نبأ – محمد صيام
أثارت وفاة أكاديمي بجامعة الأقصى في غزة، ليلة أمس الجمعة، حالة كبيرة من الحزن في مواقع التواصل الاجتماعي وانتقادات للأطقم الطبية في التعامل مع حالته الصحية خلال تلقيه لقاح فيروس كورونا.
وتوفي المحاضر بقسم التاريخ في جامعة الأقصى الدكتور حسام الدين الجزار "أبو حسام" متأثرًا بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا وذلك بعد أيام من تلقيه لقاح "موديرنا" بدلا من "فايزر" والذي كان يفترض أن يتلقاه نظرًا إلى معاناته الصحية وعودته من رحلة علاج قريبة في تركيا خضع خلالها لعملية زراعة نخاع.
وفي هذا الخصوص، استطلع مراسل "نبأ" آخر ما كتبه الدكتور حسام الدين الجزار وهو من الشخصيات المعروفة بمجال العمل الإنساني ومساعدة الآخرين، على حسابه في فيسبوك، والتي كان من ضمنها حديثه عن ثقته بالطواقم الطبية الوطنية واستيائه من فكرة العلاج في الخارج.
وكتب الدكتور حسام الدين قبل وفاته – رحمه الله -، "للأهمية أعيد كلام قلته بصيغ أخرى، الناس وهمانة بالعلاج في الخارج ومستعد يحلف لك على كل الكتب السماوية أنه غزة سلخانة".
وأضاف: "بعد تجربتي الشخصية بمصر وتركيا لمدة عامين ورغم ما في بديل لعلاجي بغزة إلا أنه لو رجع بي الزمن لما قبل السفر ولو بيني وبين الموت شعرة ما سافرت، وذلك على الرغم من أن هناك جهة تكفلت بالمصاريف وهي خرافية".
ومع تلك الإشادة، عبّر الدكتور الجزار عن ثقته بالأطقم الطبية حينما صدر قرار حكومي بالإجبار على التطعيم كونه أحد الموظفين بهيئة التدريس في جامعة الأقصى، وذهب لتلقي اللقاح.
وقال في ذلك: "بعد قرار الإجبار على التطعيم، توجهت لمركز التطعيم وقلت له إنني حالة خاصة وقمت بعملية زراعة نخاع وأن طبيبي الخاص قال إذا أجبرت فعليك بفايزر".
وأوضح: "لكن الممرض قال صحتك منيحة وموديرنا أحسن من فايزر"، مشيرا إلى الأعراض التي أصيب بها "من ثاني يوم الخميس حتى اليوم الاثنين سخونة دائمة ولا أستطيع الوقوف على قدمي ولا أستطيع النوم".
وأضاف: "أخذني ابني على المستشفى وعملوا مسحة فكان عندي كورونا قبل التطعيم وتفاعلوا مع بعض، وكل موظف صار يبعت ابني ع موظف ثانٍ لعند ما يئست وروّحت واشتريت كل الأدوية المطلوبة".
وكتب آخر تغريدة له "أنا الآن بالمستشفى الأوروبي تحت التنفس الصناعي والحمد لله أجد اهتماما كبيرا من وكيل الوزارة حتى كافة المسؤولين من الأطباء والممرضين، أشكر الآلاف الذين اتصلوا ومنهم من رد عليهم ابني، ومنهم من ردت عليهم زوجتي، وأرجو ممن يتصل كل ساعتين أن يعلم أن حالتي تحتاج أسبوعين للتغير. كل التحية والمحبة للجميع".
وبعد ذلك ازدادت الحالة الصحية للدكتور هاني النجار صعوبة حتى توفاه الله ليلة الجمعة الماضية، وعليه ألقى الكثير من المغردين اللوم على الجهات الصحية وفريق الممرضين.
وكتب ياسر حنيف: "بعد قصة د.حسام الدين الجزار مفترض طاقم التطعيم المسؤول عن تطعيم حالته أن يبعدوهم عن الصحة ويتم محاسبتهُم، طبعاً إن وُجد مبدأ المحاسبة في الصحة، وإذا كانوا مخطئين فالأفضل أن يشغّلوهم في مكان ثانٍ غير الصحة، لأني ضد قطع الأرزاق" .
وردا على هذه الموجة من الانتقادات، أصدرت وزارة الصحة بغزة بيانًا، وقالت فيه: "إن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة ومنهم مرضى اللوكيميا والأورام والفشل الكلوي وزراعة الأعضاء، أكثر عرضة عند إصابتهم بكوفيد 19 لحدوث مضاعفات خطيرة قد تنتهي بالوفاة حتى مع تطبيق كل بروتوكولات العلاج المعتمدة".
وأوضحت الوزارة، أن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة هم من أكثر الفئات احتياجا لتلقي اللقاح وينصح لهم بلقاح من نوع mRNA وهو متحقق في لقاحي فايزر وموديرنا,.
وأشارت إلى أنه حسب توصيات منظمة الصحة العالمية لا ينصح بإجراء فحص كورونا أو فحص الأجسام المضادة قبل تلقي اللقاح.
وأكدت أن إعطاء اللقاح للشخص المصاب بفيروس كورونا في فترة الحضانه ليس له علاقة بظهور أعراض المرض أو التسبب في مضاعفات أو زيادة شدة المرض.
وقالت "إن متلقي اللقاح بحاجه إلى أسبوعين بعد الجرعة الثانية لتكوين أجسام مضادة تقي من العدوى وبالتالي يمكن للإنسان المطعم لو تعرض للعدوى خلال هذه الفترة أن يصاب بالمرض وما يتسببه من مضاعفات".
وشددت على أهمية المسارعة لتلقي اللقاح وعدم تأخير ذلك، خاصة لذوي المناعة الضعيفة، وإن كل تأخيرهو تعريض ذوي هذه الفئة لمخاطر هذا الفيروس الفتاك.
وحذرت من أن كل من يروج لعدم تلقي اللقاح إنما يسهم في تضليل الرأي العام و يسهم في زيادة الوفيات في أمر أصبح محل إجماع عند كل المنصات العلمية الموثوقة.