نبأ – الخليل – لؤي السعيد
تشهد المنطقة الجنوبية بمحافظة الخليل بين الفينة والأخرى شجارات عائلية عنيفة يتم فيها استخدام الرصاص الحي والأسلحة الرشاشة بكثافة وسط حالة من الانفلات الأمني وغياب القانون بسبب الاحتلال والاتفاقية المعروفة ببروتوكول الخليل.
وآخر ما شهدته المنطقة الجنوبية من أحداث، تمثل في شجار عائلي عنيف استمر لأكثر من يومين وأدى لإصابة ثلاثة شبان وطفلة صغيرة، على مرأى من جنود الاحتلال الذين شوهدوا بمركباتهم يتجولون في محيط الشجار دون أي محاولة منهم لإنهائه أو السماح لقوات الأمن الفلسطينية بالدخول إلى هذه المنطقة إلا بعد أكثر من 24 ساعة بسبب البروتوكول الأمني الذي يمنعها من الدخول إليها من دون تنسيق مع الاحتلال.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن الاشتباك وقع في المنطقة الجنوبية قرب مدرسة طارق بن زياد، نتيجة شجار بين أشخاص من عائلتي الرجبي والجمل، تسبب بأضرار مادية طالت منازل المواطنين ومحالهم التجارية في المنطقة.
وأوضح رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الميزان د. شريف طردي، لـ"نبأ"، أنه جرى نقل الطفلة من مستشفى محمد علي المحتسب في المنطقة الجنوبية، إلى مستشفى الميزات التخصصي، مشيرًا إلى أن الطفلة أصيبت برصاصة في الظهر واخترقت الصدر وحالتها خطرة وتم إدخالها لغرفة العمليات لإجراء جراحة مستعجلة.
وأفاد أحد سكان المنطقة معتز غيث، بأن الشجار اندلع قبل موعد الإفطار بقليل، ثم تطور إلى إطلاق نار عند منتصف الليل ليستمر حتى ساعات فجر الجمعة.
وأضاف أنه تم عقد اتفاق هدنة بين العائلتين ولكن مع صباح الخميس نشبت اشتباكات جديدة بين أفراد من العائلتين، أدت إلى حدوث أضرار في منازل المواطنين في المنطقة.
وحول دور الجهات الأمنية في مثل هذه الحوادث، قال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية لؤي ارزيقات لـ"نبأ"، إن المنطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية، ودخول قوات الأمن الفلسطينية إلى المنطقة لفض الشجار يحتاج تنسيق أمني مع الجانب الإسرائيلي.
بدوره، أوضح رئيس اللجنة الأهلية في المنطقة الجنوبية بالخليل عودة الرجبي، أن الشجار العائلي بين العائلتين هو شجار متجدد كان قد نشب السنة الماضية، وما حصل خلال اليومين السابقين يعتبر امتدادا للشجار القديم سواء في المكان أو الشخوص أو الأسباب والمعطيات.
وبيّن الرجبي، أن ظاهرة إطلاق النار بالشجارات العائلية وفوضى السلاح العشوائي أصبحت ظاهرة لا تطاق، ومقلقة جدًا ومحاولات تهدئة الوضع من خلال اتفاقات وقف إطلاق النار بين الجانبين فشلت أكثر من مرة، نتيجة الخروقات من الطرفين.
ومن جهته، رأى أحد وجهاء العشائر في الخليل عبد الوهاب غيث، أن أجهزة السلطة الفلسطينية لا تكترث لما يحصل في المنطقة الجنوبية من إطلاق نار وفوضى سلاح دون رادع، وحمل المحافظة والأجهزة الأمنية مسؤولية الأمن وأمان المواطنين.
يُذكر أن المنطقة الجنوبية في مدينة الخليل تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، بموجب اتفاق يمنع دخول الأمن الفلسطيني لهذه المناطق بدون تنسيق مسبق.
وفي ظل غياب التفاهمات الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي بخصوص مسؤولية هذه المنطقة، تلجأ العائلات إلى العشائر لحل الخلافات والشجارات في ظل انعدام الأمن بالمنطقة.
ومع غياب الرقابة الأمنية، تشهد المنطقة الجنوبية انفلاتا كبيرا حتى صارت مكانا آمنا لتجار المواد المخدرة والسلاح والعصابات وهو ما ينذر بمزيد من الأحداث المؤسفة إذا لم توضع حلول أمنية حازمة.