نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بحجة الأعياد اليهودية

الاحتلال الإسرائيلي يحوّل القدس لثكنة عسكرية

حالة التأهب القدس.jpg

القدس-نبأ-شروق طلب

خلال تجوالك في مدينة القدس هذه الأيام يختلج لصدرك شعور الخوف من شدة الفراغ الذي فرضه الاحتلال على شوارعها، بحجة تأمين فترة أعياد المستوطنين واحتفالاتهم في أولى القبلتين بعيدهم التوراتي المسمى "عيد العُرش".

ولا تجد خلال جولته إلا عشرات المستوطنين هنا وهناك، ومئات منهم عند حائط البراق وفي الأزقة، يؤدون صلوات تلمودية.

تاجر الأدوات المنزلة المقدسي أبو محمد يقول لـ "نبأ" بلهجته الأصيلة التي تثبت حقه في هذا المكان، " إلهم مية عيد وكل يوم بتسكر هالبلد وإحنا الخسرانين فوق ما وضعنا سيء بزداد سوء، ومخالفات وضرائب وبطلت تشوف في الشوارع غيرهم، جدا حزين هالحال، هدفهم يطلعونا بس فشرت عينهم."

 وبنبرة المتحدي للاحتلال وإجراءاته يقول أحد المارة في سوق خان الزيت لـ"نبأ": جئت لشرب القهوة في السوق غصباً عنهم وعن أعيادهم" فيما قالت طبيبة من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، "منذ الصباح خرجت من بيتي وواجهتي 4 حواجز في طريقي، وعند كل حاجز يسألون عن هويتي".

بدوره يقول عضو لحنة متابعة العيساوية محمد أبو الحمص " إنها عملية حسابية لأجل الحفاظ على المسجد الأقصى، فنحن مليون فلسطيني مسلم من الداخل والقدس، لو أن كل واحد منا رابط في المسجد يوم واحد على مدار السنة، لمنعت أو لقلص الاحتلال وتيرة الاقتحامات اليومية للمسجد".

ويضيف أبو الحمص لـ"نبأ": " يحاول الاحتلال فرض سياسته على المقدسيين من سكان وحتى تجار من خلال فرص العطل الرسمية في الأعياد اليهودية، وفرض الحواجز والتضييقات على الأهالي، لكن هيهات لهم ذلك".

بدوره قال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي "لقد بات من الواضح استخدام الأعياد اليهودية لفرض أمر واقع في القدس من خلال الحصار التي تفرضه "إسرائيل" على الأحياء المقدسية، بل أكثر من ذلك إغلاق محيط البلدة القديمة ووضع العراقيل أمام الدخول للمسجد الأقصى المبارك لحماية اقتحامات المستوطنين، وشاهدنا في هذه الأعياد محاولة أداء صلوات تلمودية تحت حماية الأمن الإسرائيلي، وهذا يعني أن هناك قراراً من قوات الاحتلال في استباق الزمن لفرض الأمر الواقع في المسجد الأقصى المبارك ".

ويضيف الرويضي لـ "نبأ" أن الحالة التي تشهدها المدينة المقدسة تكشف العنصرية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني المسلم والمسيحي ويحاول من خلاله الاعتداء بفرض الإغلاق، تقييد الحركة من ناحية والتأثير على الوضع الاقتصادي للمقدسيين من ناحية ثانية، ويمنع من وصول المرضى والمحتاجين للعلاج الطبي في ظل الوضع الصحي القائم جراء تداعيات جائحة كورونا، بالإضافة لمنع الطلاب من الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم"

واستهجن الرويضي كل تلك الإجراءات من أجل "أعياد دينية يهودية"، فهذا لا يحدث في أي من دول العالم إلا في القدس المحتلة، معتبراً ذلك جريمة تمييز عنصري جديدة، جرمتها اتفاقية التمييز العنصري واتفاقية روما التي شُكلت على أساسها المحكمة الجنائية الدولية، التي جرمت بدورها تقييد الحركة وحصار السكان وفرض السياسة العنصرية التي تحدد وتمنع حركة السكان وممارسة حياتهم من أجل أعياد دينية يهودية "

وأوضح أن القدس تشهد "تسونامي استيطاني" بشكل يومي، فحياة المقدسي تتلخص في الإغلاقات والهدم والتقييد وحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، وتغيير أسماء الشوارع الفلسطينية لأسماء عبرية، وفرض قوانين الاحتلال على القدس، وليس آخرها قانون التسوية الذي يحاول الاحتلال من خلاله السيطرة على أكثر من 60% القدس المحتلة" على حد تعبيره

ودعا الكل الفلسطيني إلى أن تكون القدس حاضرة على أجندة القوى الوطنية والإسلامية والدول العربية مطالبة بدعم بموقف تجاه القدس.

من جانبه وصف الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، هذا الشهر بمثابة الكابوس للمقدسيين وتجار القدس، حيث تقع فيه أغلب الأعياد اليهودية، وتعيش فيه المدينة معاناة حقيقية مما يسمى برأس السنة العبرية ويوم " الغفران" وعيد العُرش، بمعنى 12 يوماً من الأعياد خلال شهر واحد فقط.

ويضيف عبيدات لـ "نبأ" نشهد تسونامي من الجماعات التلمودية والمتطرفين، يستبيحون حرمة وقدسية البلدة القديمة في القدس المحتلة، ويمارسون كافة أشكال العربدة والزعرنة والاستفزاز بحق المواطنين والتجار المقدسيين.

وتابع عبيدات " قسم من الأسواق التجارية تغلق والكثير من المحلات التجارية يضطر أصحابها إلى إغلاقها، بعد إجبارهم من شرطة الاحتلال على ذلك بحجة مرور المستوطنين من أمامها، بالإضافة لعرقلة ومنع حركة المواطنين ما يجعل المدينة تبدو كمدينة أشباح فارغة".

ودعا للرباط في الأقصى والتواجد في المدينة، ورفد اقتصادها وإعادة الحياة فيها، ضد كل محاولات الاحتلال لفرض سيادته على القدس وتغيير واقعها.

 

وكالة الصحافة الوطنية