نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

دكتور جامعي يشن حربًا عليها

مديرة مدرسة تفصل 15 طالبًا في غزة لسبب غريب وترفض عودتهم للدراسة

الصورة تعبيرية

نبأ - غزة

تتواصل تداعيات فصل 15 طالبًا من مدرسة راهبات الوردية في غزة بين مجموعة من أولياء الأمور الذين يتهمون مديرة المدرسة بالاستعلاء على القوانين والاستقواء على الأنظمة برفضها إعادة قيد الطلاب والسماح لهم بالعودة للدراسة والاستجابة لمناشدات أسرهم قبل ضياع عامهم الدراسي.

وفي هذا الشأن، كشف أستاذ الأدب الإنجليزي والنقد المساعد بجامعة الأزهر سابقا الدكتور أيوب عثمان، عن تفاصيل ما حدث مع 15 طالبًا وطالبة فصلتهم مديرة مدرسة راهبات الوردية بغزة ورفضت عودتهم للدراسة دون ذنب ارتكبوه سوى أن أولياء أمورهم طالبوا إدارة المدرسة بإنشاء مجلس لأولياء الأمور (بالانتخاب) حسب القانون.

وقال عثمان، عبر حسابه في فيسبوك، "واصلت مجموعة من أولياء أمور طلبة مدرسة راهبات الوردية المطالبة بإنشاء مجلس أولياء الأمور (بالانتخاب) حسب القانون فكان الرفض عند كل مطالبة، وطالبوا - على نحو متكرر- بالاجتماع مع مديرة المدرسة لمحاورتها حول مجلس أولياء الأمور من حيث أهميته وضرورة إنشائه، فكان الرفض هو الرد الدائم والمتكرر".

وأضاف: "عند زيادة الرسوم بشكل كبير بلغ 30% طالب أولياء الأمور الاجتماع مع المديرة لمناقشتها في هذا الأمر فلم تستجب، فكان رفضها المتكرر وعدم استجابتها مبرراً أقوى للمطالبة بضرورة إنشاء مجلس أولياء الأمور كي يقوم بدور جماعي على المستوى الرسمي والقانوني، بدلاً من الدور الفردي والاجتماعي لكل ولي أمر على حدة".

وأوضح أن "أولياء الأمور عملوا مجموعة مغلقة على الواتس أب للتفاهم والتشاور فيما بينهم حول ما يمكن عمله لمصلحة أبنائهم ولمصلحتهم كأولياء أمور مع التركيز على المطالبة بإنشاء مجلس لأولياء الأمور، حسب القانون، والتركيز على رفضهم لزيادة الرسوم، لا سيما وإن الأوضاع الحياتية والاجتماعية والاقتصادية شديدة الصعوبة، خاصة مع حصار خانق على قطاع غزة لخمسة عشر عاماً لم تراعيها مديرة المدرسة على الإطلاق".

وأشار عثمان إلى أكثر من 20 محاولة للتواصل مع مديرة المدرسة عبر رسائل بريدية رسمية وإلكترونية وكتب تهنئة بمناسبات عدة ووجهاء؛ إلا أنها كانت دائمًا ترفض لقاءهم ومناقشة فكرة إجراء الانتخابات أو حتى النظر في إعادة قيد الطلاب والسماح لهم بالعودة إلى الدراسة.

وأوضح أن 25 من الآباء والأمهات توجهوا إلى المدرسة وطالبوا بالاجتماع مع المديرة،  وبعد شق الأنفس، كان اللقاء بعد نحو ساعة وانتهى الاجتماع إلى ما يلي: (1)عبرت المديرة عن رغبتها في رفع طلب أولياء الأمور إنشاء مجلس أولياء الأمور إلى من أسمتهم "المرجعية لديها"، على أن ترد علينا في وقت لا يزيد عن عشرة أيام. (2) تجميد زيادة الرسوم. (3) طلبت المديرة جلسة للحديث عن المنتدى فأعطيناها موافقة على الجلسة التي تقوم هي بتحديد موعدها وإبلاغنا به كي نلتقي بها.

وأضاف عثمان، أن تقدم بشكوى إلى الأب جمال دعيبس الأمين العام للمؤسسات التربوية المسيحية في فلسطين – رام الله، لكنه لم يرد هو الآخر، حتى تاريخه، بالإضافة إلى شكوى إلى مدير تعليم غرب غزة، دون أن يردعلى هذه الشكوى، مع الأسف، وفق قوله.

وأكد أن عدد من أولياء الأمور تقدموا بذات الشكوى إلى الدكتور زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي دون رد، وشكوى أخرى ضد المديرة إلى مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة الأستاذة زينب الغنيمي.

كما قدم أولياء الأمور شكوى إلى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" التي قامت على إثرها بمراجعة وزارة التربية والتعليم العالي فرد الدكتور/ زياد ثابت بتاريخ 3/5/2021، قائلاً إنه بعد اللقاء "مع مديرة المدرسة تم الاتفاق على بعض الأمور"، غير أن الأمور التي تحدث عنها لم تنجز، مع أبلغ الأسف وأشده، حتى يومنا هذا، ومن بينها وأهمها إجراء المراجعة القانونية لعقد التسجيل من الوحدة القانونية في الوزارة، وفقا للدكتور عثمان. 

وعبّر عثمان، عن أسفه من "امتناع مديرة المدرسة عن تنفيذ قرارات المحكمة الإدارية التي صدرت بهذه القضية، ما يعد لونًا من ألوان الفساد الذي يحاسب عليه القانون، الذي توجب نصوصه إيقاع العقوبة بمقتضاه".

وتابع: "ما تزال مديرة مدرسة راهبات الوردية بغزة تصر على إدارة ظهرها إلى المحكمة الإدارية حيث تمتنع عن تنفيذ قرارها الصادر في 24/6/2021، والقاضي نصًا ب "إجابة المستدعين لطلبهم المؤقت ..." (وقف تنفيذ قرار مديرة المدرسة القاضي بتسليم أولياء أمور 15 طفلًا ملفاتهم بعد أن قررت المدرسة عدم تجديد تسجيلهم للعام 2021/2022)".

وأشار إلى أن "مديرة المدرسة أدارت ظهرها مرات أخرى لقرارات المحكمة الإدارية الصادرة بنفس المضمون في جلسة 28/6/2021، وفي جلسة 5/7/2021، وفي جلسة 12/7/2021، وفي جلسة 27/7/2021 المؤجلة إلى تاريخ 9/9/2021، وكلها قرارات تقضي بمضمون القرار الأول الصادر في 24/6/2021 المشار إليه نصًا أعلاه".

وأكد عثمان، "أن أطفالنا الخمسة عشر لن يبقوا خارج مدرستهم (مدرسة راهبات الوردية بغزة)، بل إنهم – بقوة القانون أولًا، وبقوة أصحاب الطبائع السليمة وبصمودهم أمام الاستعلاء وضد التعنت والكِبرْ والصلف ثانيًا – سيدخلون إلى المدرسة وسيتربعون على مقاعدهم فيها مسوَّدين مؤيدين محترمين ومقدرين كما ينبغي لهم أن يكونوا، وكما هم - حقًا وعلمًا وخلقًا - يستأهلون".

ووجه الدكتور عثمان رسالة إلى مديرة المدرسة: "إننا لا نغالب القانون الغالب، بل الغلّاب، أيتها الأخت المحترمة. اسمعي، أختنا الأستاذة، جيدًا، وعي، فالقانون لا يُغالَب، وإن في بعض الأحايين يُغلب أو ربما غُلب، لا سيما وإنه في حالة أطفالنا لا يُغلَب ولن يُغلَب، ذلك أنه من المستقر فقهًا وقضاءً وشرعًا أنه " ولا تزر وازرة وزر أخرى"، وأنه " لا يؤخذ أحد بجريرة غيره ". فإذا كان ذلك كذلك، وهو المستقر شرعًا وفقهًا وقضاءً، فكيف بطفل بريء لم يبلغ سن الحلم أن يَحْمل أو يُحَمل وزر ولي أمره، أو أن يؤخذ أو يؤاخذ بجريرة غيره؟!".

وأضاف: "هلّا عُدتِّ - إذن - إلى الجادة، أيتها الأخت المديرة الموقرة، وإن كان لك من حق - مهما قل أو كبر - طرف أولياء الأمور، فليس لك إلا أن تأخذيه منهم هم لا من معاقبة أطفالهم، لا سيما وإن درب الحق معروف حيث خطه وسار عليه كثيرون قبلك وقبل غيرك. إنه درب التقاضي الذي ينبغي لك أن تسلكيه، أو ينبغي لوكيلك المحامي أن ييسر لك بلوغه، ونحن للوفاء بحقك، عبر التقاضي، جاهزون.
إنني أنصح أن يبتعد المرء عن العناد، فلا يترسم دربه إلا بالقدرالذي يعينه القانون عليه. أما أن يكون عنيدًا لأنه كذلك، أو لأنه يحب أن يكون كذلك كي يقال عنه أنه كذلك، أو لأنه يريد أن يثبت أنه كذلك، فإنني أقدم له النصح – مخلصًا – فأقول له إنه لا حاجة له، البتة، بذلك".

وكالة الصحافة الوطنية