جنين – أنس عدنان – نبأ:
إلى الشمال الشرقي من مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، يقع حاجز الجلمة العسكري، والذي بات اسمه يتصدر العناوين الإخبارية، خلال الفترة الماضية بشكل محلوظ؛ جراء تعرّضه لعمليات إطلاق نار مستمرة من قِبَل مقاومين فلسطينيين.
وأقيم حاجز الجلمة مع انتفاضة الأقصى داخل حدود الأراضي الفلسطينية، مع تصاعد العمليات الفدائية في الداخل المحتل، وحوّله الاحتلال إلى معبر محاط بأبراج المراقبة.
ويعتبر حاجز الجلمة الممر الرئيسي والوحيد لأهالي محافظة جنين، نحو الداخل الفلسطيني المحتل، إضافة لدخول فلسطينيي الداخل عبره إلى جنين، إذ يُشكّل دخول هؤلاء عصب الاقتصاد المحلي في محافظة جنين.
كما أن الحاجز يعتبر نقطة التماس الأقرب إلى جنين، رغم أنّ المقاومين يقطعون مسافاتٍ طويلة للوصول إليه، وفي كلّ مراحل المواجهة مع الاحتلال الاسرائيليّ، يتوجه المتظاهرون إلى الحاجز للإشتباك مع جنود الاحتلال.
وتزايدت العمليات ضد هذا الحاجز خلال معركة "سيف القدس" في أيار / مايو الماضي على قطاع غزة، وبلغت ذروتها في السادس من أيلول/ سبتمبر الجاري، بعد عملية "نفق الحرية" ونجاح ستة أسرى في انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيليّ .
وقال الإعلامي والمتابع للأحداث الميدانية في جنين علي سمودي إنّه في ظل الحصار على جنين، والتهديدات باجتياح مخيم جنين، والنيل من المقاومة، تحوّل الشبان والمقاومون الى استهداف حاجز الجلمة.
وأشار في حديثٍ لــ"نبأ" إلى أنّ عمليات إطلاق النار وإلقاء العبوات الناسفة، أصبحت تتكرر بشكلٍ يوميّ على الحاجز، لافتاً إلى أنه جرى تشكيل مجموعات "الإرباك الليلي"، التي أصبحت تعمل لساعات طويلة في مقاومة الاحتلال قرب الحاجز، على مرآى ومسمع جنود الاحتلال.
لكنّ الأبرز –وفقاً لسمودي- خلال الأيام العشرة الأخيرة، إذ لا تمرّ ليلة إلا ويتم إطلاق النار فيها على حاجز الجلمة ما بين ثلاث إلى أربع مرات، حيث يفتح المقاومون نيران أسلحتهم صوب جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز.
وقال إنّ إطلاق النار على حاجز الجلمة لم يتوقف حتّى بعد إعادة اعتقال الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع، وطاردهم الاحتلال لأيّام .
ومع تعرّض الحاجز يومياً، لعمليات إطلاق نار من المقاومين، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، وصف "ملطشة جنين" على حاجز الجلمة.
وسخر نشطاء من تحولّ الحاجز إلى هدف يومي لمقاومي جنين، وقال أحدهم مُعلقاً إنّ "جنين مسحت الأرض بحاجز الجلمة"، فيما كتب آخر: " كل ما تشوف حالك فاضي، فضّي مخزن على الجلمة".
ودفعت عمليات المقاومين واستهدافهم للحاجز، مدير ارتباط جنين في جيش الاحتلال، إلى الخروج بفيديو من على الحاجز، وإرسال تهديدات واضحة، بفرض عقوبات على أهالي المحافظة بسبب إطلاق النار على حاجز المذكور.
ولوّح الضابط الإسرائيلي في فيديو نشره حساب ما يسمى "المنسق" بإغلاق الحاجز، مضيفاً أن استمرار إطلاق النار على الحاجز سينعكس سلباً على الأهالي واقتصاد جنين. حسب زعمه