نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

أحد روّاد المكان لـ"نبأ" :"باقون هنا غصبن عنهم القدس إلنا وباب العامود إلنا"

ليالي رمضان في "باب العامود" مظهر للبهجة يحاول الاحتلال الإسرائيلي تنغيصها

القدس – نبأ / شروق طلب

"أن أكون مقدسياً يعني أن أملك الحياة" هذا ما استهلت به الشابة المقدسية ريهام حديثها لوكالة "نبأ" عندما كانت تتجول في أزقة البلدة القديمة " مضيفةً في ردها على سؤال ماذا يعني لك أن تكوني مقدسية :"لا أعلم هل نحن من سكن في القدس أم هي من تسكن فينا، هي حياتي ولا أتخيل نفسي أعيش في سواها".

وخلال جولة لمراسلة وكالة "نبأ" جابت فيها أروقة القدس القديمة التقت بسيدة تسعينية كانت تجلس عند باب العامود أجابت على سؤال المراسلة بالقول:" أنا من وأنا طفلة بعمر3 سنوات كان دائما والدي رحمه الله يأخذني معه لباب العامود، ومن وقتها للآن وأنا وباب العامود مثل التوأم بتسأل عن "رفقة" تجدها في باب العامود"، مضيفة بعد تنهيدة طويلة :"يا حسرتي على الذي جرى لباب العامود وين ما درت وجهك تجد شرطي ونقطة تفتيش وحاجز وجندي بوقفك ويقول لك "افتخي الشنتة حجة".

ورغم تجاعيد وجهها الا أنها بحب مدينة القدس ترى نفسها طفلة صغيرة تلعب في ساحة باب العامود الذي اختلطت فيه نسمات الهواء برائحة الغاز المسيل للدموع ورائحة المياه العادمة التي يرش بها الاحتلال كل ليلة منذ بداية الشهر الفضيل لمنع تجمعات الأهالي والشباب .

وعلى بعد أمتار قليلة من جلوس الحاجة رفقة تصل الى مدخل باب العامود لتجد هناك حلوى الحج قطامش وبجانبه بائع اللعب الذي لن تمر من عنده الا واشتريت لعبة لتسعد قلب طفلك ،لن تمر يوماً دون أن تتذوق حلوى العم أبو فهمي الذي يقف هناك منذ ٤٠ عام اكاد أجزم أنه بهجة باب العامود "دحدح،معمول،هريسة ، كل ما تشتهيه ستجده عند العم أبو فهمي" في القدس هنا باب العامود لا يوجد أحد لا يعرفني "روحه الجميلة وحلوياته اللذيذة ما يميز بسطته المتواضعة التي لن تجد بحلاوتها .

وعلى بعد خطوات تنزل درجات باب العامود لتسير في طريق الواد يسارا ويمينا حيث خان الزيت فتسلك إحدى الدروب وإن كنت مشتاقا للهدوء ستسلك طريق عقبة الشيخ ريحان تتجول بها حيث تعطي أسرارك لجدرانها ثم تعود للمقاطع مع طريق الواد هناك أكثر منطقة ستجد فيها جنود وهناك أكثر الأماكن تسربت فيها عقارات واستولى المستوطنون على منازلها، تجد طفلاً يجلس أمام فندق الهوسبيس ويقول " بحب القدس إذا لم أحب القدس من سأحب، القدس كل شيء "

ثم تنطلق لتمشي في زقاق طريق الواد وتسمع الأناشيد الدينية وترى محال الملابس التراثية لا ينغص عليك سيرك إلا الأعلام الإسرائيلية ترفرف فوق البيوت التي استولى عليها المستوطنون ثم تواصل سيرك وصولاً لباحات المسجد الأقصى المبارك فتجد الفتى أحمد (17) عاماً يمارس رياضة الباركور ويقوم بتدريب مجموعة من الأطفال من مخيم الجلزون.

محمد 20 عاماً والذي يجلس مع عدد من أصدقاءه يتبادلون أطراف الحديث عن حبهم للقدس والمواجهات اليومية التي تحصل في منطقة باب العامود يقول "نحن هنا باقون ونشرب قهوتنا هنا غصبن عنهم خاوة هم هدفهم يخوفونا ويمنعونا نقعد عند باب العامود، ولكن هيهات، القدس إلنا وباب العامود إلنا"

وعلى مقربة منهم كانت سيدة عجوز تتعكز على عصاها على الدرجات وتقول بصوت يملؤه القهر "الله يهدهم هدوا حيلنا وهيهم بلشوا ضرب على الشباب الله يحميهم".

جنة جنة والله يا وطنا "حناجر الشباب باب العامود تصدح، لكنها أغاظت جنود الاحتلال الذين أمطروا مجالس الشبان بقنابل الغاز، وانتشار شرطة الخيالة، وتبدأ معها معركة التواجد في الساحة.

في جولتنا داخل باحات المسجد الأقصى لا تقدر بثمن، فعلا هي أشياء لا تشترى، وددت لو كنت كل شخص يتجول هناك، الأجواء الإيمانية ولحظات الاستعداد للإفطار، ترى العائلات تحضر إفطارها بأجواء إيمانية رمضانية مبهجة، لحظات وتسمع "الله أكبر" ومدفع رمضان لتبدأ بإفطارك " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجرإن شاء الله" وبأجواء روحانية يؤدون صلاة المغرب ويتابعون إفطارهم، يلعب الأطفال بالساعات ويمضي الوقت لتأدية صلاة العشاء والتراويح.

يصطف الجميع كجسد واحد، تنتهي الصلاة، تسمع الابتهالات، ثم يخرج الجميعُ أفواجا من باحات الأقصى كلٌ إلى وجهته وما أن يصلوا باب العامود حتى تكون المنطقة ثكنة عسكرية يصطاد فيها جنود الاحتلال الفرح بعد إغلاقهم ساحة باب العامود منذ بداية شهر رمضان الفضيل ويبدأون بإطلاق الغاز المسيل للدموع وإطلاق للمياه العادمة ظنا منهم أن المقدسي سيرحل، ولم يعلموا أنَّ الاحتلال سيرحل".

وكالة الصحافة الوطنية