جنين – أنس عدنان – نبأ:
أكّد قادة بالفصائل الوطنية والإسلامية في محافظة جنين، اليوم الأحد، أنّ الأسرى الستة حققوا انتصاراً تاريخياً على الاحتلال الإسرائيليّ ومنظومته الأمنية، على الرّغم من إعادة اعتقال الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع عبر "نفق الحرية" .
وبعد أسبوعين من أعمال البحث والتمشيط الواسعة، نفذت قوات الاحتلال فجر اليوم، عملية عسكرية واسعة في الحي الشرقي من مدينة جنين، واعتقلت الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات من المنزل الذي كانا يتواجدان فيه، وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين شهدتها المنطقة.
وشهدت الأيام الأخيرة عمليات بحث وتفتيش عن الأسيرين، إذ كثفت قوات الاحتلال عمليات التمشيط قرب جنين وقامت بنصب حواجز عسكرية وشنت حملات تمشيط في مناطق متفرقة في المحافظة مستخدمة قصاصي الأثر.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بجنين والأسير المحرر خضر عدنان أكد لـ"نبأ" أن الاحتلال هُزم في "معركة سجن جلبوع"، وأنّه لن يمحوا عار الهزيمة الأمنية التي لحقت به على يد الأبطال الستة، بعدما حققوا الانتصار .
وقال إنّ أحد الاحتمالات التي أعقبت نجاح الأسرى في انتزاع حريتهم من سجن جلبوع، كان الاعتقال، ولربما تحضّر الأسرى الستة لما هو أصعب وأشدّ.بحسب القيادي "عدنان"
وشدد على أنّ الأسرى بفعلهم انتصروا، رغم أنّ الاحتلال بأدواته الأمنية والتكنولوجية والعملاء على الأرض تمكن من الوصول إليه.
واعتبر أنّ الأسرى الستة كانوا بحاجة إلى حاضنة شعبية أكبر وأعظم، داعياً إلى لفظ العملاء والضرب بيد من حديد عليهم، لأنّه لولا تعاونهم مع الاحتلال لما استطاع الوصول إلى جنين واعتقال الأسرى .
وقال "عدنان إنّ الاحتلال يحاول ترميم صورة صنمه الذي داسه الأسرى الستة، عبر تصريحات إعلامية لقادة الجيش والحكومة، ونشر صور الأسرى بعد اعتقالهم.
وأضاف أنّ الواجب علينا كفلسطينيين، أن نقدّم أكثر لحرية الأسرى من سجون الاحتلال وفي مقدّمتهم الأسرى الأبطال الستة، داعيا إلى التوحد في السياسة والميدان، على غرار ما فعلته فصائل المقاومة في جنين، وزيادة رقعة التظاهرات في المدن لنصرة الأسرى الذين يريد الاحتلال كسر إرادتهم في السجون.
من جهته، قال منسق القوى وفصائل العمل الوطني والإسلامي في جنين راغب أبودياك، إنّه رغم إعادة الاحتلال اعتقال الأسرى الستة، إلا أنّ ما قاموا بحدّ ذاته انتصار تاريخي كبير على السّجان.
وقال "أبودياك" إنّ الأسرى الستة بعملهم البطولي أعادوا للشارع الفلسطيني ثقته بنفسه، وأن الاحتلال إلى زوال، وقد نجح الأسرى في توحيد الشعب الفلسطيني خلف قضية الأسرى.
واعتبر أنّ هناك "مؤشرات خير" نحو الوحدة الوطنية في جنين، وقد تجاوزت الفصائل الانقسام بالوحدة، متمنياً ان يتوج ذلك بمصالحة حقيقية في الوطن.
وقال إنّ الشعب الفلسطيني قدّم الغالي والنفيس حفاظاً على أبنائه، لكن الأقدار شاءت اعتقال الأسرى بهذه الطريقة.
من ناحيتها قالت وفاء زكارنة عضو المجلس الثوري لحركة فتح في جنين، إنّ اعتقال الأسرى كان متوقعاً، لكنّ سلامتهم أهمّ، مشيدةً بالسكان أصحاب البيت الذين احتضنوا الأسيرين نفيعات وكممجي.
وأكدت" زكارنة" لـِ"نبأ" أنّ رسالة جنين اليوم هي أن العدو واحد، ويجب مواجهته بوقفة واحدة من جميع الفصائل المقاومة.
وأشارت إلى أنّ الأجنحة العسكرية في جنين موحدة، وستبقى جنين شعار المقاومة والوحدة لكل الوطن، مضيفةً أن جنين لا تقبل إلا أن تكون كما عهدها العالم منذ عام 2002 عندما مرغت أنف الاحتلال، رغم الترسانة العسكرية الإسرائيلية .
ولفتت إلى إنّ أهالي محافظة جنين بشكل عام، وخاصة المخيم والمدينة، أخذوا على عاتقهم نصرة الأسرى في سجون الاحتلال، وهناك يومياً فعاليات لنصرة الأسرى في السجون، داعيةً إلى توسيع الفعل الشعبي في هذا السياق.
وجاءت عملية الاعتقال الأسيرين بعد نحو أسبوعين من عمليات البحث عن أسرى عملية "جلبوع"، إذ سبق وأن اعتقلت الأسرى الأربعة زكريا الزبيدي ومحمد العارضة ومحمود العارضة ويعقوب قادري.