نبأ – نابلس - نواف العامر
يعد الاحتلال بأدواته الأنفاس على بلدة كفر قليل جنوبي نابلس ويخنق تفاصيل الحياة ومخططها الهيكلي عبر زرع المعسكرات والاستيطان في أراضي القرية التي تعتبر بوابة المدينة الجنوبية.
ويتموضع معسكر احتلالي ونقطة مراقبة متقدمة في منطقة تل الرأس وباب الهوى ويطل على البلدة والمناطق الشرقية والشمالية ومدينة نابلس ولا تغيب عنه حركة شاردة ولا سكون واردة وفق عضو المجلس المحلي الحج رشاد سمارة.
وفي المقابل زرع الاحتلال حاجز ومعسكر حوارة جنوب البلدة ويتحكم مع الطريق الالتفافية لمستوطنة براخا في منع توسعة المخطط الهيكلي للمدينة منذ عقود.
وتحول إجراءات الاحتلال وانتشار دورياته دون السماح للمزارعين الوصول لأراضيهم الجنوبية ويحرم الرعاة من استخدام الأراضي الجنوبية والغربية التي تعد ساحة رعي غنية لمواشيهم بينما تسرح أغنام المستوطنين تحت حماية السلاح وبطش الجنود الذين لا تتوقف دورياتهم عن التمركز في نقاط عدة في المناطق المستهدفة.
وأجبرت إجراءات المحتل المزارعين للحد من الاهتمام باقتناء الأغنام وتراجع مؤشر تربيتها للحد الأدنى لتناقص المساحات التي تمكنهم من متابعة تربيتهم للمواشي ومصادرة الأراضي التي تزرع بالحبوب والقطاني لصالح زراعة الأراضي السهلية القريبة من حاجز حوارة لصالح المستوطنين الذين سرقوا الأرض وسيجوها وزرعوها بأشجار العنب والزيتون.
ونهبت البؤرة الأولى لمستوطنة براخا في العام 1982 أراضي واسعة من البلدة تعتبر عمقا سياحيا يشرف على تخوم البحر الأبيض المتوسط وزراعيا بمنع الزراعة والرعي وخنق المخطط الهيكلي من التوسع في الاتجاهات كافة.
وشرعت ضابطية السياحة والآثار منذ عقدين وتزيد على بسط هيمنتها على منطقة مقام الشيخ غانم الدين المقدسي ونفذت حملات متتالية من نبش القبور الإسلامية المجاورة للمقام الذي يعود للعهد الصلاحي الايوبي وجرى ترميمه عام 1964 بإشراف مديرية أوقاف نابلس التابعة
لوزارة الأوقاف الأردنية كما تبين اللوحة المثبتة على بوابة المقام الذي يمكن رؤية سفوح وتلال مدينة السلط الأردنية شرقا بالعين المجردة.
ويعتبر جبل جرزيم المكان المقدس للطائفة السامرية كأصغر طائفة في العالم ويقطنون في أراضي البلدة بمنطقة الجبل منذ عقود طويلة ويؤدون طقوسهم الدينية بمنطقة تسمى المذبح بجوار مقام الشيخ غانم، ويعتبرونه مكانهم المقدس.
وفي المقابل ضمت بلدية نابلس عقب قيام السلطة الفلسطينية حوالي ثلث أراضي البلدة وصارت تتبعها وحرمت مجلس البلدة المحلي من عائدات مالية تمكنه من الازدهار وتقديم خدمات أكثر شمولية وجودة للأهالي، وفق ما أكده الحج سمارة.