نبأ- القدس- شروق طلب
يشحذ الاحتلال على مدى عقود أسلحته في معركة الديموغرافيا في مدينة القدس والهادفة لتفريغ الأرض وبسط هيمنته وإحكام قبضته على المدينة.
وأصدرت سلطات الاحتلال لأجل ذلك قرارات "الهدم الذاتي" لمنازل المقدسيين، الذين يتعرضون لسلسلة لا تتوقف من العقوبات والجرائم تحت ستار "قوانين" سنتها بلدية الاحتلال.
وعلى وقع تلك السياسات، التي لقيت رفضًا فلسطينيًا ودوليًا شعبيًا ورسميًا وحقوقيًا، يمنح الاحتلال آلاف التراخيص لبناء مساكن مرفهة للمستوطنين يرافقها توفير الحماية وتهيئة البنى التحتية.
عضو لجنة الدفاع عن أحياء سلوان أماني عودة أعلنت إطلاق حملة "لا للهدم الذاتي"، لاعتبار موضوع الهدم الذاتي مرفوض.
وأضافت في حديث مع "نبأ" أن مبدأ المبادرة كل شخص يهدم بيده فهو يخفف ويسهل العمل على سلطات الاحتلال، فالهدم الذاتي يقلل المواجهات مع السلطات.
وأوضحت عودة:" من أقرب الأمثلة على عملية الهدم الذاتي ضربتها إحدى السيدات، لو كان بيننا ثأر وخيرتك بين أن أقتل ابنك أو تقتليه بيديك فأجابت إن استطعتِ الوصول لابني اقتليه وهكذا الهدم الذاتي، وقتها نتقابل في الميدان "
وقالت عودة، إن "موضوع الهدم يقلل مقومات الصمود".
ويتسق رأي الدكتورة عودة مع رأي رئيس لجان الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان مراد أبو شافع بأن "الهدم الذاتي تزايد في القدس المحتلة، لأن أوضاع الناس صعبة وليس هناك من يقف معهم، فنحن رفعنا شعار نحن ضد الهدم الذاتي، ولكن لا نستطيع أن نجبر الناس ألا تهدم ذاتيا، أنا لا أشجعه ولكن لا أستطيع منعهم لأنه لا يوجد بديل، لكن باستطاعتنا أن نرفع شعار نحن ضد الهدم الذاتي".
وأضاف أبو شافع أن "الهدم الذاتي يهدمني ذاتيا أمام ذاتي ويهدمني أمام أبنائي، كل ذلك من مصلحة الاحتلال، فالهدم الذاتي هو هدم بالقوة فالاحتلال يُجبرهم على الهدم ويغرمهم بغرامات مالية عالية فالناس تختار الهدم الذاتي، مع ذلك المواطن لا يسلم من الاحتلال"، مشيرا إلى أن "الهدم الذاتي هو نهج احتلالي ليجمل نفسه أمام العالم لذلك يدفع المقدسي ليهدم منزله ذاتيا حتى لا يصبح ضجة اعلامية".
وأشار إلى أن المواطن المقدسي أصبح بين المطرقة والسندان ويضرب على رأسه بلا هوادة، هذا هو وضع مرارة القدس تحت الاحتلال، يجب رفع هذا الألم عن الناس نتوجه هنا للمؤسسات وتوجهنا لكل المؤسسات الصغيرة والكبيرة لدعم مدينة القدس".
وفي نفس السياق قابلت "نبأ" أحمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة في شؤون القدس، والذي قال إن "هدم المنازل في مدينة القدس أحد وسائل التهجير القسري، 12 % فقط من مناطق شرقي القدس سمح البناء بها، في حين خصصت 42 % للاستيطان، حتى الـ 12% هناك تعقيدات كثيرة للحصول على رخص البناء فيها وبفعل أن الناس أرادت الحفاظ على وجودها في القدس ولا تغادرها وتحافظ على الإقامة فيها، آلاف المقدسيين اضطروا للبناء بدون ترخيص والاحتلال يلاحقهم بالمخالفات والمحاكم الاسرائيلية ".
وتابع الرويضي: "موضوع الهدم الذاتي موضوع خطير يقلقنا كثيرا، ويتطلب متابعة حثيثة من قبل جهات الاختصاص الفلسطينية"، لافتا إلى أن "الاحتلال يريد أن يتهرب من المشهد الإعلامي الذي يكون فيه جرافات ومحاصرة للمنزل وما يتخلله من ضرب واعتقال وسحل واعتداء، يريد أن يتهرب لان هذا المشهد يؤثر عليه سياسيا لذلك يضغط باتجاه الهدم الذاتي "
وأضاف “المفروض الجهة الرسمية من شؤون القدس أن تعطي المواطن بما يساعده ما يحمي المواطن من الاحتلال هناك مساعدات تقدم ولكن هذه المساعدات باعتقادي لا تغطي كل الاحتياجات وهناك شكاوى تردنا بهذه الخصوص وانا أتفهم شكاوى هؤلاء المقدسيين لذلك طالبت بصفتي مستشار في ديوان الرئاسة لشؤون القدس، الجهات الرسمية التي تعمل مع المواطن المقدسي الاجابة عن أسئلته بخصوص موضوع الهدم الذاتي وأن يكون لديها البرامج العملية التي تمكن المقدسي من الصمود والرباط والدفاع عن ذاته ومنزله "