نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نقابة الصحفيين اعتبرته "خطيئة كبرى لا يمكن السكوت عنها"

غضب من استقبال "لجنة التواصل" وفداً صحفياً إسرائيلياً و"المقاطعة" لـ"نبأ": تخريب لجهودنا

رام الله – أنس عدنان – نبأ:

أثار استقبال (لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي)، وفداً صحفياً اسرائيلياً، وتنظيم لقاء معهم، في مقر منظمة التحرير الفلسطينية بمدينة رام الله، اليوم الأربعاء، جدلاً في الأوساط الفلسطينية.

وحضر اللقاء مع الوفد الإسرائيليّ، كلٌ من عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني (وزير التنمية الإجتماعيّة)، إلى جانب محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

من جهته، قال محمود نواجعة، منسق الحركة الدولية لمقاطعة "إسرائيل" دولياً (BDS)، لــ"نبأ"، إن هذه اللقاءات "تطبيعية"، وتخرق معايير التطبيع التي أجمعت عليها الغالبية الساحقة من المجتمع الفلسطيني.

واعتبر نواجعة أن مثل هذه اللقاءات محاولة استجداء للإسرائيليين، وأنّ الصحافة الإسرائيلية جزء من منظومة الاحتلال، وليس بأي شكلٍ من الأشكال محايدة، بل وتسعى الى تبييض جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وقد تمّ تجريمها سابقاً.

وأشار إلى أنّ ما تقوم به (لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي)، هو توفير غطاء رسمي لكل التطبيع الحاصل، بالذات في ظل التطبيع على المستوى العربي، وبالتالي هذه اللقاءات بمثابة تخريب واضح لجهود حركة المقاطعة، وتخريب لكل حملات مناهضة التطبيع تحديداً على مستوى الدول العربية، وتُعطي مبرراً للتطبيع على المستوى الشعبي او المؤسساتي.

وأكد على أن المطلوب هو حل (لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي)؛ بسبب تغطيتها على التطبيع، وتوفيرها الغطاء الرسمي للتطبيع الفلسطيني، وهي لجنة لا يوجد لها فائدة بأي شكلٍ من الأشكال.

وقال إن حركة المقاطعة طالبت مراراً اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بحل (لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي)، داعياً إلى الضغط الشعبي على السلطة والمنظمة من أجل وقف نشاط اللجنة بشكلٍ كامل، لكنّنا نعلم الاوضاع المترهلة التي تمرّ بها منظمة التحرير  والسيطرة عليها.

"الصحفيين": خطيئة كبرى لا يمكن السكوت عنها

ودانت نقابة الصحفيين عقد اللقاء التطبيعي مع صحفيين اسرائيليين في رام الله، واعتبرته طعنة لجهودها ولعمل الصحفيين ووسائل الاعلام الفلسطينية الساعية لتعرية رواية اعلام الاحتلال المزيفة دوماً والمحكومة الى توجيهات اجهزة أمن الاحتلال.

وأكدت أن عدداً كبيراً من صحفيي الاحتلال هم مستوطنون وعسكريون ورجال أمن شاركوا في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين ووسائل الاعلام، او قاموا بالتغطية على هذه الجرائم وتبرير ارتكابها.

وأشارت النقابة إلى أن هذه اللقاءات التطبيعية، اي كان مبررها، تعد ضربة للانجازات التي يحقها الاعلام الفلسطيني ونجاحه في نشر رواية الحق الفلسطيني، وما رافق ذلك من حالة اسناد وتضامن واسع من الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية.

ورأت النقابة ان عقد مثل هذا اللقاءات، وفي مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وفي الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال ارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة بحق الصحفيين، وتمنع دخولهم الى القدس والاراضي المحتلة، وتمنع عمل وسائل الاعلام الفلسطينية وتغلق مكاتبها، بما فيها مكاتب تلفزيون فلسطين، هو خطيئة كبرى لا يمكن السكوت عنها. ودعت النقابة اللجنة التنفيذية للمنظمة الى وقف مثل هذه اللقاءات، ومحاسبة القائمين عليها.

نشطاء ينتقدون   

وفي تعقيبه على اللقاء، قال الناشط السياسي، والمرشح عن قائمة "طفح الكيل" للانتخابات التشريعية المؤجلة، غسان السعدي: " لانهم عبيد الاحتلال يستقبلون ممثلي صحافتهم باحترام".

من جانبه، كتب الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبوعلان معلقاً: " اللقاء مع الصحفيين الإسرائيليين في مقر منظمة التحرير في رام الله لإطلاعهم على الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة ممارسات الاحتلال فيها نوع من (استهبال) للمواطن الفلسطيني".

وأضاف: " عارفين ليش، أكثر حد بعرف حجم معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة الاحتلال هم الصحفيين الإسرائيليين، فهم يصولون ويجولون في الضفة الغربية بكل أريحية، ولهم أيضاً اتصالاتهم الهاتفية مع مصادرهم في قطاع غزة ، وحتى من قيادات حركة حماس نفسها، حسب قولهم هم الأقل".

وتابع: "إلا أن الصحفيين الإسرائيليين (باستثناء صحيفة هآرتس إلى حد ما) لا يرون الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومعاناته إلا من خلال بيانات ورواية الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال فوهة بندقية الجندي الإسرائيلي، ومن خلال شاشة طياري ال إف 16، ومن خلال فوهة مدفعية المركفاه".

وقال: "بالتالي، كان من الأولى حل لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، واعترافكم بفشل اختراقكم للمجتمع الإسرائيلي الذي يذهب أكثر وأكثر تجاه اليمين، وتواصلكم مع المجتمع الإسرائيلي يخلق مبررات أكثر لجهات عربية رسمية وغير رسمية لتعزيز التطبيع مع دولة الاحتلال".

وتساءل في ختام منشور له: " ماذا لو سمعنا عن تأسيس لجنة تونسية عن تعزيز التواصل مع المجتمع الإسرائيلي ؟."

وسخر معلق آخر بقول:" اعتقد إنو المجدلاني بيحق لو يطبع وفي مقر منظمة التحرير على اعتبار إنو عندو أكبر فصيل في المنظمة .. عندو ملايين الاعضاء يا جماعه ..".

يشار إلى أنّ ابنة أحمد مجدلاني شاركت قبل أيام في ورشة عمل تطبيعية، بتنظيم من لجنة مجلس النواب الأمريكي المتخصصة في "الشرق الأوسط، شمال أفريقيا، ومحاربة الإرهاب"، لنقاش "فرص السلام من خلال العلاقات الشعبية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

ودانت حركة المقاطعة (BDS) مشاركة ندى مجدلاني، مديرة الجانب الفلسطيني في منظمة (EcoPeace Middle East)– السلام البيئي في الشرق الأوسط، في الورشة، واستنكرت الحركة التطبيع المستمر الذي تقوم به.

وقالت في بيان إن هذه المؤسسة الغارقة في التطبيع تعمل في الأردن وفلسطين، بما في ذلك في المستوطنات الإسرائيلية ولها مكاتب في عمان ورام الله و"تل أبيب".

واعتبرت اللجنة أن "ما تقوم به ابنة وزير الشؤون الاجتماعية وأمين عام جبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني، يتجاوز التطبيع بالتورط الكامل في التغطية على جرائم الاحتلال ضد شعبنا، والانسجام مع خيانة الأنظمة العربية التي ترفضها وتحاربها شعوب المنطقة العربية، بما فيها شعبنا الفلسطيني".

وكالة الصحافة الوطنية