نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بعد أن غيبها الاحتلال لعشرات السنين

بالفيديو "زفة العريس" تعود لبوابات الحرم الإبراهيمي بالخليل

لؤي السعيد – الخليل – نبأ

في خطوة فريدة من نوعها أحيا أهالي الخليل فجر اليوم الجمعة مراسم "زفة العريس التراثية" لـ 3 عرسان انطلاقًا من الحرم الإبراهيمي الشريف لإعادة الموروث الثقافي والشعبي والتاريخي للمدينة بعد أن غيبها الاحتلال لعشرات السنين.

أهالي مدينة الخليل، والبلدة القديمة توافدوا بالتزامن مع صلاة الفجر للحرم الإبراهيمي الشريف، وشاركوا في مراسم زفاف العريس عمار زاهدة والعريس محمد عصفور والعريس محمود أبو تركي وسط أجواء من الفرح والغناء الشعبي التراثي وذلك عقب الخروج من صلاة الفجر مروراً ببوابات الحرم الإبراهيمي الإلكترونية الذي وضعها الاحتلال لتقييد وصول المصليين للحرم.

مجموعة حماة الحرم الإبراهيمي الشريف نظمت هذه الزفة بالتعاون مع أهالي البلدة القديمة وفرق الزفات الشعبية، لإعادة إحياء زفة العريس وإعادتها إلى الذاكرة الفلسطينية خاصة أن الخليل عرفت على مدار مئات السنين بزفة العريس المميزة التي كانت تخرج من الحرم الإبراهيمي مرورًا بالبلدة القديمة وصولًا إلى حمام العريس.

مهند الجعبري عضو إقيلم وسط الخليل وأحد أعضاء مجموعة حماة الحرم قال لـ"نبأ" إنطلاق هذه الفعاليات وخاصة زفة العريس، تعزز من التواجد الفلسطيني داخل الحرم الإبراهيمي ويزيد من عدد المصليين في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال على المقدسات.

من جانبه قال منجد القيميري أحد أعضاء فرقة الزفة إن هذه الفعالية جرى تنسيقها منذ أسابيع وأول زفة كانت الأسبوع الماضي، ثم تشجع الناس للزفة وفجر اليوم الجمعة كان لدينا 3 عرسان بعد شعور المواطنين بضرورة إعادة مجد الماضي.

وأكد القيميري أن هذه الفعاليات تأتي في سياق تعزيز الوجود الفلسطيني في الحرم الإبراهيمي، في محاولة لإعادة إحياء كل الفعاليات التراثية التي كانت زمن الأباء والأجداد ومن أهمها زفة العريس المشابهة للعراضة الشامية.

وبالعودة إلى الزفة الخليلة القديمة قال المواطن مفيد الشرباتي إن أهل الخليل كانوا يستقبلون العرسان في ساحة قريبة من الحرم الإبراهيمي ثم يزفونه حتى بوابات الحرم، وكان هنالك شخص يحفظ الأهازيج الفلسطينية الشعبية وكان الأجواء جميلة جدًا بمشاركة كبيرة من أهالي الخليل القديمة.

أحد العرسان محمود أبو تركي، وصف شعوره بالفرحة الغامرة مشيراً الى أن هذه الفعالية أعادته إلى الزمن القديم الذي لا يعرفه شباب اليوم، خاصة أن من شاركه في فعاليات اليوم العشرات من أهالي الخليل القديمة ولم يقتصر الاحتفال على العائلة.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي مع احتلاله لفلسطين عام 1967 عمل بشتى الوسائل على طمس الهوية الفلسطينية من خلال تغييب الموروث الشعبي والفلسطيني، وبالتالي تراجعت الفعاليات التراثية في الخليل القديمة، إلا أن زفة العرسان اليوم من أمام الحرم الإبراهيمي أعادت للمواطنين أمجاد التراث الفلسطيني الأصيل.

 

وكالة الصحافة الوطنية