نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"نبأ" التقت بزوجته في اليوم الأول من رمضان

الشهيد القائد جمال منصور، الحاضر الغائب على مائدة أسرته وأفراحها وأتراحها

عائلة الشهيد جمال منصور

نبأ-نواف العامر-نابلس

بدى الحزن وحشرجة الصوت في حديث أم بكر منى منصور زوجة القائد الشهيد مع ظهر الاول من رمضان الحالي وبالكاد خرجت ارقام الحضور والغياب من ذاكرتها الحية التي لم تعرف الفرح سوى في حده الأدنى مع غيابه في الاعتقال والغياب الاخير دون رجعة.

وتنتظر أم بكر العضو في المجلس التشريعي والمرشحة على قائمة القدس موعدنا، قبل أن تقوم بعملية حسابية لعدد المرات التي شارك زوجها الشهيد العائلة حضوره الرمضاني وفي الأعياد.

ستة أعوام قضاها الشهيد في سجون الاحتلال والإبعاد لمرج الزهور في الجنوب اللبناني إضافة لثلاثة أعوام ونصف العام في سجون السلطة الفلسطينية تحمل في جنباتها غيابه تسعة رمضانات وتسعة عشر عيدا بينما غاب عن العائلة منذ استشهاده قبل عشرين عاما أربعون عيدا وعشرون رمضانا تشكل في مجموعها جداريات من الحزن والفقد والشوق .

واستُهدف القيادي بحماس والشخصية المركزية المحبوبة في الضفة الغربية والسجون، بقصف صاروخي لمكتبه في نابلس بتاريخ 30تموز من العام 2001 قضى معه القيادي جمال سليم وصحفيان وقياديان محليان من الحركة بينما جرح آخرون في الوقت الذي أعلن شارون أنه تم استهداف "رأس الأفعى" بالعملية .

وافتقدت العائلة القيادي منصور في محطات عديدة شملت تخرج ابنه بكر من الجامعة وزواجه وكذلك كريماته ابتهال الصحفية والمهندسة بيان والمحامية أمان، إضافة لمرض شديد لحق بطفله الصغير بدر عقيب استشهاده.

وتقول أم بكر أن عمر زواجهما استمر خمسة عشرة عاما قضت معه منها خمسة أعوام ونصف العام .

ودار بين الشهيد جمال وضابط الشاباك حوار جريء أثناء الاعتقال، عندما قال له الضابط أنه يعيش حياة بائسة كفلسطيني بين السجن والأبعاد فقال له جمال، كم عدد أبناءك فقال الضابط عندي طفل فقط، فكانت إجابة جمال كالرعد القاصف، وانا استطعت انتزاع إنجاب خمسة مواليد من بين أنياب اعتقالكم، فمن الذي يعيش حياة اليأس أنا أم أنت.

وشهد تشييع منصور ورفاقه جنازة مهيبة لم تشهدها ساحات الضفة الغربية وميادينها من قبل فيما اعتبر استفتاءً شعبيا لحضور حركة حماس الشعبي التي حظيت بدعم شعبي واسع ظهرت نتائجه في الانتخابات البرلمانية بعد خمسة أعوام من رحيله.

وفازت أم بكر بعضوية المجلس التشريعي ضمن قائمة التغيير والإصلاح وجرى اعتقالها في سجون الاحتلال فيما تم قطع راتبها كعضو تشريعي ووقف راتب زوجها كشهيد لفترة قبل أن يعاد الأخير لاحقا للصرف بعد تدخلات ومتابعات.

وليست عائلة منصور وحدها من تفتقد الشهيد أبو بكر، ويشعر بغيابه العديد ممن شاركوه هموم العمل الوطني من القوى الوطنية والإسلامية وتشاركوا معه محنتي الإبعاد والسجون ، ويقولون إنه كان صمام أمان للعمل الوطني قل نظيره ويحتاجه الوطن في أوقات الحرج السياسي والاجتماعي.

وشارك الشهيد منصور في جولات الحوار الوطني الشامل في قطاع غزة والخارج والضفة الغربية وكان متحدثا رئيسيا باسم الحركة .

وكانت والدة الشهيد منصور توفيت وهو رهن الاعتقال في سجن الجنيد المركزي بمدينة نابلس لدى السلطة ولم يتمكن من وداعها والاطمئنان عنها في أيامها الأخيرة.

وكالة الصحافة الوطنية