نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

ألقت بها أمها للمجهول وأنقذتها العناية الإلهية من مصير مروّع

بالصور مأساة.. العثور على مولودة يأكلها النمل وطبيب يروي تفاصيل الحادثة المؤلمة

مولودة في الغور.JPG

نبأ - القدس

أثارت حادثة مؤلمة موجة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي، تجاه أم ألقت بمولودتها الجديدة في وادٍ بالأغوار لتلقى مصيرا مؤلما بتجمع النمل على وجهها قبل أن تتدخل العناية الإلهية وتنقذها من براثن الوادي وحيواناته المفترسة.

وكشف طبيب عن تفاصيل الحادثة المؤلمة بقوله، "طفلة حديثة الولادة وجدت ملقاة على وجهها في وادي في الغور والنمل يقرضها من كل مكان فأدمى وجهها الرقيق وجلدها الناعم".

وأضاف: "الطفلة في أول يوم تخرج من بطن أمها تجد نفسها تحتضن الحجارة والرمال وظلمت الليل وشمس حارقه بالنهار ونمل ينهشها بدلا من أبوين يحتضناها طفلة تلقى لأكثر من عشر ساعات آخر الليل البارد وظلمته مع صباح حتى ظهر حارق لدرجة حرارة تصل إلى أكثر من ٤٥ درجة ملقاة فوق الحجارة لا الليل يرحمها ولا الحجارة ولا الشمس الحارقة ويأتي النمل ليقرض كل جزء في جسدها حتى رآها أحد رعاة الأغنام فأبلغ الشرطة واحضروها إلينا".

وتابع: "دخل علينا على قسم الطوارئ رجال أمن يحملونها، طفلة حديثة الولادة وجهها احمر دموي وضعوها على السرير ويطلبون مني ثيابها من أجل التحقيق والبحث عن أبويها أو لإثبات نسبها فأشفقت عليها كيف ستجرد من ثيابها وتبقى عاريه فقلت لهم أن لا يخلعوا ثيابها حتى أحضر لها ثياب لأن القسم بارد من التكيف المركزي".

وأكمل: "لم أجد فذهبت مسرعا لأقرب محل واشتريت لها ثيابا جديدة ورجعت مسرعا وأخذت الممرضات يغسلنها ويغيرنَ ثيابها وادخلوها لقسم الخداج وحين جلست مع نفسي أتأمل لا أعلم كم تألمتي يا صغيرتي وأنت تحاولين إبعاد النمل القارص عن وجنتيك فيلتصق بخديك فيؤلمك أكثر، تنتفضي فتحاولي إبعاده أكثر فيدخل بين أناملك فيقرضك من كل مكان".

واسترسل: "آه يا صغيرتي كم عانيتِ وتألمت كم ساعة مضت وأنت تتحملين كل أنواع العذاب من النمل من جهة والحر من جهة والظلام حتى الصباح ثم شمس حارقة حتى الظهر ومن الحجارة القاسية والأرض الملتهبة كل ذلك العذاب لا يحتمله رجال أشداء وما لا تعلمينه أن من وضعك هذا الموضع كأن يريد أن تنتهي حياتك بحيوان مفترس يأكلك ويذهب أثرك أو ما يدل على وجودك ولكن الله أراد أن تتحملي وتكملي حياتك".

واختتم الطبيب حديثه، "انتهت مناوبتي وذهبت أعتصر ألما عليها وعلى كل لحظة ألم عاشتها وعلى كل لحظة تعيشها، وكيف لوالديها أن يلقوا بها للهلاك ويجعلها تعيش دون نسب وأن يطلق عليها اسم لقيطه وما ذنبها الذي اقترفته حتى تعاني كل هذا العناء؟".

وتابع: "في مناوبتي التالية بعد ثلاثة أيام ذهبت للاطمئنان عليها بقسم الخداج ورأيتها وقد أصبحت بأفضل حال، كانت نائمة وقد تعافت من جراحها وبقيت آثار قرصات النمل على شفتاها ووجهها فمددت يدي أداعبها فاستيقظت ونظرت إليّ كأنها تعرفني فابتسمت ابتسامة جميلة لا أنساها فالتقطت لها هذه الصورة.. ما أجملك يا صغيرتي".

قد تكون صورة لـ ‏طفل صغير‏

قد تكون صورة لـ ‏طفل صغير‏

وكالة الصحافة الوطنية