نبأ-ترجمات:
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء 29/9/2021م، عن تفاصيل جديدة لعملية انتزاع الأسرى الابطال الستة حريتهم عبر نفق من سجن جلبوع.
وقالت الصحيفة إنه وحسب نتائج التحقيق، فقد بدأ حفر النفق في كانون الأول الماضي ديسمبر العام الماضي، كما يبدو في 14 نفس الشهر، بعد أن نجح محمود العارضة في رفع الغطاء الذي وضع تحت حوض المغسلة في مرحاض الغرفة، مكتشفاً أنه كان يغطي فراغاً يقع بين أساسات السجن.
في شرطة الاحتلال قدروا أن الخطة التي تمت بلورتها في ذاك اليوم اطلع عليها بين 10 – 15 سجيناً، باستثناء الستة الذين انتزعوا حريتهم فإن أربعة معتقلين آخرين ينتمون للجهاد الإسلامي، ثلاثة منهم كان يمكن أن يتم إطلاق سراحهم من السجن في الفترة الحالية.
وأضافت:" حسب الشكوك هم ساعدوا في حراسة الغرفة وإخفاء الفتحة ومراقبة مجيء السجانين. اثنان منهما كانا مسجونين في الغرفة التي حدثت فيها العملية وتم استبدالهما بكممجي والزبيدي قبل بضعة أيام من التنفيذ. ثلاثة من السجناء في الغرفة كانوا يمكن ان يشاركوا في العملية وينتزعوا حريتهم. عملية الحفر قادها نفعيات ومحمود العارضة بمشاركة سجناء آخرين وقد استخدموا، ضمن امور اخرى".
وتابعت الصحيفة:" قطع من الحديد كانت توجد تحت أرضية الغرفة وصحون وأدوات قاموا بشحذها وصواني من الألمنيوم، وقاموا بإخراج التراب الذي يتم استخراجه عن طريق توزيعه في فتحات المجاري والصرف الصحي التي توجد في أرجاء السجن وفي حاويات القمامة وأماكن أخرى، خلال أشهر الحفر كانت في السجن مشاكل في المواسير لكنها لم تثر شكوك السجانين أو المهنيين الذين تم استدعائهم لمعالجتها. السجناء قالوا في التحقيق معهم بأن عملية النفق تم التخطيط لها في البداية كي تتم يوم الغفران، لكن بعد ذلك تحدد يوم تنفيذها في 7 أيلول، وهو اليوم الأول لعيد رأس السنة العبرية الذي تعمل فيه مصلحة السجون والشرطة في إطار مقلص، وتم تبكير عملية الخروج ليوم واحد خوفاً من كشف تراكم التراب والمشاكل المتكررة.
وأضافت:" حسب الشكوك قاموا بالاتصال مع فلسطينيين يعملون في الداخل المحتل بدون تصاريح واتفقوا معهم على مساعدتهم في الوصول إلى جنين بعد الهرب، ولكن تبكير الهرب بيوم جعلهم يبقون بدون مساعدة.
وأوضحت التحقيقات أن ضم الزبيدي لعملية الهرب كان بسبب علاقته مع السلطة الفلسطينية وكي يساعدهم في الوصول إلى جنين.
وفي تفاصيل ليلة الخروج، قبل الساعة الواحدة والنصف ليلا بقليل، في 6 أيلول، بين يوم الأحد ويوم الإثنين، خرج الستة من الغرفة وساروا في النفق الذي استكمل حفره، حسب أقوال الزبيدي، قبل بضع ساعات من ذلك. السجناء قالوا إن من قاد عملية الخروج هما محمود ومحمد العارضة؛ عملية الزحف التي استندت ألى شهادات السجناء ومعلومات جمعتها الشرطة تقدر بـ 20 – 30 دقيقة.
في الساعة 1:49 دقيقة ليلا تم تلقي المعلومات الأولية عن السجناء عندما قام سائق سيارة عمومية في المنطقة بإبلاغ الشرطة عن مشبوهين قرب السجن، السجناء الستة خرجوا من النفق الذي يوجد تحت برج المراقبة الذي لم يكن فيه أي أحد؛ الحارسة التي كانت في برج المراقبة القريب، وهي سجانة في الخدمة النظامية، اعترفت بأنها غفت أثناء الحدث. مصادر في مصلحة السجون قالت إن خروج السجناء تم توثيقه بكاميرات الحماية، لكن لا أحد رأى ذلك في الوقت الصحيح.
وقالت هذه المصادر بأنهم شاهدوا الفيلم الذي ظهر فيه السجناء وهم يحملون حقائب، حقائب مليئة بالملابس والسجائر والطعام الذي جمعوه في الأيام التي سبقت الهرب. الفيلم لم يصل إلى "هآرتس"، ولم يكن بالإمكان التحقق من المعلومات بخصوصه.
وتوجه السجناء إلى قرية الناعورة. وفي الساعة 4:50 دقيقة فجرا تم توثيقهم بكاميرا حماية، وفي الشرطة قدروا أنهم اختاروا القرية التي تبعد 7.5 كم عن السجن بسبب ضوء المسجد الذي شاهدوه، وعندما وصلوا إلى القرية دخلوا إلى المسجد دون الكشف عن هويتهم ومكثوا فيه 20 دقيقة، قاموا فيها باستبدال ملابسهم. وعندما خرجوا أرادوا الحصول على سيارة، أو على الأقل إلى سيارة تنقلهم، لكنهم لم ينجحوا في ذلك. وحصلوا على الطعام من مخبز محلي.
وتم اتخاذ قرار الانفصال بينهم بين الساعة الخامسة والسادسة كل اثنين على حدا. في الشرطة قدروا أنه في ظل غياب المساعدة التي ضمنوها مسبقا، تحركوا بدون أي خطة منظمة وكانوا مشوشين. المحققون وصلوا إلى الناعورة فقط في اليوم التالي. محمود العارضة ويعقوب قادري مهندس عملية الهرب من السجن وصديقه المقرب، اللذان قضيا معا فترة 20 سنة في السجن، توجها من الناعورة غربا ومرا عبر محمية جفعات هموريه قرب قرية سولم، وواصلا نحو الشمال نحو الناصرة. في الشرطة اعتبروا نقطة خروجهما من القرية "الطريق الأسهل" لأنها منبسطة وممهدة".
وقالت:" قد تحركا في الليل وفي النهار كانا يختبئان. الاثنين قالا في التحقيق معهما بأنهما تناولا قطع من الحلوى أثناء الهرب قاموا بشرائها في السجن، إضافة إلى الفواكه والخضار من الحقول التي توجد حولهما، مثل القثائيات والرمان والحمضيات. وشربوا مياه من أنابيب الري. في الشرطة قدروا أنهما دخلا إلى الناصرة، التي تم اعتقالهم فيها بسبب الجوع.
في صباح اليوم الذي تم اعتقالهما فيه، 10 أيلول، اجتازا شارع العفولة – الناصرة 60، وبعد غروب الشمس توجهوا نحو هار هكفيتسا. في الليل أبلغ أحد سكان المدينة عن شخصين طلبا المساعدة منه والحصول على الطعام. وبعد 45 دقيقة على المحادثة تم اعتقالهما في المدينة بدون أي مقاومة.
مصدر رفيع في الشرطة قال إنه بعد الانفصال خرج سجين فتح الوحيد من بين الفارين ومحمد العارضة عبر البوابة الجنوبية للناعورة وسارا شمالا نحو طمرة. من هناك توجها شرقا الى منطقة كيبوتس غزيت وبعدها غربا إلى "هار تبور".
في يوم الجمعة، قبل الساعة الثامنة مساء، وفي موازاة وقت إلقاء القبض على العارضة وقادري، أبلغ أحد سكان القرى في المنطقة أن هناك أشخاص طلبوا منه أثناء سفره في تراكتور قرب أم الغنم المساعدة في الوصول إلى قرية إكسال، ووصلت قوة مشتركة للشرطة والجيش إلى المكان وشخّصت آثار حذاء كانت تشبه آثار حذاء وجدت قرب فتحة الخروج من السجن. وفي الساعة الخامسة وصلت قوات خاصة من الشرطة إلى كراج شاحنات في المنطقة ووجدتها متعبين. المحققون قدروا بأنهما وصلا للمرة الأولى إلى المكان الذي تم اعتقالهما فيه قبل بضع ساعات من العثور عليهما، ومن غير المعروف ماذا تناولا أثناء الهرب، وهناك اعتقاد أنهما عاشا على ما وصلت إليه أيديهما، وأكلا من الثمار المزروعة في المنطقة.
كان هناك شك أنهما قد حصلا على مساعدة أقارب للزبيدي يسكنون في الشمال، لكن بعد الفحص تم استبعاد هذا الشك بسرعة.
مناضل نفيعات وايهم كممجي بعد أن خرجا من الناعورة ذهبا إلى قرية "سولم" واجتازا شارع 65 نحو بلفوريا. في ليلة الثلاثاء – الأربعاء، في الساعة الثانية، 8 أيلول، أبلغ شرطي مرور عن اثنين اجتازا الشارع نحو منطقة زراعية في "الموشاف"، وقد قام بالبحث عنهما واستدعى سيارات أخرى للشرطة ولكن لم يتم العثور عليهما.
لم يعط المحققون عند طلوع الشمس المحققون أي اهتمام لما حدث في الليل، ولكن أثناء النهار تم استئناف عملية التفتيش في المنطقة وأدت إلى العثور على أغراض كانت مطابقة للأغراض التي تمت مشاهدتها معهما بعد خروجهما من السجن، مثل حقيبة بلون بني مع ورود عليها كان يحملها كممجي عند خروجه من المسجد في الناعورة، وكان فيها سجائر ومصحف وقطع حلوى وملابس وأجهزة راديو.
وأضافت الصحيفة:" حسب أقوال مصدر في شرطة الاحتلال "لم يبق أي أدنى شك بأن الأمر يتعلق بهما". أجهزة الراديو التي تم العثور عليها كانت موجهة لقنوات فلسطينية، وحسب تقدير المحققين، كانا على علم بالتفتيش الذي يجري عنهما، الآثار التي تم العثور عليها في مسار الهرب أشارت إلى أنهما انفصلا، لكن المحققين لم يحددوا الأمر بشكل مؤكد.
مصدر في الشرطة قال إن نفيعات تم توثيقه وهو يجتاز الجدار نحو شمال الضفة في 8 أيلول من خلال فتحة بين سالم والجلمة، بمساعدة شخص آخر، والمسافة التي اجتازها من منطقة "بلفوريا" إلى الجدار عبر منطقة "تعنخيم" هي تقريبا 13 كم. من هناك واصل إلى جنين، في البداية إلى مخيم جنين وبعد ذلك إلى المدينة. وقد تم اعتقاله هناك مع كممجي في نهاية الأسبوع الماضي، في ليلة السبت – الأحد.
تبين من التحقيق الأولي معهما أنهما وجدا صعوبة في العثور على شقة سرية في جنين، لذلك قاما بالاختباء في بيت أحد أبناء العائلة، مكان البيت، المكشوف نسبيا، سهل على قوات الاحتلال عملية اعتقالهما، فيما يتعلق بكممجي، اعترف مصدر كبير، بأن "رحلته بقيت لغز".
وأوضحت:" خلال أيام المطاردة قال مصدر في الشرطة إن "الشاباك" كان يعرف عن فيلم قام بتصويره قبل خروجه من السجن. في الفيلم ظهر كممجي وهو يقول بأنه سيبذل كل ما في استطاعته كي لا يعود إلى السجن، حتى لو كانت حياته هي الثمن. لذلك، قوات الأمن خشيت من أنه سيحاول تنفيذ عملية أثناء هربه، خاصة في الأيام التي أعقبت اعتقال زملائهم.
تركز التفتيش بحثا عنه في إكسال التي كان يعمل فيها قبل سجنه، وفي الشرطة لا يعرفون متى اجتاز كممجي الجدار، وهل فعل ذلك مع زميله. الادعاء بأنه فعل ذلك بعد يومين على هربه من السجن يناقض ادعاء الشرطي والآثار التي تم العثور عليها في "بلفوريا". والمحققون لم يتمكنوا من الملاءمة بين اتجاهي التحقيق، لكنهم يعتقدون أنه وصل الى أراضي السلطة بعد يومين من وصوله إلى بلفوريا.
الأسئلة التي بقيت مفتوحة باستثناء الفرار، يتهم الآن السجناء الستة أيضا بالتخطيط لتنفيذ عملية فدائية، والعقوبة على الأفعال المنسوبة لهم هي عشرين سنة سجن، لكن أربعة منهم هم في الأصل يقضون عقوبة بالمؤبد، الزبيدي ونفيعات كانا معتقلين وتجري محاكمتهم، والسجناء الذين بقوا في السجن وعرفوا عن عملية الفرار اتُهموا بالمساعدة في ذلك، الأربعة الأوائل يتم اعتقالهم الآن لمدة أسبوعين، والآخران يوجدان في أيام التحقيق الأولى".
وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين يحاولون الآن استكمال تفاصيل عملية الهرب قبل تقديم لوائح الاتهام: لماذا السجناء الستة لم يكونوا منظمين ولم يهربوا على الفور من جنين وابتعدوا نحو شمال الضفة؛ لماذا انفصلوا إلى خلايا صغيرة وكيف تم تحديد الزوجين؛ ماذا كانت خططهم للأيام التالية للهرب، على فرض أنهم خططوا إلى أن لا يتم إلقاء القبض عليهم، إلى جانب ذلك يتم ايضا فحص الأحداث داخل السجن، الأخطاء في مصلحة السجون وفي ليلة الفرار نفسها.