نبأ – نابلس - شوق منصور
منذ ما يقارب 9 أعوام اعتاد الشاب المسيحي خليل كوع (41عاماً) من سكان مدينة نابلس الوقوف في شهر رمضان المبارك وقبل موعد الإفطار على الشارع العام بجانب المستشفى الوطني لتقديم التمور والماء على الصائمين، في مشهد يعطي انطباعاً جميلاً عن التسامح الديني التي تشهده مدينة نابلس التي تحتضن ثلاث ديانات: الإسلام والمسيحية والسامرية.
يقول كوع في مقابلة مع وكالة الصحافة الوطنية "نبأ"، "لا أشعر بأنني أقوم بشيء غريب فماذا يعني أن أكون مسيحيا وأوزع التمور والماء على الصائمين، فأنا لا أحب أن أميز بين مسلم أو مسيحي أو سامري نحن في النهاية جميعاً فلسطينيون".
وأضاف: أسسنا أنا ومجموعة من أصدقائي في عام 2013 مجموعة شبابية أطلقنا عليها اسم جولة نابلسية، فنحن مجموعة من المصورين نتجول في مدينة نابلس ونلتقط العديد من الصور، ونقوم بتوزيع الحلوى في المولد النبوي ونقوم بتزيين المدينة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك وفي أيام العيد أيضا بالإضافة إلى أننا نقوم بتوزيع التمور والماء على الصائمين المتأخرين.
وأوضح أنه وفي الوقت الذي كان ينشغل فيه العالم بالصراع بين الطوائف والأديان "قررنا القيام بهذه الحملة لأننا نريد أن يرى الجميع أننا في نابلس نعيش كعائلة ليس لدينا حروب طائفية أو دينية، فنحن نشارك بعضنا البعض في المناسبات الاجتماعية والأعياد".
وحول المشاعر التي ترافقهم في هذا العمل التطوعي، قال "الشعور جميل جداً ولا يمكن وصفه، خصوصا أن الناس هم أصبحوا ينتظرونا، ويبدأون بالاتصال معي ويسألوني قبل رمضان هل أنت جاهز هل تحتاج إلى شيء؟ فالفكرة لقيت إقبالا كبيرا من قبل الناس".
وأشار كوع إلى أن بداية المبادرة كان التمويل منه ومن زملائه؛ ولكن بعدما تعرف الناس عليهم جيداً، أصبح الجميع يريد أن يتبرع ويتطوع معهم، موضحًا "الآن كل من يتواصل معي أخبره أننا لا نحتاج أصبح لدينا فائضا من التمور والماء".
