لتندلع هبة القدس والأقصى في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000 بالداخل المحتل، عبر الإضراب العام والمفتوح الذي دعت له لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ردًا على اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، أرئيل شارون، للمسجد الأقصى.
وردت لجنة المتابعة على الأحداث الغاضبة والقمع الإسرائيلي للتظاهرات في القدس المحتلة والأقصى بإعلان إضراب عام ومفتوح، سرعان ما تحول إلى يوم غضب عارم.
وشل الإضراب العام كافة القرى والبلدات الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب. وانطلقت تظاهرات منددة بانتهاك حرمة الأقصى، استشهد خلالها، في اليوم الأول من الأحداث ثلاثة من الشهداء برصاص الشرطة الإسرائيلية وهم: رامي غرة، أحمد جبارين ومحمد جبارين.
وزاد سقوط الشهداء والعنف القاتل الذي لجأت إليه الشرطة الإسرائيلية في تفريق التظاهرات، الغضب الفلسطيني. وأُعلن مرة أخرى عن إضراب مفتوح.
واستمرت المواجهات بين شرطة الاحتلال التي استخدمت العيارات النارية، ووحدات القناصة وبين الفلسطينيين حتى الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، ليبلغ عدد الشهداء 13 خلال أيام الهبة.
واستشهد في اليوم الثاني للهبة كل من أسيل عاصلة، وعلاء نصار، ووليد أبو صالح، وعماد غنايم، وإياد لوابنة ومصلح أبو جرادات. كما استشهد كل من الشهيد محمد خمايسي ورامز بشناق في الثالث من الشهر ذاته، فيما استشهد عمر عكاوي ووسام يزبك في الثامن من الشهر نفسه.
وفي هذا الشأن، قال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي جمال زحالقة، إن إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى كل عام له أهمية في إنعاش الذاكرة التاريخية للجميع خاصة الجيل الصاعد، الذي لم يعايش الحدث.
وأضاف زحالقة أنها مناسبة للتأكيد لأنفسنا وللعالم، أن شعب فلسطين هو شعب واحد وشعبنا بالداخل شريك كامل في النضال من اجل تصحيح الغبن التاريخي، الذي لحق بشعب فلسطين، وهبة القدس والأقصى هي منارة في هذا الدرب.
وتابع: تصادف اليوم الذكرى الحادية والعشرين لهبّة القدس والأقصى المجيدة، ويؤكّد التجمع الوطني الديمقراطي بهذه المناسبة الالتزام بالوفاء لذكرى الشهداء ال 13 الذي ضحّوا بأرواحهم في هبّة وطنية دفاعا عن القدس والأقصى وعن فلسطين وقضية فلسطين، وذلك من خلال مواصلة النضال من اجل القضية العادلة التي فدوها بأرواحهم.
وناشد التجمع جماهير شعبنا في الداخل إلى المشاركة في زيارات أضرحة الشهداء وفي كافة النشاطات والفعاليات وفي مقدمتها المظاهرة القطرية في سخنين، الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت 2.10.2021، التي تنظمها لجنة المتابعة العليا، بمشاركة كافة الأطر الشعبية والوطنية.
وبين: لقد تأكد مرّة أخرى هذا العام أن جرائم أكتوبر 2000، التي ارتكبتها قوّات الأمن الإسرائيلية بحق مواطنين عزّل، ليست من الماضي. إذ لم تتغير لا السياسة ولا العقلية التي قادت إلى ارتكابها. والدليل ما حدث في هبة الكرامة، حيث استشهد شاب من أم الفحم بنيران شرطة الاحتلال، واغتال المستوطنون في اللد شابا فلسطينيا. وما قامت به شرطة الاحتلال هو محاولة التغطية عن المجرمين لا الكشف عنهم ومعاقبتهم، بالضبط كما فعلت بعد هبة القدس والأقصى حيث كان عدد الذين عوقبوا بسبب جريمة قتل 13 من المواطنين العزّل وجرح المئات منهم هو "صفر"، والجريمة بلا عقاب هي دائما ضوء أخضر للجريمة التي تليها.
وقال إن السياسة التي أدت إلى جريمة أكتوبر 2000 وجريمة أيار 2021، هي نفس السياسة العنصرية التي تبيح استفحال الجريمة والعنف في المجتمع العربي، التي لم تعد قضية مدنية فحسب، كما يروّج المروّجون. فإذا كانت قضية مدنية ما الحاجة إلى حشر جهاز "الشاباك" فيها؟ وما الداعي لإدخال وحدات "المستعربين" إليها؟ لن تجلب مداهنة السلطة والشرطة إلّا المزيد من العنف والجريمة، ولا يمكن أن يحدث تغيير بهذا المجال إلّا عبر نضال شرس ومتواصل، فحقوقنا لم نحصل عليها يوما بالاستجداء بل انتزعناها بالكفاح المرير.
وأكد: لقد اندلعت هبة القدس والأقصى لأسباب وبدوافع وطنية أولا وقبل كل شيء، وفيها كسر شعبنا في الداخل حاجز الخوف، وألقى إلى سلّة المهملات مفهوم "العربي الإسرائيلي"، الذي انهار وقضى أمام الأمواج الوطنية العارمة. ولكن المؤسسة الإسرائيلية لا زالت تراهن على عودته المشؤومة لأنّها غير ناضجة للتعامل مع المواطن الفلسطيني في الداخل إلّا وفق هذا المفهوم. علينا أن نقف جميعا لمنع عودة هذا النموذج الذي صنعه الحكم العسكري وسياسات الحكم العسكري، وأن نسد كل الثغرات التي من الممكن أن يتسلّل منها من جديد وأن ننزع أقنعة الزيف عن كل من يتبنّاه أو يتقمّصه.
وأشار: إنّ الزحف لدعم حكومة اليميني العنصري نفتالي بينيت، بيمينها العنصري ويسارها، الذي لا يقل عنصرية، هو سلوك مناقض تماما لروح هبّة أكتوبر ودروسها التاريخية. والمعنى الذي نريد له أن يبقى من الهبّة هو أن الروح الوطنية أقوى من كل محاولات التدجين، سواء الذي يحاولون أن يفرضوه علينا أو ذلك الطوعي الذي لا يقل خطورة.