الخليل – خاص نبأ:
أثارت تصريحات والد أحد عناصر الأمن المتهمين بقتل الناشط السياسي المُعارض نزار بنات، جدلاً واسعاً في الأوساط الفلسطينيّة، بعدما اعتبر أنّ ما حدث "قضاء وقدر".
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعيّ، فيديو، قال فيه والد أحد المتهمين بعد تأجيل جلسة محاكمتهم أمس؛ لتغيّب محاميهم، إنّه لا يعتبر أنّ نزار قُتل "وإنما انتهى أجله، والحادث قضاء وقدر".حسب قوله
وقال: "بالمثل البلدي: قَليل البَخت يطلع له العظم في الفَشّه.. مات هالزلمة .. شو يعني؟ .. هو أول واحد بموت على الأرض؟".
ورداً على سؤال حول ما أكدته التقارير عن تعرّض نزار بنات لاعتداء أدّى لموته، قال والد المتهم: "بدأت جلسات المحاكمة والقضاء هو سيبيّن إن كان سبب موته الضرب خلال الاعتقال أو أنّ أجله انتهى ولم يتبقى له على الأرض شُربة ماء".حسب قوله
تعليقاً على ذلك، قال عمار بنات ابن عمّ الناشط الراحل نزار بنات لـ"نبأ"، إن هذا الشخص تمّ دسّه من قبل السلطة لكي يستفزّ العائلة، لتتصرف تصرفاً يضرّ بمجريات قضية نزار، لكننا ملتزمون بأعلى درجات ضبط النّفس.
وقال إن نزار سبق وتحدث عن هذه الفئة في أحد فيديوهاته، ووصفهم بأنهم "تخرّجوا من بيوت بلا حُرمات" .
وردّ عمار بنات على المثل الشعبي الذي أورده والد المتهم، ببيت الشِّعر: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً .. فشيمة أهل البيت الرقص. متسائلاً: "إذا كان الأبّ هكذا، فكيف الأبناء!؟".
وأشار إلى أنّ تقارير الطبّ الشرعي أكدت أن وفاة نزار غير طبيعية، وناتجة عن 42 ضربة بمختلف أنحاء جسده، وهي ضربات قاتلة، إضافة لتعرضه لضربة على الرئة أدت لفقدانه التنفس والوفاة لاحقاً.
وقال إن الحكومة أعطت ذوي المتهمين بقضية نزار بنات تطمينات، أنّ الأحكام ستكون على مقاسها.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت "نبأ" جانباً من ردود الأفعال على تلك التصريحات، واعتبار والد أحد المتهمين بالقضية أنّ ما جرى لنزار بنات "قضاء وقدر"، بوصفهم ما قاله بـ"الوقاحة وانكاراً للجُرم".حسب رأيهم
الكاتب فهمي شراب قال في تعليقه على الفيديو: " مقابلة مستفزة ولكنها كشفت أكثر عن طبقة العبيد وفكرهم الضحل".
الكاتب والصحفي أيمن دلول قال: "صادفتُ في حياتي العديد من نماذج لأناسٍ وقحة في مجتمعنا، لكن وبصراحة لم أجد أوقح من هذا الشخص".
ونشر حساب "مش هيك" الساخر والشهير على مواقع التواصل الاجتماعيّ، فيديو والد المتهم، وعلّق عليه: " كمية وقاحة لا توصف ! أقسم بالله عمري ما شفت أوقح من هيك !".
وأمس الثلاثاء، قرر قاضي المحكمة العسكرية، تأجيل المحاكمة إلى يوم الثلاثاء 21 من الشهر الجاري؛ لعدم حضور محامي المتهمين وعددهم 14 عسكرياً من مرتب جهاز الأمن الوقائي.
واعتبر المحامي غاندي أمين، المكلف بمتابعة قضية المعارض السياسي الراحل نزار بنات، تأجيل محاكمة المتهمين مخيباً للآمال.
وشدد على أنّه من المهم إثبات الجريمة، ولم يكن قتلاً عن غير قصد أو بالخطأ، في المحكمة.
وأكد "أمين" أنهم سيحضروا الجلسة القادمة، وإن كان هناك حجة أُخرى للتأجيل، فسيكون لنا موقف حيال ذلك.
وقتل الناشط السياسي المعارض نزار بنات بعد اعتقاله على يد قوة أمنية، في 24 يونيو/ حزيران الماضي، في مدينة الخليل فيما اتهمت عائلته تلك القوة بـ"اغتياله".
وعقب الحادثة مباشرة، شكلت الحكومة لجنة تحقيق رسمية في وفاته، وتم إحالة تقرير اللجنة للقضاء العسكري، وجرى اعتقال 14 عنصر أمن فلسطيني.
وأواخر يونيو الماضي، أعلن رئيس لجنة التحقيق وزير العدل محمد شلالدة، أن بنات "تعرض لعنف جسدي، ووفاته غير طبيعية".