نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

غُرس تحت ذرائع دينية وسياسية واهية

بالصور "قبر يوسف": مسمار جحا الإسرائيلي في خاصرة مدينة نابلس

قبر يوسف

نبأ-نابلس-نواف العامر

 يجمع الأهالي والمراقبين على حد سواء أن ما يعرف بقبر يوسف في قلب حي بلاطة البلد شرق نابلس بات "مسمار جحا الإسرائيلي" الذي غرس تحت ذرائع دينية وسياسية وأمنية واهية في خاصرة المنطقة التي تتحول لكتلة من لهب. المواجهات تنتهي بعشرات الإصابات وذهبت بأرواح شهداء قضوا في تلك المواجهات الجديدة القديمة.

وعاد الحديث عن قبر يوسف للأضواء مع تكرار زيارات لكبار حاخامات اليهود بشكل دوري له وكانت آخر تلك الزيارات الاستفزازية المدنسة للمسجد والقبر الليلة الماضية للجاسوس الصهيوني جوناثان بولارد وقفزت لذاكرة الحي والمدينة حكاية الدم والقبور التي فتحها القبر "مسمار جحا" الإسرائيلي عبر سنوات دامية .

ويخشى الفلسطينيون من أن جدولة وديمومة الزيارات تحت حراسة جيش الاحتلال ستحول المكان المعروف كمسجد قديم لكنيس، مع إحضار الجاسوس بولارد ليلة أمس لما أسماه لفيفة تورانية قام بكتابتها في سجنه الأمريكي الطويل إضافة لصلوات وطقوس تلمودية، يضاف إليها إعادة إعمار المقام خلال السنوات الماضية وترميمه باعتباره مقاماً يهوديا، وهو ما يكذبه الفلسطينيون ويشددون على فلسطينيته وعروبته.

وحسب روايات الأهالي ومصادر التاريخ فإن القبر المذكور يعود لرجل صالح يدعى يوسف دفن في باحة المكان وبنيت عليه قبة مسجد إسلامي دهن باللون الأخضر رغم اختلاف الروايات وتضاربها، هل هو يوسف دويكات أم يوسف التركي منذ زمن الأتراك العثمانيين وليس يوسف النبي عليه السلام الذي توفي في مصر.

وتناقل الناس روايات مهولة تتعلق بوجود كنوز من الذهب والياقوت مدفونة في القبر وهو ما أغرى اللصوص الذين قاموا بنبشه، واستفاق الناس ليجدو القبر قد نُبش وأن كومة من العظام تعلو التراب في غرفة المقام الرئيسية وهو ما يدحض وجود قبر لنبي لا تبلى جثته وفق الشريعة الإسلامية، حيث لا تبلى جثث الأنبياء والشهداء.

وكان اليهود يزورون المقام قبل العام 1948 على هيئة سياح وما لبث الأمر أن تغير عقب احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967 حيث شرعوا بالزيارات تحت حماية الجيش وحراب الجنود .

وتطور الوضع –بحسب الأهالي- بقيام عدد من المتطرفين بالسكن في المقام والمبيت فيه وتحصينه وتحويله لمدرسة دينية متطرفة يؤمها الطلاب اليهود المتطرفون المدججين بالأسلحة وقاموا بمنع الحركة والتنقل في محيطه ووصل الأمر لدرجة مهاجمة المنازل وكل من يعبر المنطقة نحو منازلهم القريبة.

وفرض الجيش "الإسرائيلي" إجراءات مشددة في محيط المقام وحول حياة المواطنين لجحيم لا يطاق وأغلق معظم المدارس الثانوية الموجودة بملاصقة المقام لفترات متفاوتة وطويلة ما عطل العملية التربوية واعتقل العشرات من الطلبة وعرقل تنظيم الدراسة وأداء الامتحانات في السنوات التي سبقت بسط السلطة بحضورها في مدينة نابلس عقب أوسلو.

وشكل إعلان بنيامين نتنياهو افتتاح نفق "الحشمونائيم" تحت المسجد الأقصى عام 96 علامة فارقة في تاريخ المقام، حيث اندلعت المواجهات في محيطه وسقط عدد من الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المتحصنين فيه وهو ما زاد اشتعال فتيل هبة انتفاضة أسميت "هبة النفق".

وظلت الأمور قابلة للتفجر في أية لحظة في منطقة المقام حتى انطلق أوار انتفاضة الأقصى وعادت ساحة المقام ومحيطه لتكون محط الموت والدم من جديد حيث كانت النقطة العسكرية في جبل جرزيم في منطقة تل الهوى والمعروفة بنقطة الموت مصدرا لبث الدم والرعب في أطراف الفلسطينيين العزل ومنازلهم التي تحولت الهدف المفضل للرصاص بمختلف أنواعه واحجامه.

وعقب ذلك مواجهات دامية سقط خلالها عدد من الفلسطينيين بينهم رجال شرطة وتمت محاصرة الجنود الإسرائيليين والمستوطنين وتم ترحيلهم بقوة السلاح والموجات البشرية الكثيفة التي تحركت صوبه المقام لنجدة المصابين والجرحى وانتهت بإخلاء المكان ونقل جثة الجندي الإسرائيلي القتيل ومسؤول مدينة نابلس الاسرائيلي شمشون عام 2000.

وتمكن الفلسطينيون لأول مرة من تنظيف المكان وإعادة ترميمه وطلاء قبته باللون الأخضر حيث اعترضت الاحتلال وتمت إعادة الطلاء بالون الأبيض.

ويخشى فلسطينيو نابلس من استغلال السيطرة على المكان وتوظيفها لغايات سياسية على حساب الادعاءات الدينية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن إيهود أولمرت رئيس وزراء دولة الكيان إبان ولايته الحكومة قوله :"يوسف الصديق يشكل بالنسبة لنا رمزا لمواجهة الأوضاع الصعبة من خلال الإيمان العميق والقدرة على قلب الأوضاع وتحويلها إلى أداة للتقدم إلى الأمام".

ويقع مقام يوسف وفق اتفاقيات أوسلو ضمن مناطق السيطرة الإسرائيلية المصنفة بالوصف "سي" وهو ما يعطي جيش الاحتلال الإسرائيلي حق التدخل الأمني في المكان.

وكالة الصحافة الوطنية