بيت لحم – أنس عدنان – نبأ:
تتعرّض قرية كيسان، شرق مدينة بيت لحم، لانتهاكاتٍ "إسرائيلية" متواصلة، كان آخرها شق المستوطنين، اليوم الإثنين، طريقا استيطانياً يخدم مستوطنة "آبي هناحل"، الجاثمة على أراضي القرية.
وتحيط بقرية كيسان مستوطنات، من أبرزها (معالية عاموس وآبي هناحل)، إضافة إلى مكب النفايات الذي أقامه الاحتلال على مدخل القرية.
وقبل أيّام، قرر ما يسمى مجلس التكتل الاستيطاني في مجمع مسـتوطنة "غوش عصيون" قرر بناء 110 وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة "آبي هناحل"، حيث تجري أعمال تجريف واسعة للأراضي من أجل تنفيذ تلك الخطة على حساب أراضي قرية كيسان وسكانها.
والطريق الذي شقه المستوطنون اليوم، ليس الأول، إذ سبقه شق عدة طرق على حساب أراضي المواطنين، لتخدم مستوطنات الاحتلال.
وقال رئيس المجلس المحلي في كيسان صدام تعامرة لـ"نبأ"، إن الهجمة الاستيطانية التي تتعرض لها القرية، زادت حدّتها في الفترة الأخيرة، وهي غير مسبوقة، وتتمثل بمصادر الأراضي، والاعتداءات المتواصلة على أهالي القرية، ومنع رعاة الأغنام من رعي ماشيتهم في أراضي القرية .
ويؤكد "تعامرة" أن هدف إجراءات الاحتلال بحق أهالي كيسان، هو السيطرة على الأراضي، وترحيل المواطنين منها؛ لإنشاء مستوطنات جديدة، وتوسيع أخرى قائمة منذ سنوات، لافتاً إلى الموقع الاستراتيجي للقرية وهو مطلّ على البحر الميت، عدا عن أنّها تعتبر البوابة الشرقية لبيت لحم.
ودعا رئيس المجلس المحلي المؤسسات الحقوقية، لزيارة كيسان، والاطلاع عن قرب على واقع الانتهاكات التي يتعرض لها السكان، مطالباً بوقفة جادة لمنع الاحتلال من الاستيلاء على أراضي القرية .
ويشكو الأهالي في القرية عدم وجود مقومات صمود في كيسان التي يبلغ عدد السكان فيها حوالي ألف نسمة.
وتفتقر القرية لوجود مركز صحي فيها، وكثير من الخدمات الهامة التي يحتاجها الأهالي، إضافةً إلى معاناة السكان من قضية النقل والمواصلات من وإلى القرية.
وبيّن "تعامرة" أنّ القرية بحاجة إلى لجان حماية من اعتداءات المستوطنين المتواصلة، مشيراً إلى أنّ 80-90% من أراضي كيسان مصنفة أراضي C، وهي مناطق يُمنع الأهالي من التوسع والبناء عليها، في مقابل اشتداد وتيرة العمل في المستوطنات الجاثمة على أراضي القرية .
من جانبه، قال المزارع إبراهيم غزال، إن مستوطني المستوطنات الجاثمة على أراضي كيسان، يشنّون باستمرار هجمات على منازل القرية خاصة في الليل، ما يتسبب في إثارة رعب السكان وخاصة الأطفال.
ويُشير إلى عدة حالات دهس نفذها مستوطنون على الطريق المحاذي للقرية، بحق أطفال وشبان من القرية.
ويتفق "غزال" مع رئيس المجلس المحلي بضرورة تقديم مقومات صمود ودعم للسكان في كيسان، مناشداً الرئاسة الفلسطينية والحكومة في تثبيت الأهالي على أراضيهم، في مواجهة حرب المستوطنين الآخذة في التصاعد .
وشدد على أن السكان صامدون ومستعدون للدفاع عن أراضيهم، لافتاً إلى أن عمليات الهدم والاخطارات ومصادرة البركسات لن تجبر الأهالي على الرحيل عن أراضيهم.
وعن مكبّ النفايات الإسرائيلي المقام على مدخل كيسان، قال إنه يؤثر على الثروة الحيوانية في البلدة، ويتسرب منه روائح قذرة، واصفاً القرية بأنّها تقع بين فكي كماشة، في إشارة إلى المستوطنات من جهة ومكبّ النفايات من جهة ثانية .