رام الله – أنس عدنان – نبأ:

في إطار محاربة موقع (فيسبوك) الرواية والمحتوى الفلسطيني، استُهدفت بالحذف النهائي خلال الأيام الماضية صفحة وكالة (شهاب) الإخبارية، فيما تمّ إنذار صفحة (شبكة قدس الإخبارية) إنذاراً نهائياً بالحذف، وهما صفحتان يتابعهما الملايين.

في هذا السياق، قال الصحفي في وكالة (شهاب) محمد هنية لــ"نبأ" إنّ استهداف صفحة "شهاب"، كان تراكمياً، حيث بدأت حملة المضايقة على مدار السنوات الماضية، في ظلّ الحرب التي يشنها موقع (فيسبوك) على المحتوى الفلسطيني متواطئاً مع الاحتلال الاسرائيليّ.

وأضاف أنّ الأمر لا يتعلق بالحذف وحده، بل سبقه عدد من الإجراءات التعسفية بحقّ الصفحة، منها تقييد وصولها إلى المتابعين، وتقييد حسابات المحررين ثمّ حذف هذه الحسابات نهائياً.

وأشار "هنية" الى التحريض الإسرائيلي المباشر على وكالة (شهاب)، لا سيما من قبل وزراء إسرائيليين عبر تغريدات على حساباتهم في تويتر، وجلسات عقدوها مع إدارة فيسبوك لحذف صفحة (شهاب) نهائياً.

وقال: كان ملاحظاً خلال الأشهر الماضية استهداف فيسبوك للصفحة عبر تقليص وصول المنشورات إلى أرقام متدنية غير مسبوقة، وانخفاض التفاعل على الصفحة كذلك.

وذكر أنّه تم التواصل مع فريق مختص جرى تشكيله من فيسبوك، تواصل مع إدارة وكالة (شهاب) خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وفرض شروطاً ومعايير مجحفة للنشر، تنافي التناول المهني للأخبار، ومع ذلك التزم محررو (شهاب) بهذه الشروط لكن تم حذف الصفحة عن فيسبوك نهائياً.

ولفت "هنية" إلى أنّه تم حذف الصفحة البديلة لوكالة (شهاب) خلال أقل من 48 ساعة على حذف الصفحة الرسميّة، وهو ما يعتبر إجراءً تعسفياً، ويأتي في إطار التضييق الكبير على الوكالة؛ لأنها تتصدر المرتبة الأولى فلسطينياً على فيسبوك منذ فيسبوك وهي العاشرة عربياً وفق الإحصاءات، والاحتلال يعرف مدى تأثير (شهاب) على المستوى الفلسطيني والعربي .

وتابع قائلا إنّ "الوكالة لا تزعج الاحتلال وحده، بل تزعج السلطة الفلسطينية"، كاشفاً عن أنّ أطرافاً في السلطة، خاطبت فيسبوك لإغلاق صفحة الوكالة، كما أنّها تزعج أنظمة عربية لانحيازها الى الحقوق .وفق "هنية"

وبعد الحذف النهائي –بحسب هنية- تم التواصل مع فريق الدعم في فيسبوك، وكان ردهم أنّ هذا الإجراء نهائي وأخير، لكنّه يؤكد أنهم لن يستسلموا لهذا الرد، وستلجأ الوكالة إلى مسارات مختلفة لاستعادة الصفحة .

ونوّه  إلى حالة التضامن الكبيرة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعيّ، مع وكالة (شهاب) بعد حذف صفحتها.

وقال إنّ بعض الجهات تواصلت مع إدارة (شهاب) من أجل تفعيل المنحى القانوني لاستعادة الصفحة، وتعويض الوكالة عن الأضرار التي لحقت بها .

وانتقد "هنية" نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وقال إنهم لم يسمعوا لها صوتاً حينما أغلقت صفحة (شهاب) على فيسبوك، مضيفاً أن الجسم الصحفي الفلسطيني لا بد أن يتكاتف في وجه محاربة الرواية الفلسطينية وتغييبها، وهو يفرض على النقابة ووزارة الإعلام في رام الله تشكيل جبهة إعلامية موحدة لأن الأمر لا يتعلّق بحذف صفحة لوكالة فلسطينية في غزة، بل هو محاربة لكل المحتوى الفلسطيني.

من جهته، قال إياد الرفاعي مدير مركز "صدى سوشال" المختص بحماية المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، إنّ المحتوى الفلسطيني منذ عام 2015 يتعرّض للتضييق من فيسبوك بتواطؤ مع الاحتلال الاسرائيلي.

وأكد لـ"نبأ" أنّه بعد العدوان الأخير على غزة، كان هناك تفاقم واضح في وتيرة التضييق على المحتوى الفلسطيني، بسبب دور الحسابات والصفحات الفلسطينية في نشر الرواية الفلسطينية.

وشدد على إدارة فيسبوك تمنع استخدام وتداول مصطلحات في صلب القضية الفلسطينية، مثل أسماء الشهداء والفصائل، إضافة إلى عدد من المصطلحات والصور ذات الدلالة الفلسطينية .

وعن إغلاق (شهاب)، أكّد "الرفاعي" أن الإجراء نهائي، لكن هناك محاولات مع فيسبوك لإرجاع الصفحة. أما صفحة شبكة قدس فهي لم تُغلق من قبل فيسبوك، بل تمّ توجيه إنذار نهائي لها بالإغلاق من قبل الموقع، لذا ارتأى القائمون على الصفحة أن يغلقوها مؤقتا إلى حين حلّ الإشكالية مع فيسبوك.

وبيّن "الرفاعي" أنه بعد العدوان الأخير على غزة، تنبّه المستوى الرسمي الفلسطيني، لأهمية الفضاء الإلكتروني في المعركة الحديثة، وهناك توجه حكومي فلسطيني لإعطاء أهمية لهذا الدور، مشيراً إلى أنّ اجتماعات عقدت مؤخراً بين الحكومة وإدارات بعض منصات التواصل الاجتماعي وقد حضرناها .  

وصادق مجلس الوزراء على خطة عمل تعزيز الرواية الفلسطينية وتخصيص الموازنة لها للعام 2021، وذلك خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة اليوم برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية.