نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"المعازل الجغرافية" بالضفة ..

خطة تهجير 150 ألف مواطن من شرقي القدس لإقامة "كيان هزيل"

المعازل الجغرافية

رام الله – أنس عدنان – نبأ:

يسعى الاحتلال الإسرائيليّ إلى عزل 150 ألف فلسطيني، من سكان شرقيّ القدس المحتلة، وإجبارهم على الرحيل والتملك في مناطق نفوذ السلطة الفلسطينية، والسكن في ما تسمى "المعازل الجغرافية".

وتنتشر "المعازل الجغرافية" في مناطق عدة بالضفة، لعلّ من بينها كفر عقب شمال القدس المحتلة، ومنطقة بئر عونة في مدينة بيت جالا، والعيزرية، وحالياً توجه كثير من المقدسيين إلى التملك في أراضي قرية دار صلاح وبلدة العبيدية المتجاورتين شمال شرق بيت لحم وغيرها من المناطق.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور جاد إسحق، المدير العام لمعهد الأبحاث التطبيقية (أريج) لـ"نبأ"، إنّ "إسرائيل" ومن خلال مخطط التوسع الاستيطاني، تسعى إلى تقسيم الضفة الغربية إلى 12 "معزلاً جغرافياً"، بحيث ستكون جنين أكبر منطقة جغرافية.

كما قسمت منطقة سلفيت باتجاه (سلفيت شرق) و(سلفيت غرب)، أما منطقة رام الله فهي منفصلة كمدينة، ومنطقة شمال غرب رام الله بما فيها شمال غرب القدس معزل آخر.

أما بيت لحم –بحسب اسحق- فقد فصل ريفُها الشرقيّ عن ريفها الغربيّ، بينما قسمت الخليل إلى 4 معازل: (شمال شرق الخلي، وشمال غرب الخليل، وجنوب الخليل، إضافة إلى جنوب شرق وجنوب غرب الخليل).

ويرى "اسحق" أنّ "إسرائيل" تسعى عبر هذه المعازل لإقامة "كيان هزيل"، لا يحقق أي تواصل جغرافي إلا من خلال المرور عبر مناطق C، بمعنى أن التنقل بين المناطق الفلسطينية سيكون تحت السيطرة الإسرائيلية، دون وجود أي تواصل بينها، وهي تمثل "كانتونات" حكم ذاتي في الضفة الغربية .

وأكد على أن هذا المخطط هو الذي طرحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ينفذ حالياً بمباركة أمريكية، حيث أعطت واشنطن رئيسَ حكومة الاحتلال الجديد نفتالي بينيت، حتى نهاية هذا العام لتنفيذه.

ويلفت "اسحق" إلى ما جرى تنفيذه خلال حكم بنيامين نتنياهو، عندما قامت وزيرة المواصلات ميري ريغيف، بوضع خطة للمواصلات بحيث يتم ربط المدن الإسرائيلية بالمستوطنات في الضفة الغربية، بمعنى أن هذه المستوطنات أصبحت جزءاً من "إسرائيل".

وتخلل تلك الخطة شق طرق استيطانية، وأقرب مثال على ذلك ما يجري في الشارع الإستيطاني رقم 60، الذي يمتد من القدس إلى الخليل، ومنها إلى الظاهرية وحتى النقب (جنوباً)، وعرضه لا يقل عن 100م.

وقال إنه من الممكن أن تسمح سلطات الاحتلال للفلسطينيين بمسار خاص على هذا الشارع، لكنّه في ذات الوقت ترسيخ لنظام الفصل العنصري.

وفيما يخصّ شرقي القدس المحتلة، قال "اسحق" إنّ معدل رخص البناء التي تعطى للفلسطينيين هناك لا يتجاوز 200 رخصة في العام الواحد، بينما الحاجة وفقاً للنمو السكاني الطبيعي تبلغ 10 آلاف وحدة سكني ، وبالتالي لم يبقى هناك أماكن للسكن وأصبحوا مضطرين للانتقال إلى مناطق فلسطينية للعيش فيها.

ويصف "اسحق" منطقة بئر عونة في مدينة بيت جالا بأنها (مستودع بشري)، إذ يبلغ عدد سكانها 4 آلاف نسمة، ولا يوجد فيها مخطط تنظيمي، ولا حتى بنية تحتية متكاملة، وإنما يتم البناء فيها بشكل عشوائي.

وختم "اسحق" حديثه بالتحذير من نية الاحتلال منح السلطة الفلسطينية مسؤولية هؤلاء الذين يعيشون في تلك المعازل الجغرافية، التخلي عن أي مسؤولية بشأنهم، رغم حملهم الهوية الزرقاء.

وكالة الصحافة الوطنية