نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

مسافر يطا .. أطماع استيطانية تلاحق سُكاناً يعيشون في كهوف!

مسافر يطا

الخليل – أنس عدنان – نبأ:

شهدت الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في اعتداءات عصابات المستوطنين على أهالي مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، كان آخرها هجومٌ غير مسبوق شنّه حوالي 100 مستوطن، عصر أمس الثلاثاء، بحماية قوات الاحتلال الاسرائيليّ.

وتسبب هجوم المستوطنين، في إصابة عدد من أهالي المسافر بينهم أطفال بجروح، حيث استخدم المستوطنون السكاكين والأسلحة الرشاشة في اعتدائهم، وأعطبوا عدد من المركبات وحطموا زجاجها، وهاجموا المنازل.

ويؤكد أهالي المسافر أنّ جيش الاحتلال يفتح المجال بشكل متعمد للمستوطنين في اعتداءاتهم على أهالي المسافر، ويوفّر لهم الحماية في هجماتهم.

"خربة المفقرة" إحدى الخِرَب التي استهدفها هجوم المستوطنين الأخير، حيث يسعى مستوطنو مستوطنتي "حافات ماعون" و"أفيجال"، اللتان تحاصران الخربة من جهتيها الغربية والشمالية الشرقية، إلى طرد السكان، والتوسع على حساب تلك الأراضي.

وتعتبر خربة المفقرة "بوابة مسافر يطا" التي تنتشر فيها 15 خربة أخرى، على مساحة 80 ألف دونم.

ويصف محمود حمامدة أحد مواطني خربة المفقرة لـ"نبأ"، هجوم المستوطنين على السكان أمس، بأنهّ غير مسبوق، وأنّه لأوّل مرّة يشاهد اعتداءً للمستوطنين بهذه الشراسة والحدّة، حيث لم يَسلم أي منزل من الهجوم الأخير.

وقال إنّ الأهالي الآمنين في منازلهم تفاجؤوا بهجوم المستوطنين، فهبّوا للدفاع عن أنفسهم، لكنّ جنود الاحتلال كانوا يحمون  المستوطنين خلال الاعتداء.

ويشكو أهالي مسافر يطا من تقصير الجهات الحكومية والرسمية في السلطة الفلسطينية معهم، مؤكدين أنّهم بحاجة إلى عوامل تثبيتهم في أرضهم بحسب "حمامدة"

ويقول الأهالي إنّه رغم وصول العالم إلى عصر التكنولوجيا، إلا أنّه حتّى اليوم هناك عائلات في مسافر يطا يعيشون داخل كهوف ومُغر، والمفارقة أنّ المستوطنين يحاولون أيضاً طردهم من هذه الكهوف. 

من جهته، قال راتب الجبور منسق اللجان الشعبية في يطا لـ"نبأ" إنّ وتيرة جرائم عصابات المستوطنين في مناطق مسافر يطا في تصاعد مستمر، ويتم ذلك بتشجيع من حكومة الاحتلال، مؤكداً على أن الاحتلال يسعى لتهجير أهالي 16 خربة في مسافر يطا، داعياً إلى حراك شعبي أوسع، ودعم أكبر لأهالي المسافر لتعزيز صمودهم.

 وحول تفاصيل الهجوم الأخير، أوضح "الجبور" أنّ عصابات المستوطنين نفذت عدة جرائم ضد سكان تلك المناطق الشرقية والمحاذية للمستوطنات، حيث تم الاعتداء على راعي الماشية عثمان أبوقبيطة بأدوات حادة ما أدى لإصابته بجروح في رأسه وأجزاء من جسده وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وذكر أنّ أعداداً كبيرة من المستوطنين هاجمت سكان خربة المفقرة، وأصيب الطفل محمد بكر حمامدة (4 سنوات) بإصابات بالغه  في الرأس والظهر، كما أصيل صهيب محمود حمامدة في رجله، ونقل الإثنان إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع لتلقي العلاج.

وأشار إلى أن الهجوم الواسع، تسبب في نفوق عدد من رؤوس الماشية، والاعتداء على 10 بيوت للسكان  وتحطيم 15 مركبة، بالإضافة إلى تكسير الخلايا الشمسية .

ولا يتوقف استهداف مسافر يطا على هجمات المستوطنين فحسب، بل يمنع الاحتلال الخدمات التي يحتاجها السكان بدرجة أولى، في مسعىً منه إلى ترحيلهم، مطالباً بتدخل المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية لمساعدة الأهالي.وفق الجبور

وحول عمليات الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال لمنازل السكان في مسافر يطا، قال الجبور إنّ الاحتلال يمارس سياسة هدم مدروسة، للوصول إلى هدف استراتيجي يتمثل بالتهجير وإحلال المستوطنين، لكنّ تلك  المخططات، لن يقابلها الأهالي إلا بمزيد من الثبات والصمود في أراضيهم. 

وكالة الصحافة الوطنية