نبأ – القدس – شروق طلب
يحتفل الناس في شتى بقاع الأرض بالمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية المختلفة، إلا أبناء القدس كبارها وصغارها رجالها ونساؤها الذين لا يسلمون حتى في الأيام الطبيعية من انتهاكات الاحتلال وممارساته القمعية.
وفي هذا التقرير، تسلط وكالة الصحافة الوطنية الضوء على الأجواء في المدينة المقدسة مع حلول شهر رمضان المبارك الذي يأتي على المدينة فينشر البهجة بين سكانها والفرح بين زوارها عدا أن الاحتلال ينغّص عليهم فرحتهم ويحاصرها بالاعتداءات والمواجهات والحواجز والملاحقات.
فقوات الاحتلال المنتشرة في جميع المناطق وعلى مدار الساعة، تريد أن تحفظ لهذه المدينة وجهها العبوس والحزين على الرغم من بداية تعافيها من جائحة كورونا التي شلّت الحركة فيها العام الماضي وأغلقت أسواقها ومحلاتها.
ومع بداية رمضان، بدأت قوات الاحتلال تفتش القادمين للصلاة في المسجد الأقصى، فإذا سمحت لشخص حرمت المئات من الدخول إليه، فضلا عن منعها وجبات الإفطار.
وفي زقاق البلدة القديمة، التقت "نبأ" بالأطفال الصغار والتجار والمارة الذين عبروا عن ضيقهم مما يفرضه الاحتلال عليه من مضايقات، فقال الطفل نسيم (١٠ سنوات) الذي كان يلعب مع أصدقائه "لا يحبون أن يرونا فرحين، ففرحنا بالنسبة لهم أمر محرم وخطير".
واصل نسيم لعب الكرة في حواري القدس مع صديقه حسام الذي يحب اللعب في حارة السعدية "نحن نحب أن نلعب كرة القدم هنا "جكر" وبنحب اللعبة فلعبنا يخيف المستوطنين ويغيظهم، وفي إحدى المرات كنا نلعب كرة أنا ونسيم وعلاء صاحبنا الثالث فضربت الكرة بالصدفة بمستوطنة فقامت بنداء الجيش والشرطة وأتى أخي خالد الكبير بعد تعالي أصوات المستوطنة وأتى الجيش، خفنا كثيرا لأنهم مرة اعتقلوا ولد عمره ٥ سنين (قال ليش) أزعج مستوطن".
وأنت تسير في البلدة القديمة تشم رائحة البهارات وترى العجائز يبعن اللوز وورق الدوالي والتين المجفف ومنتجات كثيرة مترامية على أطراف الأسواق على بسطاتهن وترى الجندي يمرق بجانبهن وبقدمه يقلب البسطات لا لشيء فقط ليقول إننا هنا.. ذات العجوز تلم بضاعتها ويساعدها شباب القدس بجبهتها المرفوعة لتقول نحن هنا باقون.
وتمشي باتجاه باب العامود حتى تصل درجات باب العامود حيث ترى أطياف المجتمع المقدسي يحتسون الشاي أو القهوة ويتواصلون ويحيي المقدسيون مناسباتهم كلها باب العامود وما أن يجتمعوا حتى تبدأ قنابل الغاز والمطاط تنهال فوق رؤوس المقدسيين.
وعن هذه المواجهات، قال الشاب عدي إنهم يتعمدون أن يبدأوا بضرب قنابل الغاز دون أي سبب يذكر سوى أنهم انزعجوا من وجودنا هناك فوجودنا المقدسي يقلقهم.
ويرى محللون، أن ما يقلق الاحتلال هو عودة الحياة لبيت المقدس بعد أن قلت الحركة بعد انتشار فايروس كورونا، فانحدرت التجارة لأسوأ حالاتها والسياحة انعدمت وقد كان يعتمد الاقتصاد عليها بشكل أساسي وكانت تعج الأسواق بالزائرين.
وفي حديث مع عضو المكتب السياسي في الاتحاد الديمقراطي "فدا" رتيبة النتشة، قالت إن "هناك مخططا إسرائيليا من ال٤٨ للسيطرة على القدس ويسعون جاهدين للسيطرة عليها لتصبح عاصمة للدولة اليهودية".
وأضافت النتشة "هناك تضييق على القدس فنحن لا نستطيع الاحتفال بيوم المرأة أو الأم دون اعتداءات، عندما تدخل القدس والبلدة القديمة فأنت مراقب من كل اتجاه فهناك كاميرات وحسابات تراقبك وهذا انتهاك للحريات غير مقبول بأي عرف أنساني ولا دولي، الهدف الأساسي منه هو تدجين سكان القدس والسيطرة عليهم وإخلاء أكبر عدد منهم لتحقيق الحلم اليهودي".
وتابعت "لن تستطيع إسرائيل تحقيق أهدافها لأنه نحن كمقدسيين إرادتنا صلبة رغم اختلافاتنا، من يسكن القدس يرى المقدسيين صفا واحدا ويدا واحدة".
تراهم يسيرون بعتادهم الكامل يلتفتون بخوف لطفل يحمل لعبة بندقية أو شاب يشرب القهوة ويقرأ كتابا فيهرعون كتيبة كاملة لاعتقاله والاعتداء بالضرب عليه، مترجمين بذلك حقيقة الجبن في أنفسهم واعتقادا راسخًا لديهم بأن صاحب الحق سيبقى دائما مدافعا عنه وأن الظلم عاقبته وخيمة.