نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

كان يحتل 35% من مساحة القطاع

الذكرى الـ16 لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة

الانسحاب من غزة.jpeg

نبأ-القدس:

في 12 أيلول/ سبتمبر 2005 سحبت "إسرائيل" قوّاتها ومستوطنيها من قطاع غزة، بعد احتلال دام عقود، كان أرييل شارون يومها رئيس وزراء الاحتلال، جاء الانسحاب بعد الضغط الذي شكّلته المقاومة الفلسطينية على قوات الاحتلال، خصوصا مع بدء الانتفاضة عام 2000، خاصة ما عُرف بحرب الأنفاق التي استهدفت خلال السنتين اللتين سبقتا الانسحاب، مواقع حصينة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، الأمر الذي رفع الكلفة الأمنية على حكومة الاحتلال، ودفعها للهروب بالإضافة إلى ما أطلق عليه شارون في حينه خطة "فك الارتباط" بهدف تخفيف الأعباء الاقتصادية والمادية على حكومة الاحتلال.

بلغ عدد المستوطنات التي انسحبت منها "إسرائيل" من القطاع، حسب خطة أرئيل شارون، 21 مستوطنة موزّعة على محافظات غزة الخمس: رفح وخان يونس والوسطى وغزة والشمال.

16عاماً مرت على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لكن الممارسات العدوانية الإسرائيلية مستمرة عبر الحصار وتكرار الاعتداءات ليستمر الاحتلال الإسرائيلي بأشكال مختلفة تفاقم في معاناة أبناء القطاع.

بموجب الإنسحاب أفرغت "إسرائيل" 21 مستوطنة كانت تحتل نحو 35% من مساحة قطاع غزة، الذي لا تتعدى مساحته 360 كيلومترا مربعا.

وأنهت قوات الاحتلال الإسرائيلية اندحارها من غزة نتيجة الضربات القاسية والمتواصلة التي كانت تقوم بها المقاومة الفلسطينية تجاه جنود الاحتلال في الشوارع والأزقة وفي داخل ثكناتهم العسكرية، بالإضافة إلى القصف المستمر على المستوطنات الإسرائيلية التي كانت جاثمة على أرض قطاع غزة.

وشكَّل الانسحاب الإسرائيلي من غزة مسارًا آخر للمقاومة التي لا تكل ولا تمل من تطوير قدراتها لمعركة التحرير الكبرى، ولم يكن اندحار الاحتلال عن القطاع حدثًا عابرًا في تاريخ الشعب الفلسطيني وصراعه مع هذا الكيان الذي يجثم على أرض فلسطين منذ نكبة 1948.

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال حينها "زئيفي فركش" إن الانسحاب جاء في ظل صعوبة حماية 8 آلاف مستوطن في القطاع وتكليف فرقة عسكرية بأكملها بهذه المهمة، فيما تحولت المستوطنات إلى بؤر للعمليات الفلسطينية.

بدوره، قال قائد أركان الجيش في حينها "موشي يعلون" إنه عارض الانسحاب، لكنه ادّعى "عدم قدرته على التعبير عن رأيه كونه لم يكن جزءًا من متخذي القرار، الذي استفردت به الجهة التنفيذية".

وبرر "يعلون" معارضة الانسحاب بخشيته من سيطرة  (حماس) على قطاع غزة والضفة الغربية، في ذروة عمليات الانتفاضة الثانية.

وزعم أنه كان يتوقع سقوط الصواريخ على "تل أبيب" ومنطقة وسط الكيان حال الانسحاب، وأن ذلك "كان واضحًا كالشمس" وفق تأكيده.

في السياق، قال رئيس الشاباك في حينها "آفي ديختر" إن تحفظه الوحيد كان على إخلاء محور "فيلادلفيا" (صلاح الدين)، الحدود الفاصلة بين غزة ومصر.

وقال: "هذه المنطقة بمثابة الروح لمسلحي القطاع، إلا أن ثمن البقاء هناك كبير، إذ كان لمشاهد الجنود، وهم يبحثون عن أشلاء رفاقهم على الحدود مع سيناء بعد تفجير ناقلة الجند ومقتل 6 من عناصرها، بالغ الأثر في قرار الانسحاب".

كما شهد حي الزيتون في غزة تفجيرًا لناقلة جند أخرى وقتل فيها 6 من الجنود، توزعت أشلاؤهم في أرجاء الحي، وفقًا لاعتراف الاحتلال.

أما مستشار الأمن القومي في حينها "يعكوف عميدرور" فقال إن قرار الانسحاب كان خاطئًا بالصيغة التي تم فيها، إذ خرج الاحتلال دون أن يحاول كسب أي شيء، حتى دون مفاوضات مع السلطة الفلسطينية أو مع المجتمع الدولي.

وقال "أثبتنا للفلسطينيين بأننا لا ننسحب إلا تحت الضغط".

فيما قال نائب رئيس الوزراء الأسبق في الكيان إبان الانسحاب "إيهود أولمرت" إن شارون خشي من انفجار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية حال طرح مسألة الانسحاب على الطاولة، وبالتالي بقاء أطول للجيش والمستوطنين في القطاع مع استمرار الخسائر اليومية.

واحتلت "إسرائيل" قطاع غزة عام 1967، وظلت مسؤولة عن إدارته حتى مجيء السلطة الفلسطينية عام 1994، فأسندته للأخيرة، فيما أبقت على قواتها في مجمعات ومستوطنات مركزية داخل القطاع، كان يسكن فيها أكثر من 8 آلاف مستوطن.

وأقيمت أول مستوطنة في القطاع باسم "نیتسر حازاني" عام 1976، فيما أنشأت آخر ثلاث مستوطنات صغيرة عام 2001 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.

الانسحاب من غزة3.jpeg
الانسحاب من غزة1.jpeg
الانسحاب من غزة.jpg
 

وكالة الصحافة الوطنية