نبأ - بيت لحم
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، اليوم الأحد، عن تشكيل لجنة تحقيق في انتهاك حرمة أحد المساجد التاريخية جنوب بيت لحم وإقامة حفل ماجن في ساحته.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب، تشكيل لجنة تحقيق بالحفل الذي أقيم في ساحة مسجد قلعة مراد جنوب بيت لحم.
وأضاف أبو الرب في تصريح عبر صفحته في فيسبوك، "سيكون لنا موقف بعد انتهاء التحقيقات، والاتفاقية مع الشركة المشغلة تمنع إقامة كل ما يخدش الحياء العام أو يتعارض مع الدين الإسلامي".
وأثارت لقطات من حفل صاخب في برك سليمان التي تضم قلعة مراد وفيها مسجد، وتقع بقرية أرطاس على بعد 3.5 كم جنوب غرب مدينة بيت لحم، غضباً واسعاً على منصات التواصل الإجتماعيّ.
وانتشرت فيديوهات وصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توثق الحفل الذي ضم عدداً كبيراً من الفتيات والشباب، وتخلله رقص مختلط على وقع الموسيقى، وتقديم الخمور في ساحة مسجد قلعة مراد.
وفي هذا السياق، أوضح الناشط الشبابي من أرطاس محمد عايش لـ"نبأ" أنّ هذا الموقع وقف إسلامي، وقد تم تأجيره لإحدى الشركات الخاصة وهي "شركة "CCC، لكنّ الشركة خالفت العقد مع وزارة الأوقاف، فعمدت الشركة إلى طمس معالم المسجد، وحولت القلعة لمكان للحفلات.
وتعقيباً على قرار محافظ بيت لحم كامل حميد تشكيل لجنة تحقيق حول وجود مخالفات لشروط العقد بين وزارة الأوقاف وشركة برك سليمان على أرض بركة سليمان أو وجود أي مخالفات أخرى، قال "عايش" إنّ لجان التحقيق هدفها تضييع القضايا وإماتتها، وبالتالي دفنها مع كل القضايا التي دفنت مع لجان التحقيق السابقة.
وشدد على مطالب الأهالي بأنّ تعود قلعة مراد إلى وضعها الأول الذي كانت عليه، قبل التغييرات التي أحدثتها الشركة، وأن يتمّ تشغيل المسجد الذي تم طمس معالمه بشكلٍ كامل.
وقال إنّه في الأصل أن تكون هذه المنطقة تحت سلطة ومسؤولية وزارة الأوقاف، أما أن تترك لأن تكون هناك نسخة ثانية من مقام النبي موسى فهو أمر مستغرب من الوزارة التي لم تعلق حتى الآن على القضية، ما يدل على أنّها شريكة ويجب أن تُحاسب.
من جهته، قال الناشط محمد وليد من "حراك برك سليمان" لـ"نبأ"، إنّ وزارة الأوقاف أجّرت المكان قبل 20 سنة لشركة CCC، غير أنّ الحفلات الصاخبة التي تُنظّم في قلعة مراد، وما صاحبها من إدخال خمور وإحياء حفلات مختلطة، أغضبت الأهالي، ودفعتهم للمطالبة بوقف هذه التجاوزات .
واعتبر أن الحفلات التي يتم تنظيمها في القلعة، تحدياً لمشاعر الناس.
وقال "وليد" إنّ المستوطنين يقتحمون برك سليمان بكل أريحية وتحت حماية قوات الإحتلال، بينما يواجه المواطنون الفلسطينيون تعقيدات وصعوبة في الدخول الى البُرك.
واتفق "وليد" مع ما ذهب إليه "عايش" في أنّ لجان التحقيق تُشكل لإماتة القضايا، وأن المطلوب عودة القلعة لأن تكون مزاراً تاريخياً، وترميم المسجد وإعادته إلى أصله، إضافةً إلى الإطلاع على العقد الموقع مع الشركة بكل حذافيره.
وأصدر "شباب قرية أرطاس" بياناً أكدوا خلاله شروعهم في خطوات ضد ما أطلقوا عليه (المجون والخمور في أرض الوقف الإسلامي) مؤكدين أنهم سيستمرون في حراكهم، وسيقومون بالإجراءات العملية حتى تحقيق مطالبهم كاملة.
وأشار البيان الذي نشروه عبر صفحتهم على (فيسبوك) إلى أن أبرز مطالب شباب قرية أرطاس الاطلاع على وثيقة عقد الإيجار المبرم بين شركة "ccc"، ووزارة الأوقاف، ومنع كل أشكال المجون والخمور في كل أرض الوقف، وفتح قلعة مراد وجميع الأحراش والمرافق لتكون مزارًا تاريخيًا مفتوحًا للجميع.
وعلى مواقع التواصل الإجتماعيّ، عبر ناشطون عن غضبهم من مشاهد الرقص وزجاجات الخمور التي أخلت الى القلعة، وقارنوا الواقعة بما حدث العام الماضي في مقام النبي موسى.
وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي ماجد الزبدة عبر حسابه على (تويتر): (لا يخجل قادة السلطة من نشر الرذيلة وتحويل المساجد والبقاع المقدسة إلى ملاهي ليلية في الضفة المحتلة).
وتابع: (بعد فضيحة تحويل مسجد النبي موسى إلى مرقص يأتي الدور على محراب ومسجد قلعة مراد في قرية أرطاس ببيت لحم حيث حولته سلطة العار الى مرقص ليلي وبار سلطة تُسخّر كل جهودها لمحاربة الفضيلة).