أنس عدنان – رام الله – نبأ:

باتت قضية سرقة التيار الكهربائي، في مناطق امتياز شركة كهرباء القدس بالضفة الغربية المحتلة، من القضايا الخطيرة جداً التي تهدد بقاء الشركة، ويجعلها عاجزة عن تقديم الخدمات للمجتمع المحلي، مع تصاعد عمليات التعدّي على الشبكات، حيث سُجلت في هذا السياق، حتى الآن، حوالي 1200 قضية رفعتها شركة كهرباء القدس.

وقال المهندس موسى أبو زهرة من شركة كهرباء محافظة القدس إن السرقات تلحق خسائر مالية فادحة بالشركة، وصلت إلى 85 مليون شيكل على مستوى المحافظات الأربع التابعة للشركة وهي (أريحا، بيت لحم، القدس، رام الله).

وأضاف أن السارق يعرض  حياته الشخصية للخطر، حينما يقوم بالربط العشوائي، ولا يلتزم بقواعد السلامة العامة، التي تحميه وأسرته، عدا عن الآثار التي تلحق بشبكة الشركة ما يؤدي إلى إتلافها، وبالتالي استنزاف موارد الشركة، وكذلك استنزاف طاقات الموظفين في إصلاح الأعطال الناتجة عن محاولات الاعتداء والسرقة على الشبكة .

وذكر "أبوزهرة" أنّ أقساماً مختصة في شركة الكهرباء تقوم بمتابعة موضوع السرقات، مشيراً إلى أنّه تم مخاطبة هيئة القضاء الأعلى، والأجهزة الأمنية، في الآونة الأخيرة، لمساعدتها في التعامل مع قضايا صعبة ومعقدة في السرقات.

وأوضح أنّ "الشركة تزور المواقع التي يتم الإبلاغ عن وجود تعديات فيها، ونتعامل بكل سلاسة، ونمد يد العون لأي شخص مُتعدٍ على التيار ليقوم بتصويب وضعه. ولا نقوم بالتحويل إلى القضاء إلا في القضايا المستعصية التي نعجز عن حلّها، أو في حالة تعرّض الموظفين لاعتداء يهدد حياتهم خاصة في المناطق المصنفة C".

في فصل الشتاء –يقول أبو زهرة- تَرِدْ أعطال في أحياء كاملة، أو حرق شبكات وقطع للتيار الكهربائي لساعات، يتبين فيما بعد أن السبب هو اعتداء على الشبكة وقيام المعتدين بالربط العشوائي، لافتاً إلى أنّ سارق التيار لا يدرك الطريقة الصحيحة لربط التيار الكهربائي؛ نظراً لأن هدفه الوحيد الحصول على التيار فيتسبب ذلك في حرق الشبكة وقطع التيار.

ويكشف "أبو زهرة" عن انّ أغلبية من يقوموا بسرقة التيار الكهربائي من أصحاب الدخل العالي، بينما الفقراء يكون استخدامهم للتيار قليل، مؤكداً عدم وجود مبررات مقنعة لقيام السارقين بسرقة التيار.

وعن طريقة اكتشاف عمليات السرقة، قال إن ذلك كان يتم من خلال التفتيش الروتيني، لكن منذ 7 سنوات تم إدخال نظام (العداد الذكي) وهو مربوط ببرامج مع الشركة، تبين على الفور تعرّض الشبكة للسرقة والاعتداء.

من جانبه، قال المتحدث باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، إنّه منذ بداية العام الجاري، سجلت شرطة بيت لحم 35 قضية متعلقة بسرقة التيار الكهربائي، 22 منها في مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية، و13 في مناطق نائية، وتم تنفيذ 22 قضية من مجمل هذه القضايا حتى الآن، وهناك إجراءات لتنفيذ ما تبقى.

ولفت إلى أنّ الشرطة تقوم بدور اختصاصي قانوني، بتنفيذ المذكرات الواردة من النيابة العامة فيما يخص سرقة التيار الكهربائي، مضيفاً أنّ كل قضية لها ظروفها الخاصة ومحدداتها، والشروحات تكون مختلفة بين كل قضية وأخرى.

وبين ارزيقات أن الشرطة والأجهزة الأمنية تواجه صعوبات في مناطق الضواحي للوصول إلى سارقي التيار الكهربائي.

وقبل يومين، تعرّضت طواقم شركة كهرباء القدس خلال إزالة تعديات وسرقات بمنطقة الثوري بالقدس، لاعتداء وصفته الشركة بـ"الخطير"؛ ما أدى إلى إصابة أحد موظفيها بالرأس مباشرة، بعد إلقاء المعتدي صخرة كبيرة على موظف الشركة في سيارته أثناء تأديته لعمله.

ودان مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس وبشدة الاعتداء، مؤكداً أن الشركة مصممة على إنهاء ظاهرة السرقات والتي تتسبب في ضعف الجهد الكهربائي من جهة، والانقطاعات الفجائية من جهةٍ أخرى.

وحذر مجلس الإدارة في بيان صدر الأحد، من الخطر الذي يشكله 'سارقي التيار الكهربائي' ليس على استقرار النظام الكهربائي فحسب، بل على السلم والأمن المجتمعي، مطالباً بإيقاع أشد العقوبات بحق المعتدي الذي بدأت الشركة بأخذ المقتضى القانوني بحقه.

وحذر مجلس إدارة الشركة من أن استمرار السرقات والتعديات على الشبكات سيؤدي إلى العودة لمربع القطع المزعج من قبل (شركة كهرباء إسرائيل)، الذي سيمس مشتركي الدفع المسبق والملتزمين بدفع فواتيرهم، خاصة مع تكرار الشكاوى من المشتركين بضعف الجهد الكهربائي، والخطر على حياتهم من الربط العشوائي.