نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بالصور سوق الحلال في الخليل.. صمود في وجه الجائحة والخسائر الفادحة

نبأ – الخليل – لؤي السعيد

منذ خمسينيات القرن الماضي، حافظ الفلسطينيون على أسواق الحلال التي تضم المواشي والدواجن والطيور، لتتحول هذه الأسواق الشعبية إلى إرث هام تتوارثه الأجيال.

سوق "الحلال" هو سوق أسبوعي يبيع ـالمواشي وأنواعها والطيور للتجارة والتربية، ومنتجات الحيوانات.

وفي بعض مدن الضفة الغربية يتنقل هذا السوق من منطقة إلى أخرى ويقام بالعادة يوم الخميس ويتسمر حتى ظهر يوم الجمعة.

في الخليل، جنوب الضفة الغربية، حافظ سوق الحلال على وجوده طوال السنين الماضية، وأصبح مقصدًا للمواطنين لشراء الحلال والمواشي والدواجن، حتى صارت زيارة هذه السوق يوم الخميس من كل أسبوع أشبه بعادة ورثها الآباء والأجداد إلى الأبناء.

ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تنشط الحركة في هذا السوق الذي يضج بالمواطنين الذين يريدون شراء المواشي من مناطق متعددة من محافظة الخليل، لنحرها في العيد، خاصة أن هذا السوق يضم أجود أنواع الحلال "البلدية" من المواشي والبقر والعجول.

الحاج محمد صبيح، أحد تجار المواشي في سوق الخليل، يقول إنه لم يتغيب طوال حياته عن هذا السوق، حتى صار هذا السوق جزءا منه، يأتي كل أسبوع هنا ليعرض ما يملك من أغنام ليبيعها، فهي مصدر رزقه الوحيد.

ويضيف صبيح ، إن الحركة التجارية في السوق تنشط في الأعياد، ولكن في السنوات القليلة الماضية، انخفض الإقبال على شراء المواشي بصورة كبيرة، وتعرضنا لخسائر مادية كبيرة نحن المزارعين ومربي المواشي.

من جانبه يؤكد خالد مخامرة أحد تجار سوق الحلال، أن الخسائر الفادحة التي يتعرض لها تجار المواشي بسبب الإقبال الضعيف على المواشي، سببها تردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني.

وأشار إلى أن الحكومة لا تعمل على تعويضهم جراء الخسائر التي تلحق بقطاع تربية المواشي، وأن أسعار المواشي العامين الماضيين متدنية والتاجر أصبح يبيع بخسارة في محاولة لكسب رأس ماله فقط.

أسواق الحلال في فلسطين عمرها يزيد عن 1400 عام، باعتبار أنها كانت مركزًا تجارياً مهماً، وكان يحضر تجار من بلاد الشام ومصر للتجارة فيها وكسب رزقهم من خلال بيع مواشيهم وأغنامهم وطيورهم.

كانت تضم هذه الأسواق مواشي وخيول وحمير وأبقار وأعلاف، وعيادات بيطرية متنقلة ومستلزمات للمواشي والأدوات اللازمة لتربيتها، لكن حديثًا اقتصرت هذه الأسواق على بيع المواشي والدواجن والأبقار.

هذه الأسواق قديمًا اعتُبرت مكانًا لحل النزاعات العشائرية بين المتنازعين، فاعتاد الناس على التجمع في هذه الأسواق للبيع والشراء والتباحث العشائري في السوق، لكن التباحث في قضايا الناس بالسوق اليوم اختفى، ودور السوق أصبح مقتصرا اليوم البيع والشراء.

وكالة الصحافة الوطنية