الخليل – أنس عدنان – نبأ:

أثار مشهد اعتقال الطفل سفيان معاوية النتشة (13 عاما)، والاعتداء عليه بوحشيّة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، يوم الخميس الماضي، غضباً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعيّ.  

ونكّل جنود الاحتلال بالطفل "النتشة" بعد اعتقاله في كمين نصبوه خلال مواجهات شهدتها منطقة باب الزاوية وسط الخليل.

وحول ما حدث معه، قال الطفل سفيان إنّ والدته طلبت منه شراء بعض الحاجيات للمنزل، وخلال توجهه إلى السوبر ماركت، كانت منطقة باب الزاوية تشهد مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، مشيراً إلى أنّه تفاجأ بكمين لجنود الاحتلال في المنطقة، حيث اعتقلوه واعتدوا عليه بطريقة عنيفة.

وأكد لـ"نبأ" أنّ جنود الاحتلال انهالوا بالضرب على بطنه وظهره ورقبته، الأمر الذي أفقده  السيطرة وتسبب في تبوّله على رجليه، وهو المشهد الذي انتشر على نطاقٍ واسع ووثقته كاميرات الصحفيين.

وقال الطفل النتشة، إن جنود الاحتلال بعد اعتقالهم له، نقلوه إلى حاجزٍ عسكري قريب، وهو مغمض العينين، وهناك عادوا وانهالوا عليه ضرباً من جديد.

ولفت الطفل إلى أن الجنود خلال التحقيق معه، كانوا يصرخون فيه لإرهابه، ويتهمونه بإلقاء الحجارة عليهم خلال المواجهات.

وعبّر الطفل سفيان عن حزنه واستيائه من التعليقات السلبية التي طالته من بعض المعلقين على صور اعتقاله بمواقع التواصل، شاكراً في الوقت نفسه المتضامنين معه .

من جهتها، قالت والدة الطفل سفيان النتشة، إنّه بمجرد وصولها خبر اعتقاله، توجهت إلى الحاجز العسكري، وشاهدته وهو مقيّد اليدين بين الجنود.

وقالت إن عائلة الطفل تواصلت مع الجهات المعنية، لتتدخل للإفراج عنه بعد ساعات من اعتقاله، مبيّنة أنّ أحد الضباط قال لها إن نجلها سفيان شارك في المواجهات وكان من بين ملقي الحجارة . وفق زعمه

وفي تعليقه على مشهد الإعتداء الوحشي على الطفل النتشة، قال الناشط في تجمع شباب ضد الإستيطان في الخليل مراد عمرو لــِ"نبأ"، إنّ الاحتلال الاسرائيليّ لا يفرق بين طفل قاصر ولا شاب، كما أنّ استهدافه للأطفال وحشي.

وقال "عمرو" إن مدينة الخليل، وتحديداً مناطق التماس فيها، يتعمد جنود الاحتلال بشكلٍ يوميّ، التضييق على الأطفال خلال توجههم إلى مدارسهم ومغادرتهم منها، يرافق ذلك إطلاق القنابل الصوتية والغازية عليهم ومطاردتهم في الشوارع.

ورآى أن الاحتلال يسعى من وراء اعتقاله الطفل سفيان النتشة بتلك الطريقة الوحشية، إلى زرع ثقافة أن الاحتلال أقوى، وخلق جيل جبان، غير أن أطفال فلسطين زرع فيهم حب الوطن والتضحية من أجله بالفطرة.