الخليل – لؤي السعيد:
ترتفع وتيرة اقتحامات المستوطنين بحراسة جيش الاحتلال للمواقع الأثرية في مناطق الضفة الغربية بالتزامن مع الأعياد اليهودية من خلال المسيرات الاستفزازية التي تنظمها جمعيات استيطانية بشكل مستمر.
ففي بلدة السموع جنوب الخليل، يقتحم المستوطنون موقعًا أثريًا يعود للحقبة الرومانية يسمى "البرج"، بحراسة مشددة من جيش الاحتلال الاسرائيلي ويأدون طقوسًا تلموديًا فيه.
برج السموع أو "البرج" يقع في بلدة السموع على بعد حوالي 22 كم جنوب مدينة الخليل ويقوم على بقايا بلدة كنعانية كانت تسمى "أشتموع" ازدهرت في العصر البرونزي الوسيط وفي الفترة الكنعانية والبيزنطية، وهو مبنى مستطيل الشكل له ثلاثة مداخل مزين بزخارف حجرية وأرضيته مرصوفة بالفسيفساء الملونة ومزينة بزخارف هندسية.
حاتم المحاريق رئيس بلدية السموع يقول إن اقتحامات المستوطنين المتكررة للموقع تكون بحراسة مشددة من جيش الاحتلال التي تفرض منعًا للتجوال في المنطقة وتمارس إجراءات تعسفية بحق المواطنين في البلدة.
مشيرًا إلى قوات الاحتلال خلال الاقتحام تنشر الحواجز العسكرية في البلدة، وتعتلي أسطح المنازل لتأمين دخول حافلات المستوطنين، وتمنع المواطنين من الاقتراب إلى المنطقة وتقييد الحركة في البلدة بحجة إقامة صلوات دينية لهم بالمكان.
ويضيف أن الاقتحامات المستمرة للموقع هدفها تعزيز الرواية الإسرائيلية بملكية المكان، وذريعة للسيطرة الإسرائيلية على الموقع بحجة أن المكان يعتبر كنيس يهودي يعود للفترة التلمودية، علماً أن المبنى كنيسة رومانية، بجانبها آثار محراب مسجد.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى السيطرة على هذه المواقع التي تمثل جزءاً من هوية الشعب الفلسطيني، وترمي سياسة الاحتلال إلى تحويل هذه المواقع إلى أماكن مخصصة لإقامة فعاليات المستوطنين فيها تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليها.